الخميس 2021/10/14

آخر تحديث: 15:54 (بيروت)

"صلبان الأشرفية".. معركة داخلية بين "التيار" و"القوات"

الخميس 2021/10/14
"صلبان الأشرفية".. معركة داخلية بين "التيار" و"القوات"
رفع صلبان في الاشرفية ليلا (تويتر)
increase حجم الخط decrease
لا يمكن فصل ما يحدث اليوم، في شوارع الطيونة والشياح وعين الرمانة، عن الأجواء التي أشيعت ليلاً بين مختلف الأفرقاء بشأن اللجوء إلى الشارع كخيار تصعيدي جرّاء الإنقسام على مسار التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت.
  

عمل "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله) على تعبئة بيئتهما استعداداً لمعركة "إزاحة" المحقّق العدلي في القضية، القاضي طارق البيطار، من خلال دعوات انتشرت في وسائل التواصل لتنفيذ وقفة احتجاجية صباح اليوم أمام قصر العدل في بيروت.. بموازة انتشار مقاطع فيديو لتحرّكات ليلية داعمة لرئيس مجلس النواب، نبيه برّي، أمام مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، ومواقف داعمة للمعاون السياسي لبرّي، النائب علي حسن خليل، الذي أصدر القاضي بيطار مذكّرة توقيف غيابية بحقّه.  

وليلاً أيضاً، انتشرت في الشبكات الاجتماعية، مقاطع فيديو تظهر قيام شبّان برفع "صلبان مشطوبة" على مداخل الأشرفية دعماً للقاضي البيطار، ما أخذ الأمور نحو منحى انقسامي طائفي حادٍّ، لتبدو المعركة بين شيعة ومسيحيين، لا سيما أنّ "الصليب المشطوب" يحمل رمزية في الشارع المسيحي باعتباره شعار "المقاومة اللبنانية" خلال حقبة الحرب الأهلية.
   

إلا أنّ الشارع المسيحي لم يكن في مجمله مؤيداً لهكذا تحرّك، إذ استغرب عدد من الناشطين الإصرار على إظهار المعركة أنّها معركة "مسلم – مسيحي"، فيما ذهب البعض الآخر أبعد من ذلك معتبراً أنّ البعض انزعج من رفع الصليب، لكن ما هو شعوره في حال رفع السلاح؟

وفي المقابل، يصدر رأي معارض لـ"شعبوية" التحرّكات، إذ يقلل بعض المغردين من حجمها، لا سيما وأنّها أتت في إطار ردود أفعال "استباقية"، ويرون أنّ المسألة لا تعدو كونها محاولة تحشيد في الشارع المسيحي تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة.


والحال أن هذه النقطة، هي الأبرز في التحرك في الشارع المسيحي. ثمة تسابق على تسجيل نقاط بين فريقي "التيار الوطني الحر" من جهة، و"القوات اللبنانية" من جهة ثانية، حيث يسعى كل طرف لتجيير معركة "تحقيقات المرفأ" لمصلحة شعبيته، لا سيما أنّ مناطق الأشرفية والمرفأ والرميل والمدوّر والكرنتينا (دائرة بيروت الأولى) هي الأكثر تضرراً من انفجار الرابع من آب، وهي تشكّل ثقلاً مسيحياً وازناً سيكون له الكلمة الفصل في أي معركة انتخابية مقبلة. 

هي معركة داخلية في الشارع المسيحي لاستقطاب الناخب المسيحي في المعركة المقبلة. التحشيد، كما لدى معظم الطوائف اللبنانية، تخطى شعارات التغيير وثورة 17 تشرين.. بل يدور الآن حول شد العصب الطائفي، بما يتخطى الإنقاذ من الأزمات.. وتندرج هذه المحاولة ضمن هذا الاطار. 


وكانت قيادات مسيحية هدّدت بشكل صريح أنّ المعادلة ستكون "الشارع يقابله شارع"، فقال رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، في حديث تلفزيوني إنّ "الجميع يعلم أنه في مقابل الشارع هناك شارع آخر، وبالتالي هذا لن يؤدي إلى أي نتيجة". كما اعتبر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية"، سامي الجميّل، في حديث تلفزيوني أنّ "الشارع لن يولّد الا شارعاً مضاداً"، محذّراً من أنّ "الشعب الحُرّ لن يستسلم لمحاولات التركيع التي يتعرّض لها". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها