الأربعاء 2020/09/30

آخر تحديث: 16:07 (بيروت)

"حزب الله" يكسب جولة ضد إسرئيل

الأربعاء 2020/09/30
"حزب الله" يكسب جولة ضد إسرئيل
الخريطة الإسرائيلية لمخازن الصواريخ المزعومة قرب منطقة الجناح
increase حجم الخط decrease
إستطاع "حزب الله"، خلال تحرك إعلامي سريع، أن يدحض ادعاءات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول مخازن مزعومة للأسلحة في محيط مطار بيروت، عبر جولة إعلامية دعا اليها مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية العاملة في لبنان، ومن ضمنها وسائل إعلام تعارضه في السياسة. 

فممثلو وسائل الإعلام، لم يعثروا على أي اسلحة يمكن أن تنقلها الكاميرا التي بثت مباشرة من الموقع حيث ادعى نتنياهو وجود أسلحة. ولم يتسنّ للمعارضين إثبات عكس ما رأوه، فقد فُتح المكان أمام الكاميرات لتصور معدّات لقص المعادن، واستصرحت مالكي المنشأة الذين قالوا إنها منشأة مدنية. 

لم يترك الحزب مجالاً للشك، بعد الجولة الإعلامية الفورية. كان تحركاً دفاعياً دحضياً، استوفى غرضه، واثبت أن ما يُقال ينطوي على دعاية اسرائيلية أتقن الحزب الرد عليها بالآلية نفسها التي تم فيها عرض التصورات، من غير أن يترك للاسرائيليين هامشاً للمناورة، مستفيداً من تجربة العام الماضي. 

ففي العام الماضي، وبعد مزاعم نتنياهو نفسها، نظمت وزارة الخارجية اللبنانية جولة للدبلوماسيين في المنطقة لإثبات ما دحضه الحزب من المزاعم الإسرائيلية التي أُطلقت عبر منبر الأمم المتحدة. لكن تلك الجولة لم يكن لها الوقع الإثباتي الذي تُرجم ليل الثلاثاء، بالنظر الى أن الجولة نظمت بعد أيام على الادعاءات الاسرائيلية. 

اما الثلاثاء، فكان التحرك الفوري في عملية دعائية مضادة، لا تترك مجالاً للشك بأن ما قيل ينطوي على ادعاءات دعائية، ومحاولة اسرائيلية لاستعطاف العالم، وقطعت الطريق على أي تطور أمني يمكن ان تلجأ اليه اسرائيل، وهو احتمال أمني عالٍ، بالنظر الى ان المنشأة في منطقة جغرافية قريبة من السفارة الإيرانية في بيروت، وعلى الخط الجوي الذي تتحرك فيه الطائرات المدنية المتوجهة للهبوط على المدرج الغربي لمطار بيروت. 

وبذلك، كسب الحزب جولة في المعركة الإعلامية مع تل ابيب، رغم اسئلة كثيرة انتشرت على هامش الجولة، وطرحها ناشطون معارضون للحزب.

فقد انتقد الناشطون بشكل أساس، الإجابة التي وردت على سؤال إحدى الصحافيات لمسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب، محمد عفيف، عن أسلحة تحت الأرض، فأجابها بأن من لا يصدق عليه أن يحفر بنفسه. كما طُرحت أسئلة عن الأسباب التي دعت الحزب إلى تنظيم هذه الجولة، خلافاً للتعتيم الذي خيّم على انفجار مبنى في عين قانا الجنوبية، وتضاربت الروايات حول طبيعته. وهي أسئلة تبقى مشروعة، لكن الإجابة عليها تبقى معلّقة بإرادة الحزب، وهذا ما يقوّيه حيناً، ويضعف حججه وخطابه أحياناً، من دون أن يؤثر ذلك في نتيجة خطوة "المكاشفة الإعلامية الفورية" التي اجترحها الحزب ليل الثلاثاء، وهي أنه كسب جولة.

هي أسئلة تشكيكية على هامش التحرك الإعلامي، لكنها لا تنفي أن ما صورته الكاميرا لا يثبت وجود أسلحة. وهي جولة، كرست استراتيجية الحزب التي تنتقل من موقع الهجوم الى الدفاع في الشق الإعلامي. وهي استراتيجية كرسها نصر الله أمنياً، حين خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن لم نختر الحرب مع إسرائيل بل العدو الإسرائيلي هو من يعتدي علينا". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها