الجمعة 2021/01/22

آخر تحديث: 17:31 (بيروت)

سلاف فواخرجي تعارض الأسد: السريانية لغتنا المقدسة.. لا العربية

الجمعة 2021/01/22
سلاف فواخرجي تعارض الأسد: السريانية لغتنا المقدسة.. لا العربية
increase حجم الخط decrease
ناقضت الممثلة السورية سلاف فواخرجي رئيسها بشار الأسد، المشهورة بولائها الأعمى له منذ انطلاقة الثورة السورية قبل 10 سنوات، عندما تحدثت عبر صفحتها الرسمية في "فايسبوك" عن إعجابها باللغة السريانية على اعتبارها اللغة الأم لتاريخ سوريا، حسب تعبيرها.

وقالت فواخرجي: "من لا يعرف لغته لا يعرف لماذا ولد، سلام. صباح الخير للجميع، اليوم سأكتب لكم باللغة السريانية، علينا جميعاً أن نتعلم لغتنا الأم، اللغة المقدسة الارامية السريانية القديمة لتاريخ سوريا، سلام ومحبة لكل السريان في سوريا وفي العالم جميعاً"، ما استدعى تعليقات من صفحات ساخرة، علماً أن اللغة السريانية مازالت تنتشر بشكل محدود في مناطق سورية، ومن بينها بعض بلدات القلمون بريف دمشق.

ܡܢ ܕܠܐ ܝܕܥ ܠܫܢܗ ܠܐ ܝܕܥ ܠܡܢܐ ܐܬܝܠܕ. ܫܠܡܐ....ܒܪܝܼܟ݂ ܨܦܪܐ ܠܟܠܟܘܢ. ܐܕܝܘܡܐ ܟܬܒܐܐ̱ܢܐ ܠܟܘܢ ܒܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ. ܙܕܩ ܠܢ ܕܝܘܠܦܝܢܢ ܠܫܢܢ...

Posted by ‎Sulaf Fawakherji سلاف فواخرجي‎ on Thursday, January 21, 2021


خلاف فواخرجي مع الأسد هنا يأتي بعد خطاب الأسد الأخير في مسجد العثمان بالعاصمة دمشق في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما تحدث بشكل صريح عن أن الدولة السورية هي دولة عربية حصراً، مضيفاً أن "اللغة العربية حامل الفكر والثقافة وعندما تضعف وكلنا نرى ذلك بشكل مخيف، فيجب أن نعرف أن هناك غربة بين الانسان وثقافته ونفس الشيء بالنسبة للقرآن الكريم"، قبل أن يرد على الدعوات التي تحدثت طوال السنوات الماضية عن أن سوريا ليست بلداً عربياً بل بلد غزاه العرب بعد الإسلام فقط.

وقال الأسد حينها: "سوريا هي بلد كان قبل الإسلام مسيحياً يتحدث السريانية ويكتب بالسريانية وأتت الغزوات من الجنوب غزوات إسلامية عربية وأتت اللغة العربية لتلغي اللغة السريانية.. الحقيقة الرد على هذا الكلام بسيط وسهل جداً لأن الحقائق التاريخية تنسفه، هم خلطوا بين ثلاثة أشياء ليست مرتبطة بالزمن مع بعضها البعض.. العرب كعرق واللغة العربية والإسلام كدين.. فالعرب متواجدون في هذه المنطقة في بلاد الشام عشرة قرون قبل الميلاد طبعاً".

واللافت أن العروبة كانت فكرة دافع عنها النظام طوال عقود، لكنه تخلى عنها بعد الثورة السورية بشكل واضح بعد طرده من جامعة الدول العربية ومقاطعة تلك الدول له. وتجلى ذلك في إحياء التراث السوري الآتي من الحضارات الأولى التي قامت في المنطقة، على الشاشات الرسمية والتي بلغت ذروتها العام 2016 في الاحتفال الرسمي بعيد السنة الآشورية "أكيتو"، وهو أحد الأعياد الممنوعة في البلاد على غرار عيد النوروز الكردي، قبل ذلك.

لكن عودة العلاقات الدبلوماسية بين النظام السوري ودول عربية في العامين الأخيرين، أفضت إلى عودة حاسمة نحو الفكر العروبي، كما أن الثقل الذي باتت تمتلكه وزارة الأوقاف السورية في البلاد، شكل دفعة إضافية لتبني الخطاب العروبي مجدداً، لأن الخطاب الديني يمزج دائماً بين الإسلام والعروبة.

ويمكن الاستدلال على ذلك أيضاً بخطاب لوزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد قبل أسابيع قال فيه: "شو هي الأمة السورية؟ هل سمع أحدكم بالأمة السورية؟ نحن نعرف الأمة العربية، ولا يمكن الفصل بين العروبة والإسلام أبداً"، مضيفاً أن "الغزو الثقافي الذي نراه في بلادنا الآن يتم على الإسلام بكل شيء، إضافة إلى اللغة العربية والعروبة وإلى الأصل"، فيما استهزأ من الدعوات القومية المحلية التي نشأت بشكل كوميدي من طرف إعلام النظام نفسه قبل سنوات.

ويمكن القول أن النظام لم يعد يشعر بالحاجة لتصدير شعارات حول حمايته للأقليات والثقافات المتنوعة، وتقديم صورة له على أنه المحافظ على التراث الحضاري الإنساني في البلاد، بل بات يصدر صورة من القوة المفرطة فقط، بشكل مشابه لما كان عليه الحال قبل العام 2011.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها