مقتل غدير سلام وبناته في طرطوس..جريمة أم انتحار؟

ونشر سلام الذي يعرف عن نفسه بأنه كاتب وشاعر بالإضافة إلى مهنته اليومية في التدريس، منشوراً عبر صفحته في "فايسبوك" قبل انتحاره، كتب فيه أنه سيقتل بناته وهن طالبة جامعية وطالبة معهد وطالبة في المدرسة الثانوية، ومن ثم سيقتل نفسه، خوفاً من أحد قادة الميليشيات المحلية، بسبب فشله في إنجاز عمل طلبه منه.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن مصادر أن الأب قتل بأربع رصاصات ولم ينتحر، مرجحة أن يكون المنشور في "فايسبوك" مكتوباً من طرف القاتل لذر الرماد في العيون. لكن معلقين ردوا على التقرير الروسي بالقول أنه يهدف إلى تمييع الموضوع بعد انتشار معلومات حول قضية فساد مرتبطة بضباط في جيش النظام السوري.

ورغم ذلك، تبقى المأساة هي آخر فصول التفلت الأمني وسطوة الميليشيات في سوريا التي مزقتها الحرب، وفيما بات نحو 20 من قادة الميليشيات أعضاء في مجلس الشعب بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تأتي حادثة سلام لتظهر الحد الأقصى الذي قد يذهب إليه السوريون للهروب من هذا الواقع، أو كيف يدفعون حياتهم ثمناً للتفلت الأمني.

وأوضح المنشور الذي أعادت صفحات موالية للنظام نشره بعد حذفه من طرف "فايسبوك"، أن المدرس تلقى تهديداً حقيقياً من أحمد عديرة المنحدر من منطقة الغاب، بأنه سيعمل على قتله هو وبناته ومن ثم سيحرقهم بسبب فشل سلام بإنجاز عمل كلفه به عديرة.

وأضاف سلام في منشوره، أن أخاه الذي لم يشر إلى اسمه، كان يعمل ضمن ميليشيات الفيلق الخامس العام 2017، وأسهم عدد من أصدقائه بإشراف العميد عصام خير بك على بيع صواريخ مضادة للدروع، وأسلحة للمسلحين على حد وصفه، ما أفضى إلى نقمة متنفذين على شقيق سلام ومحاولة الانتقام منه عن طريق خطف وقتل بنات شقيقه، ويبدو أن عديرة على ارتباط بتلك الشخصيات.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن عديرة، عهد إلى سلام بتسليم دفعة مخدرات لجهة ما، إلا أن الأخير فشل في التسليم ليرسل عديرة تسجيلاً صوتياً توعد فيه بحرق سلام مع عائلته، في حين رجح موالون أن أسباب القتل والانتحار أكبر من الفشل في إنجاز العمل، حيث سعى الشخص المنتحر إلى فضح أشخاص ربما عملوا على إهانته وعائلته وتحويل حياتهم إلى جحيم.

في ضوء ذلك، أعلن مستشفى "طرطوس الوطني" عن وصول جثث 3 بنات ووالدهم فارقوا الحياة، إثر اصابتهم بأعيرة نارية في حين أن الزوجة تعرضت للإصابة في القدم ووضعها مستقر. وتشهد محافظات طرطوس واللاذقية في الأشهر القليلة الماضية عمليات قتل ممنهجة، يرعاها متنفذون بميليشيات الأسد، وسط غياب الكشف عن الجناة ومحاسبتهم.