newsأسرار المدن

مذيعة سورية موالية تتوقع اعتقالها لانتقادها تردي الأوضاع المعيشية

المدن - ميدياالسبت 2021/08/14
المذيعة السورية رنا علي.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
انتقدت المذيعة في التلفزيون السوري الرسمي رنا علي، الأوضاع الكارثية في مناطق سيطرة النظام من ناحية انعدام الخدمات الأساسية، ومستوى الفقر والجوع الذين تتصدر فيهما سوريا المعدلات العالمية بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، ما أدى الى خروج مظاهرات نادرة في الساحل السوري الأسبوع الماضي، بموازاة دعوات للتظاهر في حلب تحت مسمى "ثورة جياع سوريا".

وفي بث مباشر من منطقة المزة بالعاصمة دمشق، ظهرت علي وإلى جانبها جرة غاز فارغة قالت أنها حملتها من بيتها من منطقة "مزة 86" إلى "الشيخ سعد"، حيث يتواجد موزع الغاز، قبل أن تضيف بتهكم أن وسائل النقل من سرافيس وتكاسي موجودة، لكنها تحب ممارسة الرياضة.

وأكملت علي سخريتها: "الحمد لله كل شي متوفر إلنا والغاز يأتي بالحنفية" لكنها تفضل البطر المتمثل بحمل جرة الغاز والتباهي بها في الشارع، مضيفة أن الكهرباء لتشغيل المراوح متوفرة لكنها تحب الهواء الطبيعي، كما أن الماء موجود بوفرة لكنها تحب الاستحمام لمرة واحدة في السنة، معتبرة أن الحياة في البلاد غير طبيعية ومخجلة.



على أن انتقادات علي لم تتطرق إلى سبب المشكلة الأساسية المتمثلة بالنظام السوري نفسه وسياساته الاقتصادية، بل اقتصرت المشكلة على وجود عدد محدود من المسؤولين الفاسدين لا أكثر، وكان لافتاً أنها لم توجه شكاويها لرئيس النظام بشار الأسد من أجل التدخل، كما جرت العادة بين الموالين للنظام، بل اعتبرت أن "أهل البيت" لا يريدون أن يبقى السوريون في بلادهم، داعية إلى هجرة جماعية.

وأشارت علي إلى أن راتبها 44 ألف ليرة سورية ما يعادل نحو 13 دولاراً أميركياً فقط، مشيرة إلى أن سعر جرة الغاز يبلغ 70 ألف ليرة سوريا بعد انتظار دام 90 يوماً للحصول عليها، فيما تتواصل المعاناة من أجل الحصول على الخبز عبر "البطاقة الذكية" التي يطالب مسؤولو النظام والإعلام الرسمي، السوريين بشكر القيادة الحكيمة عليها، معتبرة أن المسألة ككل بمثابة فضيحة مقارنة بدول العالم كلها، كما رجحت أن يتم اعتقالها على الفور بسبب حديثها بهذا الشكل رغم التعليمات الصارمة بالتزام الصمت.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، اعتقل النظام السوري المذيعة في التلفزيون الرسمي هالة الجرف لأكثر من ثلاثة أشهر، بعدما نشرت اقتباساً للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو انتقدت من خلاله الظروف المعيشية الصعبة في سوريا، ويمكن بالتالي تخيل مدى العقوبة التي قد تتعرض لها علي على الأرجح في الفترة القليلة المقبلة، نظراً لحدة تصريحاتها.

وبشكل عام، يعاني المقيمون في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري من نقص جميع مقومات الحياة، بما في ذلك انقطاع الخبز والمحروقات وحليب الأطفال، وشح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها. وبات الموالون للنظام يبدون استياء متزايداً من السلطة ككل رغم القمع الرسمي والملاحقات الأمنية وتجريم التذمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأتت آخر المواقف من قبل المديرة السابقة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ديانا جبور، التي دعت قبل أيام عبر صفحتها الشخصية في "فايسبوك" إلى الهجرة الجماعية من البلاد، فيما كان السيناريست الموالي قمر الزمان علوش أكثر صراحة الشهر الماضي عندما كتب: "كنت خائفاً على الرئيس ولكنني الآن بت خائفاً منه حقاً" في إشارة إلى الأسد شخصياً.

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، ارتفعت نسب الفقر في سوريا لتطاول 85% من سكان البلاد، فيما بات الأمن الغذائي أكبر مشكلة تواجه السوريين حيث يقدر برنامج الأغذية العالمي أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، بزيادة قدرها 4.5 ملايين شخص خلال عام واحد فقط.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث