الثلاثاء 2021/01/19

آخر تحديث: 22:12 (بيروت)

بعد فرنجية وكرم.."القوات" تدخل بازار دواء كورونا المشكوك فيه

الثلاثاء 2021/01/19
بعد فرنجية وكرم.."القوات" تدخل بازار دواء كورونا المشكوك فيه
increase حجم الخط decrease
طغت التجاذبات السياسية في لبنان على النقاشات الخاصة بدواء "Ivermectin" الذي ينتشر على ما يبدو بين الأطباء في عدد من المشافي والمستوصفات، رغم أن الجانب الصحي منه أكثر إلحاحاً، من ناحية أن فعالية الدواء في مكافحة فيروس كورونا مشكوك فيها، بالإضافة إلى الأعراض الجانبية التي يمكن أن يسببها.


وبعد ساعات من الجدل الذي أحدثه النائبان الحالي طوني فرنجية والسابق فادي كرم، بتغريدات عرضا فيها تأمين الدواء المذكور للمرضى من جمهورهما، تحدث عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية شربل عيد، عن تأمين الحزب كمية من الدواء لتوزيعه مجاناً بناء على وصفة طبية.


وأكمل شربل حديثه بأن وزارة الصحة "أغارت على مستوصفات تابعة للحزب"، رغم أنها تمرر أدوية إيرانية من دون المرور بمختبراتها. لينحرف النقاش بالكامل في "تويتر" من الحديث عن جدوى الدواء المستخدم منذ عقود لمكافحة الطفيليات، إلى أخذ ورد بين جمهورَي "حزب الله" و"القوات اللبنانية".

وإن كان وجود الأدوية الإيرانية في السوق اللبنانية خطيراً وغير مقبول، طالما أنها لا تخضع لفحوصات وتدقيقات ولا يمكن الحكم بجدواها لأنها غير معتمدة دولياً أو مُقرّة من مرجعيات ذات مصداقية، فإن التلويح بها أمام من ينتقد انتشار "Ivermectin" في الأسواق اللبنانية، يبقى خطيراً بسبب الإشكالية التي يتضمنها الدواء نفسه، والذي يثير الجدل في عدد من الدول كالولايات المتحدة. والحال إن خطأين لا يساويان صحيحاً.

في السياق، أجرت قناة "أم تي في" مقابلة مع الدكتور يوسف حداد، الرئيس الأسبق لمصلحة الأطباء في حزب "القوات"، تحدث فيه عن حصوله على عبوات من الدواء من نيجيريا، ليعطيها لمرضاه بشكل مجاني، مع الإشارة إلى أن الحبة الواحدة من الدواء تباع في السوق السوداء بمبلغ 100 ألف ليرة لبنانية، مقابل ثمنها البالغ 10 دولارات فقط في نيجيريا. والمقلق إن تغريدات شربل عيد تظهر أن الدواء هذا يوصف فعلاً ضمن بروتوكولات مسشتفيي الجعيتاوي والروم (سان جورج) في بيروت، ما يزيد الطين بلّة ويدعو إلى التساؤل عن موقف السلطات الصحية اللبنانية من الموضوع، ومن يتحمل مسؤولية اللاجدوى أو حتى المضاعفات الخطيرة؟


وهنا، يقول باحثون أن الدراسات غير المكتملة، والأخبار الكاذبة التي تدعم العقار، أدت إلى زيادة مبيعاته في السوق السوداء على المستوى العالمي، وتأرجح ردود أفعال الحكومات اتجاه الوباء، خصوصاً في بعض دول أميركا اللاتينية. ويخشى أن تتكرر التجربة نفسها في لبنان الذي يعاني أصلاً من انتشار الوباء ما أفضى لفرض إغلاق تام في البلاد مؤخراً.

ويثير الدواء المذكور جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، ودول أخرى، بعدما وصفه أحد الأطباء باعتباره علاجاً لوباء كوفيد-19، وبات الدواء، الذي مازال غير معتمد بشكل رسمي لعلاج أعراض كورونا، اليوم في انتظار تقييم منظمة الصحة العالمية الشهر المقبل، علماً أنه دواء مضاد للطفيليات، ويمنع استخدامه للأطفال دون سن الخامسة أو الذين يقل وزنهم عن 15 كيلوغراماً، والنساء الحوامل والمرضعات، والأفراد المصابين بأمراض الكبد أو الكلى، ومن آثاره الجانبية الحرارة والحكة والحساسية، خصوصاً عندما يؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة إلى احمرار العينين وجفاف الجلد.


وحتى في أميركا اللاتينية وأفريقيا، مازال المتخصصون مشككين في فعالية الدواء. فقال الكيميائي الصيدلاني في مستشفى "سان بورخا أرياران" في سانتياغو في تشيلي، روبن هيرنانديز، لـ"فرانس برس": "التركيزات المستخدمة في المختبر قد لا تكون قابلة للتحقيق في الجرعات العلاجية"، كما قالت وكالة الأدوية الجنوب أفريقية "ساهبرا" أنه "لا يمكن بعد التوصية بعقار ivermectin كدواء لكوفيد -19"، واضافت في بيان: "من الأدلة المتاحة لتجربة المراقبة العشوائية، لا يتفوق ivermectin على الدواء الوهمي من حيث تقليل الحمل الفيروسي أو التقدم السريري. ولا دليل من تجارب المراقبة العشوائية على أي انخفاض في معدل الوفيات".

من جهته، قال الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة كوريا في سيول، كيم وو جو، أن "هناك حاجة لمزيد من التجارب". وأضاف: "إذا أردنا أن نكون متأكدين بنسبة 100 في المئة من فعالية الدواء، فنحن بحاجة إلى نتائج من تجارب سريرية عشوائية مضبوطة بشكل أكبر"، مشيراً إلى أنه من الصعب معرفة ما إذا كان تحسن حالة مريض ما بسبب إيفيرمكتين أم لا. وأوضح أنه "يميل بعض المرضى المصابين بكوفيد-19 إلى التحسن، حتى من دون تلقي العلاج المناسب".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها