الأربعاء 2020/09/02

آخر تحديث: 19:25 (بيروت)

بالفيديو..ماكرون موبّخاً مالبرونو في بيروت: فِعلتك خطيرة وغير مهنيّة

الأربعاء 2020/09/02
بالفيديو..ماكرون موبّخاً مالبرونو في بيروت: فِعلتك خطيرة وغير مهنيّة
increase حجم الخط decrease
هاجم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشدة، مساء الثلاثاء، خلال حفلة استقبال في لبنان، الصحافي الفرنسي في "لوفيغارو"، جورج مالبرونو، بشأن مقال "عن المفاوضات التي يقودها ماكرون خلف الكواليس لإصلاح النظام السياسي اللبناني"، بحسب موقع قناة LCI الفرنسية.


واعتبرت القناة، ما حصل، تصرفاً غير معتاد من جانب رئيس فرنسي تجاه صحافي خلال زيارة دبلوماسية. وفي فيديو صوّره مراسل LCI، مساء الثلاثاء خلال حفلة استقبال في بيروت، يظهر ماكرون وهو "يستجوب بوحشية الصحافي مالبرونو، المكلف بتغطية رحلة رئيس الدولة إلى لبنان"، بحسب القناة. وقال ماكرون لمالبرونو، وهو صحافي مخضرم ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط: "ما فعلته هناك (في المقال)، مع الأخذ في الاعتبار حساسية الموضوع، ومع كل ما ما تعرفه من تاريخ هذا البلد، هو عمل غير مسؤول". وأضاف: "غير مسؤول لفرنسا، غير مسؤول بالنسبة للمعنيين هنا، وخطير من الناحية الأخلاقية.. لطالما دافعتُ عن الصحافيين. سأفعل ذلك دائمًا. لكنني أتحدث إليك بصراحة. ما فعلتَه هو عمل خطير وغير مهني وتافه".

وفي واقع الأمر، لم يبدُ تصرف ماكرون، لكثيرين ممن شاهدوا الفيديو في لبنان، خارجاً عن حدود اللياقة أو ما يسمح به منصبه الرسمي، وبدا موقف LCI مبالغاً فيه. فبالطبع، لن يُقدم ماكرون علناً على محاولة التدخل في عمل صحافي، لا سيما صحافي فرنسي. وهو لم يهدد أو يتوعد أو يسئ استخدام سلطته. كل ما فعله أنه صارح الصحافي برأيه في مقاله وبالتأثير الخطر لما نشره في مجريات عملية سياسية حساسة ودقيقة جداً يقوم بها في لبنان. حتى أن نبرته التي وصفتها LCI بالوحشية، لم تتجاوز حدود اللياقة، صحيح أنه نمّت عن بعض الانفعال، لكنها لم تجرّح، بل أحرجت مالبرونو الذي بدا مُطأطأ الرأس، كتلميذ خجل من تأنيب أستاذه. 

واستذكر موقع قناة LCI، المعلومات الصحافية التي نُشرت وربما أغضبت الرئيس ماكرون الجمهورية، فاستعاد مقالاً نشرته "لوفيغارو" في 31 آب/أغسطس الماضي، بعنوان "ماكرون يعود إلى لبنان في مواجهة زعماء القبائل". وفي المقال، يتحدث مالبرونو عن الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي، في 6 آب/اغسطس، إلى لبنان، والتي سبقت الزيارة الحالية الهادفة إلى دعم البلد في إعادة إعماره بعد انفجار مرفأ بيروت. ويذكر الصحافي أن ماكرون "لوّح بفرض عقوبات على الزعماء السياسيين المعارضين للإصلاحات".

وقال موقع LCI أنه لا شك في أن تفاصيل هذه الحوارات التي أجراها رئيس الجمهورية في مقر السفارة الفرنسية في 6 أغسطس/آب، ينظر إليها الإليزيه على أنها من المحتمل أن تعرقل العملية. وكان مالبرونو قد كشف، في اليوم السابق، عن مضمون حوار بين إيمانويل ماكرون، ورئيس كتلة "حزب الله" في البرلمان اللبناني، النائب محمد رعد، مستشهداً بـ"مصدر فرنسي في بيروت"، وأن ماكرون قال لرعد: "أريد أن أعمل معكم لتغيير لبنان. لكن أثبتوا لي أنكم لبنانيون.. الكل يعرف أن لديكم أجندة إيرانية، تريدون مساعدة اللبنانيين، نعم أم لا؟ لذا عودوا إلى الوطن، أتركوا سوريا واليمن وقوموا بالمهمة هنا لبناء دولة، لأن هذه الدولة الجديدة ستفيد عائلاتكم أيضاً"، حسبما نقل مالبرونو عن لسان ماكرون.

والحال إن ثمة من اعتبر هذا الكلام بمثابة "اعتراف دولي" بحزب الله. وهذا الموضوع حساس للغاية بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية، بحسب LCI. وفي آب/غسطس الماضي، ذكرت صحيفة "لوموند" هذه المقابلة بالفعل. بعد ذلك، نفى مقربون من ماكرون، أي حوار ثنائي مع محمد رعد. كما نفى رعد نفسه، في مقال نشرته صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الفرانكوفونية، ما نشرته "لوفيغارو" حول هذا الاجتماع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها