الجمعة 2020/08/07

آخر تحديث: 17:23 (بيروت)

صحافيون لبنانيون استدرجوا ماكرون.. لوعظهم!

الجمعة 2020/08/07
صحافيون لبنانيون استدرجوا ماكرون.. لوعظهم!
ماكرون خلال المؤتمر الصحافي في قصر الصنوبر (غيتي)
increase حجم الخط decrease
ضاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذرعاً بأسئلة الصحافيين في المؤتمر الذي عقده في ختام زيارته إلى بيروت، ولم يخف تذمره، ووصل به الأمر حدّ تقريع بعض الزملاء، الذين تحوّلوا من ممثلين لوسائلهم الإعلامية إلى شاكين من الوضع السياسي القائم، أو مستَجدِين لانتداب رفضه الرئيس الضيف قبل أن يعطيهم دروساً في احترام سيادة الدّول.
كان من المقرر أن يكون المؤتمر خلاصة زيارة ماكرون إلى بيروت، ومنبراً للإعلان عن تنظيم مؤتمر عالمي لدعم اللبنانيين، إلا أن بعض الزملاء الحاضرين في المؤتمر أصرّوا على نقل أجواء الشارع خلال زيارة ماكرون إلى الجميزة، وشكوى مواطنين له من سياسييهم.

لكن ما يُقال في حضرة مواطن يائس لا يقال في حضرة صحافي، انتظر منه الرئيس الضيف أسئلة عن فحوى اجتماعاته بالسياسيين، إلا أنه فوجىء بزملاء يشكون له الطبقة الحاكمة ويطلبون منه أن يجد لهم حلولاً سحرية.

تكرّرت الشكوى لدى أكثر من زميل، وكان ماكرون يجيبهم بأنه ليس لبنانياً ولا يملك قرار التغيير، وأن هؤلاء السياسيين موجودون بقرار اتخذه الشعب اللبناني، وهو الذي يملك قرار تغييرهم بأساليب ديموقراطية.

ولدى تكرار الشكوى، استشاط الرئيس الفرنسي غضباً وقال للصحافيين الحاضرين: "انتم انتخبتم هذه الطبقة السياسية وليس أنا. عليكم أنتم تغييرها ولست مخولاً اتخاذ هذا القرار نيابة عنكم".

ولأنّ الأسئلة نفسها تكررت، توجّه ماكرون إلى الزملاء قائلاً: "عندما أتحدث أرجو منكم أن تستمعوا إلى الأجوبة لأنكم تكررون الأسئلة نفسها".

ورغم أنه طالب بحرية الصحافة وتعزيز السلطات اللبنانية لدور الصحافيين، لم يتردد ماكرون في إعطاء بعض الحاضرين دروساً في المهنية، خصوصاً عندما لامته إحدى المراسلات بصورة شديدة اللهجة على لقائه أشخاصاً قالت إنهم ساهموا في قتل وجرح مدنيين بينهم 21 فرنسياً في انفجار المرفأ، ليعاود ماكرون التأكيد على أنه لم يلتق سوى سياسيين "انتخبتموهم أنتم". 

ولدى تصويب بعض الزملاء الاتهامات إلى "حزب الله" بتخزين أسلحة في المرفأ ومطالبة ماكرون بتوجيه إدانة للحزب، أكّد أن لا معطيات لديه وأنه ينتظر نتيجة التحقيقات وليس مخولاً إطلاق الاتهامات.

كانت الزيارة مثمرة لجهة تأكيد الموقف الفرنسي بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني وليس السلطة الحاكمة، لكن المؤتمر كان مخيباً لجهة أسئلة الصحافيين الذي لم ينقلوا أسئلة الشارع بقدر ما نقلوا شكوى اليه. 

قال ماكرون ما قاله وأعلن سلسلة مساعدات وضرب موعداً لزيارة جديدة في الأول من أيلول/سبتمبر، لتأتي بعدها أسئلة باهتة، أعطى خلالها الرئيس الضيف للزملاء دروساً في المهنية واحترام سيادة بلدهم.. وأدار ظهره ورحل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها