السبت 2020/09/26

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

أبرز 10 كتب عن الشبكات الاجتماعية: الإنسانيات الجديدة!

السبت 2020/09/26
أبرز 10 كتب عن الشبكات الاجتماعية: الإنسانيات الجديدة!
increase حجم الخط decrease
نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية لائحة مثيرة للاهتمام، حول أبرز الكتب التي تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي. رصدت فيها كيف تخلى مليارات الأشخاص في أقل من 15 عاماً عن قدر كبير من حياتهم اليقظة عبر الإنترنت، لصالح مرحلة جديدة من تفاعل الإنسان مع الشبكة العنكبوتية بطلها مواقع التواصل الاجتماعي.

ويرجع التحول الأسرع في ممارساتنا المعيشية كبشر في القرن الحادي والعشرين للشبكات الاجتماعية من دون أدنى شك. فقبل 15 عاماً، لم يكن للشبكات الاجتماعية هذا الوجود الطاغي. لكنها باتت اليوم تحتل جزءاً كبيراً من وعي المليارات من البشر، وبسرعة لامست جوانب الحياة كافة: بالنسبة لكثر، أصبحت مفاهيمهم الأكثر حميمية عن أنفسهم، وعلاقاتهم مع الآخرين، والتزاماتهم وقناعاتهم السياسية، بل وحياتهم الجنسية، بالإضافة إلى سبل عيشهم الأساسية، متشابكة الآن في مجموعة فضفاضة من الظواهر المعروف باسم "الويب 2.0".

وبحسب الصحيفة، ترجع اللحظة الأهم في تاريخ الشبكات الاجتماعية إلى منتصف العام 2010 عندما حاولت منصات التواصل الاجتماعي التقليل من حقيقة أنها في الأصل شركات إعلانية ودعائية، وكان التسويق في الفجوات بين محتوى المستخدم، مجرد شريط جانبي مزعج. أما الآن لا يوجد تقسيم: محتوى المستخدم يوجد جنباً إلى جنب مع المحتوى التسويقي بل وأحياناً يكون محتوى المستخدم نفسه هو ذاته المحتوى التسويقي كما هو الحال في حسابات الشركات على منصات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى أداة أقوى بكثير للترويج للعلامات التجارية بدلاً من الإعلانات التقليدية.

وتتبع الكتب العشرة التي اختارتها الصحيفة تطور وسائل التواصل الاجتماعي على مدار العقد الماضي، وتستكشف آثارها في الحياة اليومية، وتضعها في سياقها الأوسع مع التركيز على ديناميتها الهائلة وقوتها، بالإضافة إلى قدرتها على إحداث أضرار.

وأول هذه الكتب هو "مرآة الخدعة" للكاتبة جيا تولينتينو. مع الإشارة إلى أن مقال الكاتبة نفسها المعنون "أنا في شبكة الإنترنت"، وهو الفصل الأول في الكتاب، هو أهم نص في حياة مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتتبع التدهور البطيء لحلم الاتصال الكامل خلال حياته.

وحدد الكتاب العام 2012 باعتباره اللحظة التي تغير فيها التوازن: "حيث كنا في يوم من الأيام أحراراً في أن نكون أنفسنا على الإنترنت، فأصبحنا الآن مقيدين بأنفسنا عبر الإنترنت". وتبقى استنتاجاتها حول مستقبل الشبكات الاجتماعية متشائمة لأن "الويب 2.0" تحكمها الحوافز التي تجعل من المستحيل أن تكون شخصاً كاملاً أثناء التفاعل. مع الإقرار بالأشياء القيمة التي عززتها وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حركة #MeToo، ومسيرتها المهنية ككاتبة بعد عقد من تسويق شخصيتها الذاتية.

ثاني الكتب هو "آلة تغريدات" لريتشارد سيمور. وتبنى فيها الكاتب منهج تحليل واسع النطاق للآثار المدمرة للشبكات الاجتماعية على الحياة الشخصية والسياسية. وأوضح كيف يتم توجيه المكافآت المتغيرة لتنبيهات وسائل التواصل الاجتماعي لإدامة دورات المشاركة المسببة للإدمان والاكتئاب. وكيف أن حتمية تفكير الشخص في نفسه كشخصية صغرى، ذات علامة تجارية شخصية تحتاج باستمرار إلى الصيانة وتكون دائماً في خطر السقوط في مأزق أو اتهامات، يعتبر مفهوماً ساماً.

ووصل الكتابة إلى نتيجة في النهاية، مفادها أن القرار الصائب الذي يمكن أن يتخذه المرء ولن يندم عليه هو حذف حسابه في "تويتر". ورغم ذلك، ماززال سيمور نفسه موجوداً في الموقع، مضطراً مهنياً ككاتب مستقل لتوصيل نفسه بآلة التغريدات!

والحال أنه إذا لم يقتنع القارئ بحذف حسابه في "تويتر" بعد قراءة كتاب سيمور، ربما ينجح كتاب "عصر رأسمالية المراقبة" للكاتبة شوشانا زوبوف في تغيير قناعاته. وتكشف دراستها لكيفية استعمار الخبرات الخاصة من قبل شركات تكنولوجيا جمع البيانات، ليس فقط في منصات وسائل التواصل الاجتماعي بل أيضاً ضمن محركات البحث مثل "غوغل"، ومصادرة كل جانب من جوانب أفكار الإنسان وخياراته وحياته الجسدية، ومدى سهولة تواطؤ المواطنين في هذا النشاط العالمي.

وتبرز رواية "تعويذات الدائرة" لديف إيجرز، حيها تشكل أفكار مثل "الأسرار ما هي إلا أكاذيب"، و"المشاركة ما هي إلا اهتمام" و"الخصوصية سرقة"، ركائز قصة شيقة تتناول شركة مشابهة لـ"فايسبوك" وتشير في النهاية إلى تآكل التجربة الإنسانية الخاصة. وهنا تبدأ بطلة الرواية ميا، كمستخدمة مبتدئة تطيع مقترحات شركة التواصل بشأن المشاركة الكاملة، وينتهي بها الأمر لتصبح شفافة تماماً، وتنقل كل خبرتها إلى الإنترنت في الوقت الفعلي.

الكتاب الخامس في اللائحة هو رواية أيضاً، تحمل عنوان "مليارديرات بالصدفة" للكاتب بن مزريش الذي عمل في الصحافة المفعمة بالحيوية. وشكلت الرواية الأساس الذي استند عليه فيلم "الشبكة الاجتماعية" العام 2010. وتحاكي الرواية تأسيس شركة تواصل اجتماعي عبر قصة عدد محدود من المغامرين المتعطشين للمكانة الرفيعة مع بعض الأفكار الغامضة حول نقل الحياة الاجتماعية عبر الإنترنت. ما يبدو صحيحاً حول الكتاب بعد 11 عاماً هو الإحساس بأن الأثرياء الجدد الذين يديرون الصناعات الاجتماعية لم يكن لديهم، ومازالوا لا يمتلكون، أي فهم سياسي مقنع أو حتى مثير للاهتمام، رغم كونهم من أكثر الأشخاص نفوذاً سياسياً اليوم.

الكتاب السادس في القائمة هو "التغريدات والشوارع" لباولو جيربودو، وفيه زاوية مختلفة لمواقع التواصل. فعلى الرغم من جميع جوانبها السلبية، كسرت السوشيال ميديا بلا شك حواجز النشر التقليدية أمام الأشخاص ذوي الآراء الهامشية أو المعارضة، وأعطت الحركات الاجتماعية طرقاً جديدة غير منظمة للانتشار.

وكتاب جيربودو هو تقرير منذ لحظة التفاؤل الأقصى بشأن هذه الاحتمالات، أي العام 2011، وهو "عام الاحتجاجات" بحسب وصف مجلة "تايم" الأميركية. وبدا النشاط واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي متزامنين، حيث بدا أن الربيع العربي، والمغتربين في إسبانيا، وحركة "احتلوا" في جميع أنحاء العالم على استعداد لإحداث تأثير دائم في النظام العالمي النيوليبرالي. لكن بعد ما يقرب من عقد من الزمان، يبدو أن الإمكانات الثورية لوسائل التواصل الاجتماعي مبالغ فيها، وربما كان تنظيم "داعش" الإرهابي في العامين 2014 و2015 أكثر المستغلين للشبكات الاجتماعية فاعلية.

بالعودة إلى الأدب، احتلت رواية "كرودو" للكاتبة أوليفيا لينج المرتبة السابعة في القائمة. وفيها يغرد بطل القصة في "تويتر" صيف العام 2017: "لم يكن أي منها مضحكاً، أو ربما كان كل شيء مضحكاً". وتعد الرواية تجربة رائعة في الكتابة حتى اللحظة، وهي تجسد التأثير المسطح الذي من خلاله يتم دمج المخطط الزمني الاجتماعي في التجربة اليومية للمستخدم.

بالمثل، ترصد رواية "التعاطف" للكاتبة أوليفيا سوديك تجربة المهاجرين عبر الإنترنت، الذين بدأوا فقط في الاتصال بالإنترنت في بداية مرحلة البلوغ. وربما تكون الرواية أول عمل أدبي ناضج مكتوب من منظور الإنترنت الأصلي، ويدور حول هوس "إنستغرام"، خصوصاً أن الرواية تشبه الحلم في شكلها، وتعكس رؤية نفقية مثل رحلة إلى جحر أرنب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الكتاب التاسع في القائمة، هو رواية أيضاً بعنوان "تايبيه" للكاتب تاو لين. وفيما صاغ صاحب النظرية الثقافية مارك فيشر عبارة "المتعة الاكتئابية" لوصف الحالة التي يعيش فيها العديد من الشباب الآن، المحاصرين في حلقة دائمة من التحفيز البائس. تصف الرواية هذه الحالة وتحاكيها للقارئ، حيث ينتقل عملها بلا فتور من العبث على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تناول العقاقير الطبية والعودة مرة أخرى في دائرة مغلقة.

الكتاب الأخير هو "منصة رأسمالية" لنيك سرنيسك الذي يناقش الشبكات الاجتماعية من منظور اقتصادي، لأنه من السهل التفكير في شركات التواصل الاجتماعي كظواهر فريدة ظهرت بالصدفة في القرن الحادي والعشرين.

وبحسب الكتاب يضع التاريخ الاقتصادي للتكنولوجيا الرقمية ظهور شركات مثل "فايسبوك" و"تويتر" و"أوبر" و"ايربي ان بي" في سياق الاقتصاد الأميركي الأوسع وفي سياق تاريخ الإنتاج الرأسمالي، فتلك الشركات تمتلك القليل من الأصول ولا تنتج شيئاً ملموساً او خدمة مباشرة، ولكنها توفر منصات يعمل عليها الآخرون، كاستجابة للانخفاض البطيء في ربحية التصنيع على مدى العقود القليلة الماضية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها