محمد نجم: الصحافي السوري الذي أثار إعجاب أنجلينا جولي

واختارت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الناشرة للكتاب، نجم (18 عاماً)، للمشاركة في المشروع بعدما حققت مقاطع الفيديو التي بدأ بنشرها العام 2017 نسبة مشاهدة ومتابعة كبيرة كونها توثق مأساة السوريين.

كان محمد نجم طفلاً صغيراً عندما اندلعت الثورة السورية العام 2011، ومع تطور مجريات الأحداث في الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث كانت يقيم، نضجت تجربته وتطورت أدواته، كما تأثر بأخيه الذي عمل في تغطية ما يجري من أحداث في منطقتهم، وقرر أن يشارك في تعريف العالم بما يحدث في سوريا، ولم يجد طريقة أفضل من العمل كمراسل حربي لتحقيق ذلك، وهو في سن الخامسة عشرة فقط.

وبوجه مغبر من أثر القصف، ظهر نجم في أحد المقاطع المختلفة فوق إحدى البنايات العام 2018 ليقول: "اسمي محمد نجم أعيش بالغوطة الشرقية.. نحن نقتل بصمتكم"، مضيفاً بينما يرتفع في الخلفية صوت أزيز طائرات النظام السوري والقوات الروسية: "بشار الأسد وبوتين وخامنئي قتلوا طفولتنا.. من الصعب وصف الوضع الإنساني والطبي في الغوطة الشرقية بالكلمات، وما يحدث الآن إبادة جماعية"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي.

وكانت جميع مقاطع نجم في سوريا تضم موضوعاً مشتركاً واحداً هو توجيه دعوة للعالم ليشهد ما يحدث في سوريا من فظائع وجرائم بحق الإنسانية. وفي تصريحات نقلتها "سي إن إن" العام 2018 يقول نجم: "يجب على جميع الناس معرفة ما يحدث في سوريا، أريد أن أتابع دراستي، وأريد أن أصبح صحافياً عندما أكبر".

والحال أن نجم بدأ بنشر فيديوهات بطريقة السيلفي، إلا أن الفيديو الذي حقق له شهرة واسعة كان ذاك الذي وثق لحظة انفجار قنبلة في المكان الذي وجد فيه، وقال لمجلة "نيوزويك": "كنت في أحد شوارع الغوطة أتحدث عن نظام الأسد، وفجأة انفجرت قنبلة خلفي، فخفت كثيراً وفكرت بأن أوقف الفيديو وأطلق ساقي للريح، لكني تابعت التصوير، ثم نشرت الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، فحظي هذا الفيديو باهتمام كبير".

ورغم القصف والحصار الذي عاشه نجم وخسارته لوالده العام 2015 بسبب غارة جوية، إلا أنه لم يفكر بمغادرة سوريا، وهذا ما جعله ينخرط بشكل أكبر في العمل الصحافي الذي يحمل رسالة إنسانية هدفها مساعدة كل الناس الذين يعانون من ويلات الحرب. ومازال الشاب الصغير بعد نزوحه مع أسرته وهروبهم إلى تركيا يتواصل مع أصدقاء له في الداخل السوري يزودونه كل يوم بمقاطع فيديو عما يجري هناك، كما أنه زار سوريا قبل مدة قصيرة.

وقال نجم: "لقد وثقت كل ما رأيته هناك وسوف أنشر تلك المقاطع قريباً، فلقد هيجت رؤية بلدي وناسي عواطفي، رغم أن كل شيء قد تغير، إذ لم يعد الأطفال يذهبون إلى المدرسة، وهذا أصعب شيء رأيته"، كما روى كيف كانت البلاد كلها تعيش من خلال القصف والصواريخ والحرب الكيماوية، مستذكراً كيف تعرضت غوطة دمشق الشرقية لهجمات كيماوية قتلت أطفالاً وبالغين بأقسى الطرق، مضيفاً كيف قضى حوالي عامين في أخذ دروس في الملجأ بسبب توقف التعليم وصعوبة الذهاب إلى المدارس، لافتاً إلى تعرضه وأقرانه إلى الكثير من الصدمات بسبب القصف والموت والدمار.

وعن تجربته مع أنجلينا جولي، قال نجم: "انتابني الخجل قليلاً وأنا أرى شخصية مثل أنجلينا جولي تتحدث عني، فيما أنني طفل نشأ وسط الحرب، لم يخطر ببالي أبداً أن أعيش تجربة كهذه". وأكمل: "أنجلينا شخص عظيم. لقد تأثرت بها لأنها تعمل أيضاً مع الأطفال ومساعدتهم. إنها تلهمني. كان من الرائع التحدث إليها والعمل معها ومع منظمة العفو الدولية في كتاب عن حقوق الأطفال".