الخميس 2021/10/14

آخر تحديث: 19:28 (بيروت)

إسرائيل تصنف قتلى اشتباكات بيروت: جميعهم من الشيعة

الخميس 2021/10/14
إسرائيل تصنف قتلى اشتباكات بيروت: جميعهم من الشيعة
باحث واستخباراتي سابق: "كأنّ حزب الله يريد المسيحيين والدروز والسنّة أن يطلبوا منه الإمساك بزمام الدولة" (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
عكست التفاعلات الإسرائيلية في السوشال ميديا ووسائل الإعلام التقليدية، إزاء الإشتباكات المسلحة في بيروت، اتجاهين. الأول، عبّر عن فرحة لإدخال لبنان في أزمات أكبر، علّها تُضعف "حزب الله"، وتوفر فرصة إسرائيلية لتحريض العالم من أجل تشديد العقوبات على كيانات لبنانية. أما الإتجاه الثاني، فقد مثّلته مستويات أمنية وإسرائيلية، إذ راقبت بقلق بالغ هذا التطور، من منطلق أنّ أي صدام داخلي سيُخرج حلفاء إيران أكثر قوة، في مقابل تضرر القوى الرافضة لتدخلات الجمهورية الإسلامية.

حاول الإعلام الإسرائيلي، في بادئ الأمر، أن يتابع خبرياً تطورات الحدث أولاً بأول، من دون إظهار أي مصلحة إسرائيلية في ما يجري.. لكنه، لم يخلُ من الإشارة إلى مسؤولية حزب الله عن التطور الخطير في بيروت، لمجرد القول إن الحزب يبذل جهداً لتعطيل التحقيق في انفجار المرفأ، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وتدمير مساحات شاسعة من بيروت..وهو ما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية والأمنية بشأن التحقيق.

بدورها، اعتبرت صحيفة "هآرتس" أن اشتباكات بيروت، والمواجهة بخصوص تحقيق القاضي طارق البيطار، ستحوّل انتباه الحكومة المشكلة حديثًا، بعيدًا من معالجة أزمة اقتصادية متفاقمة. ونشرت "هآرتس"، في موقعها الإلكتروني، صوراً وفيديوهات، نقلاً عن محطات تلفزيونية لبنانية، لا سيما لقطات لرصاص يرتدّ من المباني وأشخاص يركضون بحثاً عن غطاء. لكنّ الصحيفة اليسارية، سعت في تعبيراتها إلى تقسيم القتلى اللبنانيين على أساس طائفي، وذلك بنقلها عن مصدر عسكري قوله: "جميع القتلى حتى الآن من الشيعة".

أما رئيس مركز "ديان" للدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب، أيال زيسر، فقد علّق على ما جرى في بيروت، قائلاً: "نحن نعرف ماذا يحدث في لبنان: دولة ضعيفة، أزمة اقتصادية، وفوضى. أحياناً، يعمل حزب الله ما يشاء ويطلق النار، والآن يطلق خصومه النار على نشطائه وحليفته حركة أمل". غير أنّ زيسر، اعتبر أن التطور لا يعني انفلاتاً كاملاً للأمور، بل يندرج في سياق التوتر حيناً، والإستقرار النسبي حيناً آخر، لأن الموضوع لا يتعلق بمؤسسات الدولة.. ولخّص الحكاية بالقول أن "هناك جهة ضد جهة أخرى، لكن ليس ضد الجيش أو الحكومة".

وحللّ الباحث السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، وقد خدم سابقاً في الإستخبارات العسكرية، ما يجري في لبنان، بأنه انعكاس للصراع بين "دولة منظمة" و"كينونة المؤسسات". وأضاف في حديثه الإذاعي: "هنا في الشرق الأوسط، الدول والكيانات تديرها منظمات (أحزاب).. فالسلطة الفلسطينية تديرها حركة فتح، وغزة تديرها حماس، في حين يدير حزب الله لبنان". واعتبر كيدار إنّ لبنان "هوى من دولةِ مؤسسة إلى دولةِ منظمة؛ لأن حزب الله يدير كل شيء، وهذا ما حدث". لذا، في رأي كيدار، أن الصراع في لبنان، الآن، هو بين طرفين: "مَن يريد التحقيق في تفجير المرفأ وهو يتشبث بقشرة المؤسسات (لأن المحكمة هي مؤسسة).. وحزب الله الذي احتج على المحكمة ونتائجها؛ كونه لا يريد محكمة ولا تحقيقاً". إذاً، "هو صراع بين من يدفع لبنان إلى ذراع حزب الله، وبين من يريد إبقاء دولة لبنان على شاكلتها الأولى كدولة مؤسسات"، بحسب مردخاي كيدار. وأضاف أن لبنان الآن "ليس سوى إطار صُوريٍّ للحزب، الذي يحرك لبنان، كما تُحرَّك الدمية المربوطة بالخيوط في السيرك". وتابع: "كأنّ حزب الله يريد المسيحيين والدروز والسنّة أن يطلبوا منه الإمساك بزمام الدولة، بصفته الأقدر".

وذهبت وسائل إعلام يمينية في إسرائيل إلى القول بأنّ "حزب الله هو المسيطر الفعلي على لبنان، ولا يريد كشف الحقيقة عما تسبب بكارثة مرفأ بيروت"، وفق قولها.

وانتقالاً إلى السوشال ميديا، فقد رصدت "المدن" تغريدة للصحافي الإسرائيلي من أصل لبناني، ايدي كوهين، علّق فيها على فيديو لنشطاء حركة "أمل" و"حزب الله"، لتغذية الطائفية في هذا البلد المُنهك قائلاً: "متظاهرون شيعة يرددون هتافات في بيروت المُحتلة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها