يزبك وهبة.. الأستاذ

و"الاستذة" ليست جديدة على يزبك وهبة. يحمل هذا اللقب في المحطة التي تقرّ له بهذا الدور. ويخاطبه فيه زملاء ومتدربون. الجديد فقط فيه، انه مارس الليلة دوره مباشرة على الشاشة. اعطى التوجيهات، ورسم خريطة عمل التغطية المباشرة من داخل الاستديو حيث يتلقى الاتصالات ويخاطب المراسلين ويطرح الاسئلة عليهم. 

عرف يزبك منذ وقت طويل بقدرته على ادارة البث المباشر ميدانية باحترافية. يقدم المعلومة، ويعطي كل الأطراف حقها، ولم يسجل اي خطأ عليه، ولا يعرض نفسه لانتقادات بالإساءة الى الأطراف أو الى الضحايا. ولعل ابرز اختبار كان في ليلة فض الاعتصام في ساحتي الشهداء ورياض الصلح من قبل الاجهزة الامنية والجيش في 19 اكتوبر/تشرين الاول الماضي. 

هذه المدرسة في التغطية، تنسحب على تغطيات قناة "ال بي سي". المستصرحون يستأذنهم المراسلون أولاً، وهو ما قاله المراسل ادمون ساسين الذي لا يكلّ ايضاً ولا يتعب من ضخ المعلومات، وقراءة المشهد والافادة بخلفياته، ويطعّمه بتصاريح لموجودين على الارض. 

وسجل للقناة احترامها خصوصيات الجرحى، بحيث لا يتم تصويرهم بلا موافقتهم، وهو ما تكرّر في التغطية اليوم. 

في هذا اليوم المستمر، يجب الافادة بأن قناة "ان بي ان" حققت "سبقاً" قبل سواها بـ"معلومة" أن التفجير ناتج عن انفجار مادة النيترات المتفجرة، وفي حال صحّ هذا الخبر، تكون القناة قد حققت تمايزاً. نقلت القناة الخبر عن مصدر مني، في حين كانت المحطات الاخرى تتحدث عن انفجار حاوية مفرقعات نارية. 

قناة "الجزيرة"، كانت الافضل من ناحية نوع الصورة، وقدم مراسلها مازن ابراهيم صورة كاملة عن المشهد في بيروت، وأدخل المشاهد في تفاصيل الواقع الميداني، لناحية الوصول على دراجة نارية بسبب الطرق المقفلة بفعل السيارات المتراصة في الطريق، والزجاج المنهار، وصولاً الى هذا المشهد على المرفأ الذي تنقله القناة مباشرة. 

قناة "العربية" سألت عما اذا كانت هناك خلفيات سياسية، واستضافت مجموعة محللين ليتحدثوا عن المشهد، وقال الباحث الدكتور مكرم رباح إنه إذا كانت هناك مواد عسكرية تابعة لحزب الله فإن الحزب يهدد المدنيين.

قناة "الميادين"، على النقيض، كانت تعالج التسريبات عن استهداف حاوية لحزب الله، بالافادة من مصادر قريبة من حزب الله، بأن لا شبهات حول استهداف اسرائيلي، ونقلت عنها جريدة "هآرتس" الاسرائيلية هذه المعلومات.