الإثنين 2020/08/03

آخر تحديث: 20:01 (بيروت)

ناشط موالٍ يعترف بالتعذيب في الفروع الأمنية الأسدية

الإثنين 2020/08/03
ناشط موالٍ يعترف بالتعذيب في الفروع الأمنية الأسدية
إياد الحسين اشتهر بمرافقة جيش النظام في إدلب
increase حجم الخط decrease
في مشهد نادر، اعترف ناشط إعلامي موال للنظام السوري، بوجود انتهاكات ترتكبها الفروع الأمنية السورية بحق المعتقلين ما يؤدي لمقتلهم تحت التعذيب الذي ينكر رئيس النظام بشار الأسد بنفسه وجوده في البلاد.

وقال الناشط الإعلامي إياد الحسين، تعليقاً على مقتل الشاب يزن جمعة على أيدي قوات الأمن السورية في العاصمة دمشق، رغم ولاء عائلته المطلق للنظام، أن "هناك حملة استهجان واستغراب كبيرة في فايسبوك بسبب مقتل شاب برصاص عنصر أمن". وأضاف: "مستغربين الشعب، إنو معقول عنصر أمن يقتل مواطن بكل برودة دم؟"، موضحاً أن هذا الاستغراب "يحدث في بلد يُقتل فيه سنوياً عشرات ألاف المواطنين تحت التعذيب في سجون هذا الأمن نفسه".

وأشار الحسين إلى أن "بعض هؤلاء المعتقلين يقتل اشتباهاً، وأغلبهم لأجل كلمة"، قبل أن يحذف منشوره الذي تناقلته صفحات موالية ومعارضة على حد سواء، إثر هجوم واسع شنه عليه موالون اتهموه بالخيانة. وتكررت تعليقات على صفحته الشخصية مثل: "أنت معنا أم ضدنا؟".



وطوال السنوات الماضية، كان الحسين، واحداً من أكثر أصوات النظام متابعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واشتهر بمرافقته جيش النظام في إدلب ومناطق أخرى وظهر مرات مع العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر، قبل التخلي عنه من طرف النظام، مثل عشرات الناشطين الموالين الآخرين، بعد معركة حلب العام 2016. علماً أن الحسين تحدث بشكل علني العام 2018 عن اجتماع، عقده مسؤولون في النظام مع أبرز الناشطين الموالين لتقديم توجيهات جديدة لهم من أجل طبيعة نشاطهم المقبل.

وأظهر تقرير خاص أصدرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في حزيران/يونيو الماضي، مقتل 14388 سورياً تحت التعذيب من بينهم 14235 شخصاً قتلوا في معتقلات نظام الأسد منذ العام 2011، في وقت أنكر فيه رئيس النظام بشار الأسد في عدد من المقابلات الإعلامية وجود التعذيب في البلاد من أساسه، وهي السياسة المتبعة في التعامل هذه الأيام مع قانون قيصر الأميركي الذي يفرض عقوبات جديدة على النظام والمقربين منه، ففيما أتى القانون نتيجة تسريب المصور "قيصر" المنشق عن النظام 55 ألف صورة مروعة من داخل المعتقلات الأسدية، بما يظهر التعذيب كسياسة ممنهجة هناك، فإن النظام لا يذكر ذلك مطلقاً في شرحه الإعلامي والدبلوماسي لجذور القانون، مع الاكتفاء بالقول أنه تمثيل لـ"الهيمنة الأميركية"، فيما وصف الأسد الصور المسربة شخصياً في إحدى المرات بأنها نتيجة التلاعب بالصور عبر برنامج "فوتوشوب".

ولا يعتبر كلام الحسين إلا تأكيداً لتلك الأرقام، من مصدر موال للنظام، وتكراراً لما يقوله المعارضون للنظام منذ سنوات، ولما يعرفه كل السوريون ولا يتحدثون عنه علناً خوفاً من الاعتقال أو الملاحقات الأمنية، مع الإشارة إلى أن سوريا الأسد قدمت للعالم في هذا الإطار نماذج للرعب المعاصر مثل سجن تدمر سيئ السمعة أو سجن صيدنايا العسكري الذي تصفه منظمة العفو الدولية "أمنستي" بـ"المسلخ البشري" وبأنه "أسوأ مكان على الكوكب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها