الأربعاء 2020/09/30

آخر تحديث: 20:28 (بيروت)

بالفيديو: عَوني على جبهة أرمينيا-أذربيجان.. وسَلام على الحياد!

الأربعاء 2020/09/30
بالفيديو: عَوني على جبهة أرمينيا-أذربيجان.. وسَلام على الحياد!
من المعارك
increase حجم الخط decrease
تنتقص السرديات السياسية اللبنانية حول "الحياد" الى الكثير من الواقعية، ويشوبها الاختزال والاستهداف السياسي عبر الإعابة على فريق سياسي، في لحظة ما، انتماؤه للمحاور الاقليمية والدولية، واصطفافه مع فريق ضد آخر في الازمات الدولية. 

ذلك أن قسماً كبيراً من اللبنانيين، يحتشدون في تلك الأزمات، خروجاً من مبدأ الحياد اللبناني المفترض. وهو ما تراءى في الأزمة السورية، وبعدها في المواجهة غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وأخيراً في أزمة التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.


وانتشر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر لبنانياً من أصل أرميني، يلتحق بجبهة القتال في قره باخ، مرتدياً بزة عسكرية قال إن أرمينيا ألبسته إياها، ويطمئن الى الواقع العسكري. 

الملفت ان المقاتل استهل حديثه امام الكاميرا بتوجيه التحية "للقائد"، ولم يُعرف إن كان يقصد الرئيس اللبناني ميشال عون، أم قائد "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على اعتبار أنه خاطبه بـ"سلمة قلبك" في إشارة إلى إعلان باسيل إصابته بكورونا والتزامه بالحجر. في كل الأحوال، هي تحية نادرة من شخص يلتحق بساحة قتال خارج الحدود، طالما أن التيار العوني يكرر القول دوماً بأنه تيار لبناني معنيّ بالساحة اللبنانية فحسب... وهو اختبار لخط سياسي يمثله الرئيس اللبناني ميشال عون الذي تربطه بأرمينيا علاقة وطيدة من خلال المنظمة الفرانكوفونية التي ينتمي اليها لبنان وأرمينيا على حد سواء. 

ويعكس هذا الفيديو فوضى الانتماءات، لكنه بلغ مستويات عالية من المبالغة بالتعبير عن الانتماء، عبر المشاركة في حروب الآخرين، لدرجة التحذير من أن يتحول اللبنانيون بندقية تتجول في الساحات الاقليمية. 

فاللبناني، انطلاقاً من هذا الفيديو، لا يختار مصلحة لبنان أولاً، ولا يضع جنسيته اللبنانية في المقدمة، والدليل أن الكثير من هؤلاء لم يرصوا الصفوف للوقوف خلف الجيش اللبناني في حربه ضد "داعش" على السلسة الشرقية، بينما يتجندون للقتال في بلد آخر يحملون جنسيته. 

والولاءات المتعددة اللبنانيين، تثبت أن هؤلاء لم يعرفوا الحياد يوماً. لطالما كان التعبير عن تأييد بعض اللبنانيين للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، تهمة في نظر الكثير من أنصار التيار الوطني الحر. هم أنفسهم اليوم يدينون الدعم التركي لأذربيجان، وفي الوقت نفسه يؤيدون "الحق الأرمني في الدفاع عن النفس". وينسحب الأمر على سائر الأزمات الإقليمية، من الأزمة السورية، الى حروب اقليمية اخرى، سواء شارك البعض في جبهات فيها او لم يشاركوا. 

هذا الانقسام يتجسد الآن في "تويتر" بين أنصار أرمينيا وأنصار تركيا الذين انقسموا بين داعم للموقف التركي أو للموقف الأرميني. وإذا كان بعض اللبنانيين من أصول أرمنية يؤيدون من منطق الولاء، فإن الآخرين ينقسمون عبثاً، في تكرار لتجارب لبنانية كثيرة منذ عشرات السنين. 

 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها