الجمعة 2020/07/10

آخر تحديث: 17:11 (بيروت)

صيحة 4 ملايين سوري: #الفيتو_الروسي_يقتلنا

الجمعة 2020/07/10
صيحة 4 ملايين سوري: #الفيتو_الروسي_يقتلنا
إدلب (غيتي)
increase حجم الخط decrease
أطلق ناشطون سوريون حملة واسعة في مواقع التواصل، الخميس، لتسليط الضوء على استخدام روسيا مجدداً لحق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي، لمنع وصول المساعدات للسوريين شمال غربي سوريا.

وعبر هاشتاغ #الفيتو_الروسي_يقتلنا، أشار الناشطون إلى أن روسيا تتعمد قتل السوريين بطرق مباشرة وغير مباشرة، وهذه المرة لا تقوم بقصف المدنيين بطائراتها ولا تستخدم مرتزقتها على الأرض، بل تتعمد عبر نفوذها السياسي إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية الولية لمناطق شمال غرب سوريا، حيث يحاصر 4 مليون إنسان.

وكتب أحد المغردين: "استخدام الفيتو الروسي هو لتجويع الشعب السوري والذي لم تستطع آلة الحرب المشتركة الروسية السورية قتله، وبالتالي شكل جديد من الإجرام بحق المدنيين بعد قتل المعتقلين وقصف المدن والبلدات والتهجير القسري"، فيما قال آخر: "لم تكتفِ روسيا بقتلنا وهدم منازلنا وتهجيرنا قسراً بل تريد تجويعنا للقضاء على 4 ملايين في الشمال المحرر من خلال منع وصول المساعدات الأممية. أي إجرام وأي حقد يكنونه اتجاه المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة".

وكانت روسيا استخدمت حق النقض "فيتو"، قبل أيام، للمرة الخامسة عشرة منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ضد مشروع قرار قدمته بلجيكا وألمانيا، وكان يقضي بتمديد الموافقة على نقل المساعدات عبر معبري باب الهوى وباب السلام على الحدود السورية التركية، وهي الآلية الأممية لنقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود التي بدأ العمل بها العام 2014.

والحال أن الفيتو الروسي الذي توازى مع اعتراض صيني مماثل، يعاكس مواقف الأمم المتحدة والدول الغربية التي تعتبر أنه لا يتوافر حالياً أي بديل ذي مصداقية لآلية نقل المساعدات عبر الحدود، خصوصاً أن نظام الأسد يضع الكثير من العقبات أمام إيصال المساعدات للمحتاجين الحقيقيين إليها، عندما تمرّ تلك المساعدات عبر دمشق.

وباتت سوريا في العموم تواجه أزمة مركبة يمتزج فيها تأثير الحرب الطويلة وسياسات الحصار والتجويع وانتشار فيروس كورونا المستجد، ما يرشح الوضع الإنساني في البلاد للتدهور أكثر من مناطق نزاعات أخرى مثل اليمن أو جنوب السودان، خصوصاً أن أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 17 مليون نسمة، يصنفون كافقدين للأمن الغذائي، بحسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي.

وأشارت مجلة "فورين بوليسي" إلى أن المناطق الأكثر حاجة للمساعدات الإنسانية هي تلك التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا حيث تسببت الهجمات من النظام السوري بدعم روسي في نزوح أكثر من نصف مليون نسمة هذا العام. فيما تبدو المشاكل في سوريا ككل متعددة، فهناك صعوبات في إنتاج وتوزيع المواد الغذائية، حيث تسبب الصراع بعرقلة تدفق الإمدادات من المنتجات الزراعية، والتي تعتبر عماد الاقتصاد السوري قبل الحرب، وكذلك المواد المستوردة، وحتى حينما تصل المواد الغذائية إلى الأسواق فإن ما يمتلكه السوريون من نقود لشراء تلك البضائع يتناقص يوماً بعد آخر.

وعلق وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك: "لدينا قصص بأن الناس يقومون بتدابير يائسة جداً، ويتحدث معنا البعض ويقولون أنهم يقومون بجمع الأعشاب وغليها وأكلها. وهذا لا يفعله الناس إلا إذا وصلوا إلى مرحلة اليأس". وفيما تشكل المساعدات شريان حياة للسوريين الذين يعانون من الحرب والجائحة ونقص المواد الغذائية، قال لوكوك أنه "حتى مع ازدياد التبرعات لسوريا، لن يكون ذلك كافياً".

وكان مؤتمر المانحين الدوليين، قد جمع الشهر الماضي، مبلغ 5.5 مليارات دولار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وغيرها من الدول كمساعدات إنسانية لسوريا خلال العام الجاري، و 2.2 مليار دولار للأزمة في 2021، فيما وعدت الولايات المتحدة بمبلغ 696 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة، وستقدم أكثر من 31 مليون دولار للسوريين وخاصة لمكافحة فيروس كورونا، بحسب بوغا غنغنوالا، المتحدثة بالنيابة عن وكالة التنمية الدولية الأميركية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها