الخميس 2020/08/27

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

بعد الحملة السعودية-اللبنانية على جاد غصن.."الشرق" يلغي تعاقده معه

الخميس 2020/08/27
بعد الحملة السعودية-اللبنانية على جاد غصن.."الشرق" يلغي تعاقده معه
increase حجم الخط decrease
كان الزميل في قناة "الجديد" جاد غصن يحزم حقائبه باتجاه قناة "بلومبيرغ الشرق" في دبي، حين قام بعض المغرّدين بنبش تغريدات قديمة له في "تويتر"، يهاجم فيها بضراوة المملكة العربية السّعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويعلن دعمه لحزب الله.


وتحوّلت قضية جاد من إعلامي لبناني يهاجر في زمن الهجرة من الإعلام اللبناني نحو فضاءات أوسع، إلى قضية رأي عام احتلت الترند في "تويتر" في السعودية، مما دفع بالقناة على لسان مديرها، إلى الإعلان بطريقة مواربة أنّها لم تتعاقد مع جاد أصلاً، وأنّ ما جاء على لسانه يمثّله هو فحسب. 

والحال، إن الحملة التي تنطبق عليها مقولة "قطع الأرزاق من قطع الأعناق"، بدت وكأنها تستهدف اللبنانيين عموماً، لا سيما الصحافيين وحرية الرأي والتعبير، حيث تصبح السوشال ميديا سيفاً مسلطاً على الناس، فيُحاسبون على ما يغرّدون من باب الرأي والموقف السياسي المفترض أنه مكفول لكل الناس ولا يفترض أن يدفعوا ثمنه من أرزاقهم وفرص عيشهم، خصوصاً في ظل الوضع الراهن في لبنان الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية في تاريخه. أما النتيجة، أي تنصل "الشرق" من التعاقد مع غصن، فتبدو مجافية لمعايير الاحتراف والمهنية.

ماذا حصل مع جاد، وكيف تحوّلت تغريدته الوداعيّة لقناة "الجديد" والعاملين فيها، إلى مناسبة لنبش مواقفه السّابقة المعادية للسعودية، والقصف عليه من بوّابة تغريدات سابقة؟

صباح الأربعاء، أعلن جاد عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه تقدّم بالأمس باستقالته من قناة "الجديد" التي عمل فيها لنحو ثماني سنوات. وتوجّه بالشكر إلى زملائه وإلى إدارة القناة، معلناً عن انتقاله إلى تجربة جديدة مع "قناة الشرق" بالشراكة مع "بلومبيرغ" في دبي. وتحدّث عن مغادرة لبنان التي وصفها بأنّها لن تكون سهلة عليه، وأنّه لم يكن يرغب في الهجرة.
 
ساعات قليلة، وانقلب المشهد في "تويتر" من تمنّيات الزملاء في لبنان لجاد بالتوفيق في وجهته الجديدة، ومن حسرة على هجرة الكفاءات خارج البلد، إلى حملة شرسة على جاد من قبل مغرّدين سعوديين شارك فيها أيضاً لبنانيون أعادوا نشر تغريداته عن السعودية والتي وصف فيها المملكة بـ"الرجعية".

وخلال دقائق، تصدّر هاشتاغ #امنعوا_جاد_من_الظهور_باعلامنا التراند السعودي في "تويتر"، شارك فيه إعلاميون ومغردون سعوديون، طالبوا قناة "الشرق" بالتراجع عن توظيف جاد. وتساءل آخرون عن المعايير التي اعتمدتها المحطّة لتوظيف إعلامي لبناني يشتم المملكة ورموزها، وطالبوا بإقصاء مديرها الإعلامي الفلسطيني نبيل الخطيب، الذي أفسح المجال أمام غصن ليكون جزءاً من أسرة القناة التابعة لـ"الشركة السعودية للأبحاث والنشر".

ولم يسلم الإعلامي اللبناني علي جابر، مدير قناة MBC، من الهجوم، إذ رأى البعض أنّه وديعة "حزب الله" في الإعلام السعودي، رغم أنّ جابر يدأب منذ مدّة وبصورة مباشرة على مهاجمة الحزب وسياسته. فقد تم جرّ جابر رغماً عنه إلى معركة جاد، بعدما بارك له حضوره إلى دبي، ولقي نصيبه من الهجوم ما اضطرّه إلى حظر الحسابات التي شتمته.

بدوره شنّ الكاتب السعودي عبد الرحمن اللاحم، هجوماً على علي جابر لترحيبه بجاد غصن، ووصف الإعلاميين السعوديين بأنهم أصبحوا "كالأيتام على مائدة اللئام!"


ووصل الأمر إلى أمين سر المكتب السياسي في "تيار المستقبل" فادي سعد، الذي أرسل عبر "تويتر" شكوى للمحطة، حذّرها فيها من التعامل مع جاد، ووصفه بالإعلامي من الممانعة الذي يحاول اختراق المحطة اعلامياً من أجل مكاسب مالية، ودعا المحطة إلى عدم الهجوم على حزب الله لأنها تدعم مؤيديه.

وبعد هجوم عنيف على جاد، وتحوُّل قضية انتقاله إلى المحطة السعودية الجديدة إلى قضية رأي عام، انسحبت هذه الأخيرة بطريقة غير مباشرة، معلنة أنّها لم تتعاقد مع جاد.

فقد ردّ مدير عام القناة، الصحافي الفلسطيني نبيل الخطيب، على الحملة التي شنّها الصحافي حسين شبكشي، وكتب "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، معقول ما تسألون؟ تأخذون كلام رجل تعتبرونه معادياً "تُقَدِّسون" كلامه وتشنون حملة! ؟عجيب!!"


فأجابه الشبكشي: "أخي الكريم الأستاذ نبيل الخطيب حفظه الله تعالى، تحية طيبة وبعد، الكلام ليس مني، هو منقول من موقع اخباري لبناني معروف نقلاً عن الرجل المعني..لا أدري عن أي حملة تتحدث أخي الكريم. أنا نقلت الخبر. إذا كان الخبر خطأ فكذبوا الموقع والرجل الذي صرّح. دمتم بخير وصحة وسلامة وأطيب التمنيات".


وعاد شبكشي وحسم الأمر بنفي خبر تعيين جاد غصن في المحطة وكتب:
"علمت للتو أن جاد غصن لم يعين في قناة الشرق وأنه غرد بذلك ويتحمل مسؤولية كلامه الذي نقلته مواقع اخبارية مختلفة. أتمنى من إدارة القناة تكذيبه رسمياً".

وبذلك انسحبت قناة "الشرق" من تعاقدها مع جاد من دون أن تصدر بياناً رسمياً بهذا الخصوص، أما جاد فالتزم الصمت، وقد حاولنا مراراً الاتصال به إلا أنّه لم يرد على هاتفه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها