السبت 2021/01/23

آخر تحديث: 18:55 (بيروت)

سلاح خطير في "تويتر": نضال الأحمدية تقفل حسابات صحافيين!

السبت 2021/01/23
سلاح خطير في "تويتر": نضال الأحمدية تقفل حسابات صحافيين!
increase حجم الخط decrease
تهاجم "الإعلامية" اللبنانية نضال الأحمدية كل من ينتقد تصريحاتها الأخيرة بشأن اللاجئين السوريين في لبنان، من باب الحريات، مقدمة كل ما تتفوه به من خطاب كراهية على أنه "حرية تعبير". ليس ذلك مفاجئاً لأن كل من يقدم الخطاب العنصري على الكوكب تقريباً يهرب إلى هذا المدخل عندما يحاصر في الزاوية وينكشف مدى قبح أفكاره أمام جمهوره. وما كان أي شخص سويّ ليهتم بما يصدر عن الأحمدية، لولا أنها، هذه المرة، كشفت "سلاحاً" خطيراً، يبدو أن العنصريين من عيّنتها باتوا يلجأون إليه، في السوشال ميديا، لحماية أنفسهم وخطابهم المقزز من النقد والتحجيم.

ففي مقطع فيديو متداول لها، اليوم، تتحدث الأحمدية (57 عاماً) عن "قرفها" من اللاجئين، قائلة أن "النازحين" الأجانب ممن يعملون في المطاعم ليسوا نظيفين كفاية مقارنة باللبنانيين. وأكملت: "أنا لا أجيد الطبخ، ولا أطلب دليفري بعدما كثرت أعداد النازحين في لبنان، واحتلوا الوظائف. أنا بقرف، اللبناني كتير نظيف، الغريب ما بعرف نظيف أو غير نظيف".


ولو كان حديث الأحمدية، الشهيرة بالمواد الفضائحية التي تنشرها عن الفنانين عبر مجلتها "الجرس"، مقتصراً على عدم رغبتها في تناول الأطعمة الجاهزة من المطاعم لمخاوف صحية تتعلق بالنظافة، عموماً، لكان حديثها يندرج ضمن حرية التعبير، لكن تفريقها بين الناس على أساس الجنسية و"النظافة"، في هذا الإطار أو غيره، يحيل ما تتفوه به إلى خطاب كراهية بحت.

والمخيف في الموضوع ككل، ليس حديث الأحمدية، على اعتبار أن هذا هو المستوى الذي عودت عليه جمهورها منذ سنوات كثيرة، بل كيف تعامل "تويتر" مع الموضوع! حيث استطاعت الأحمدية التبليغ عن عدد من المنشورات التي انتقدتها والتي ضمنت الفيديو الخاص بها عبر خاصية إعادة التغريد. واستخدمت سلاح الملكية الفكرية للفيديو، لإزالة التغريدات المنتقدة كلياً وإقفال حسابات المنتقدين! وهو ما حصل مع مراسل شبكة "سكاي نيوز" سلمان عنداري على سبيل المثال، ويعتبر مؤشراً خطيراً في "تويتر" يستحق الانتباه والتصدي له.


ويصعب فهم معايير "تويتر" في تصنيف المحتوى السيء من المحتوى الناقد، خصوصاً في المنطقة العربية، حيث يتهم مكتب "تويتر" في دبي بالفساد منذ سنوات، وهي اتهامات وصلت إلى عدد من الصحف العالمية أيضاً. والغريب أيضاً أن فيديو الأحمدية مازال منتشراً في صفحات سورية ولبنانية، ويبدو أن الأمر متعلق فقط بالحسابات التي لاحقتها الأحمدية شخصياً عبر التبليغات.

وكتبت الأحمدية لاحقاً تغريدة هاجمت فيها المنتقدين ضمنياً، من الصحافيين والناشطين اللبنانيين: "من يدعون الدفاع عن الحقوق ليتوقفوا عن الاعتداء على حقوقنا #لبنان #لبنانية"، فيما قالت في تصريح ضمن مجلتها "الجرس": "حذاء أقل لبناني أهم من أكبر رأس أجنبي".

إلى ذلك، هاجم عشرات المغردين تصريحات الأحمدية معتبرين أنها من أكثر الشخصيات التي تسيء لصورة لبنان في العالم العربي.


ويشهد لبنان من حين لآخر تصريحات أو تصرفات عنصرية وعدائية تجاه اللاجئين والنازحين، كان آخرها حرق مخيم للاجئين السوريين شمال لبنان في كانون الأول/ديسمبر الماضي، علماً أن عدد اللاجئين في البلاد يقدر بحوالى 1.5 مليون لاجئ، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي عمقها تفشّي فيروس كورونا المستجدّ ثم الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة، ويرى كثيرون بينهم أنّ وجود اللاجئين يحمّل الاقتصاد عبئاً إضافياً، لكن الحال أن أزمات البلاد الاقتصادية قديمة وعميقة وتأتي بالدرجة الأولى من فساد الطبقة السياسية الحاكمة على مدى عقود.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها