الأربعاء 2020/08/05

آخر تحديث: 18:17 (بيروت)

الإعلام الغربي عن كارثة بيروت: انفجار لا مثيل له

الأربعاء 2020/08/05
الإعلام الغربي عن كارثة بيروت: انفجار لا مثيل له
مشهد أشبه بأفلام الديستوبيا (غيتي)
increase حجم الخط decrease
يصعب اختزال مشهدية الانفجار الذي زلزل بيروت أمس بصورة واحدة، أو اثنتين، ستطبع ذاكرتنا الجماعية عن هذه اللحظة الصادمة. أهي صورة سحابة الفطر المشتعلة فوق سماء العاصمة المنكوبة؟ أم صور الجرحى يطوفون بدمائهم السائلة شوارع بيروت وعلى وجوههم تعابير الصدمة والعجز؟ أم هي صورة المرفأ الذي أصبح في خبر كان؟ أم صور المشافي التي تحوّلت باحاتها الأمامية إلى مواقعٍ للإسعاف يصعب فيها تمييز المصاب عن المسعف؟


كثيرة هي الصور الدموية التي أسفرت عنها هذه اللحظة المنفردة الأعنف في تاريخ بيروت الحديث. وهو ما يعكسه تعاطي الإعلام العالمي مع هذا الحدث الذي أضحى الخبر الأول في معظم الصحف الأجنبية. أدرجه بعض الصحف ضمن صفحة "المأساة"، فيما أطلقت عليه أخرى لقب "هيروشيما بيروت"، ومثلت عبارة "كارثة" في معظم العناوين حول الخبر. أما الصورة الأبرز التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية، فهي للمرفأ الذي إستحال ركاماً ينبعث منه الدخان الأسود ممزوجاً بالغازات الحمراء، ويتوسطه مبنى متهاوٍ وقد تساقطت جدرانه ليتلف ما تبقى من مخزون القمح في بلدٍ على حافة المجاعة.

باختصار، يشي المشهد بالـ"أبوكالبيس"، وهي عبارة تواتر استخدامها في وصف الواقعة.

الإعلام الأميركي
يظهر خبر انفجار في الصحف الأميركية في مقدمة عناوين الصفحة الأمامية التي استخدمت صيغة الجمع للإشارة إلى "انفجارات" وقعت وليس انفجار واحد.

عنونت كل من "واشنطن بوست" و"سي بي إس نيوز" الخبر بموجزٍ عن حصيلة الضحايا والجرحي الذين تجاوز عددهم 3000 آلاف شخص. أما "سي إن إن" فحملت سلسلة المقالات التي قدّمتها عن الموضوع عنوان "أسئلة حول تفجير بيروت"، فيما وصف أحد عناوينها الفرعية الحادثة بعبارة "الانفجار الذي لا مثيل له". وعنونت مجدداً وباختصار، "بيروت مدمّرة بالكامل".



من جهتها، أظهرت "نيويورك تايمز" بالخرائط أثر الضرر الذي نزِل ببيروت، ووصفت التفجير بالـ"مميت". فيما كانت شبكة "إن بي سي" الأكثر صراحةً وقساوةً في توجيه الاتهام والتأنيب للحكومة اللبنانية، من خلال عنوانها القائل "انفجار بيروت الكارثي يفضح الاهمال الاجرامي لحكومة غير آبهة".





ولعل واحدة من الصور الأكثر تأثيراً هي تلك المستخدمة من قبل "واشنطن بوست"، وتظهر المرفأ وسط الدخان الأسود والركام المنتشر، فيما يقف مبنى اهراءات القمح وحيداً وتقترب منه طوافة. يبدو المشهد مستعاراً من أحد أفلام الخيال العلمي أو مسلسلات "الديستوبيا".



الإعلام البريطاني
إلى جانب "كولاج" من الصور التي تظهر الانفجار بالإضافة إلى إصابات السكان، كتبت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية "هيروشيما بيروت". وأشارت إلى وزن حمولة المواد المتفجرة، 2700 طن، بأحرف كبيرة، دلالةً على هول الكارثة.

وأرفقت صحيفة "غارديان" مجموعة من الصور التي التقطتها للانفجار بعنوان منقول عن لسان حال اللبنانين ومفاده: "إننا ملعونون/ صدمة ويأس في بيروت". وفي عنوان آخر لا يقل دراماتيكية كتبت الصحيفة "أزمة فوق الأزمة: انفجار يهز لبناناً يجثو على ركبتيه".

إلى ذلك، تحدثت صحيفة "إندبندنت" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن عمليات الانقاذ وعرضتا صور المصابين التائهين في الطرقات. وكتب الصحافي روبرت فيسك في "إندبندنت": "لقد عانت بيروت من كارثة ستعيش طويلاً في الذاكرة، والخيانة المتكررة لمواطنيها هو مهزلة".


الإعلام الأسترالي والكندي
من جهته، نقل الإعلام الأسترالي الحادثة من وجهة نظر الجالية الاسترالية التي تأثرت بالانفجار كغيرها من المقيمين.

وفي عنوانٍ لصحيفة "دايلي تليغراف"، قال ناجٍ لبناني-استرالي: "أصدقائي، جيراني، وزبائني.. ذهبوا أشلاء". وفي عنوانٍ أخر يبوح استرالي آخر: "رأيت الجحيم"، فيما استعرضت الصحيفة إلى جانب صور الانفجار صورةً لمصابين يفترشون الطرقات ويضمدون جروح بعضهم البعض.

لم يختلف الأمر بالنسبة للإعلام الكندي الذي عرض شهادات الكنديين المقيمين في لبنان. فنقلت "مونتريال غازيت" عن مواطن مونتريالي شهد الحدث "انني في صدمة. قلبي مفطور". فيما عنونت صحيفة "ناشيونال بوست" الكندية، نقلاً عن مواطنين لبنانيين، "نحن منطقة كوارث".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها