الثلاثاء 2020/06/09

آخر تحديث: 16:17 (بيروت)

حيّاً وميتاً.. الساروت يغني الثورة

الثلاثاء 2020/06/09
حيّاً وميتاً.. الساروت يغني الثورة
increase حجم الخط decrease
"السوريون عندهم مشكلة تقديس الشخص. حارس الثورة، أيقونة الثورة وما بعرف شو. كل شخص تضرر من الثورة هو أيقونة وهو حارس". هذا الكلام جزء من منشور في إحدى مجموعات الأخبار السورية المعارضة في "فايسبوك"، حيث يتناقش المعلقون حول إطلاق لقب أيقونة الثورة على المعارض البارز عبد الباسط الساروت في الذكرى الأولى لمقتله، الاثنين.

واللافت أن المعلقين في النقاش الذي خلا من الاتهامات والتخوين والشتائم، أجمعوا تقريباً على استثنائية الساروت التي تجعل منه أيقونة للسوريين المعارضين، مثل شخصيات أخرى في التاريخ، من تشي غيفارا إلى يوسف العظمة، باعتبارهم أشخاصاً تحدوا الديكتاتوريات، بحسب الوصف السائد.

وفسر أحد المعلقين مكانة الساروت لدى المعارضين بالقول أن الساروت كان يشبه الثورة السورية نفسها، فالثورة فشلت لكنها لم تستسلم، وكذلك الساروت. وأكمل: "ثورتنا كانت بسيطة فطرية مشبعة بالروح وبالعنفوان البشري.. وهيك كان عبد الباسط. ثورتنا صدقت كل مين قال إنو نصرها وعبد الباسط هيك ولما وعيت الثورة ووعي عبد الباسط تراجعوا".



ومنذ يوم الإثنين، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بأناشيد الساروت وهتافاته ومقاطع الفيديو التي تصوره، بالتزامن مع احتجاجات في مدينة السويداء جنوبي البلاد، وفي مدن أخرى أيضاً، وجهت التحية للساروت في إشارة إلى استمرارية الثورة السورية وعدم انفصال الحراك الجديد عن الحراك الأولى ضد عائلة الأسد قبل 9 سنوات. وبرز مقطع فيديو من دمشق، سُمعت فيه أغنيات للساروت صادر عن سيارة تتجول في شوارع العاصمة.



والساروت من مواليد العام 1992 ويتحدر من مدينة حمص وسط البلاد. وانخرط في التظاهرات ضد النظام منذ بدايتها، ورصد نظام الأسد مليوني ليرة (35 ألف دولار حينها) للقبض عليه، وحاول اغتياله مرات عديدة، علماً أنه كان قبل الثورة حارساً لفئة الشباب في نادي الكرامة الحمصي، أحد أعرق الأندية السورية، وأصبح أحد أبرز وجوه الحراك السلمي ضد النظام بعد انطلاق الثورة، ولقّبه الناشطون في ما بعد بـ"حارس الثورة السورية" و"بلبل الثورة السورية" عطفاً على أناشيده الثورية، ومن أبرزها "جنة يا وطننا"، "يا يما توب جديد"، "حانن للحرية"، و"لأجل عيونك يا حمص".

ومع جنوح النظام للحل العسكري واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين، اضطر الساروت وبعض رفاقه إلى حمل السلاح وقتال قوات النظام دفاعاً عن مدينتهم. وفي العام 2014، أُجبر على ترك مدينته حمص ضمن اتفاق إخلاء للمعارضين في المدينة، بعد حصار وقصف لقوات النظام عليها دام لأشهر، حسبما نقلت وكالة "الأناضول".

وعاد الساروت للعمل العسكري ضد النظام مع اشتداد المعارك شمالي سوريا ومحاولة النظام وحلفائه التقدم في ريفي حماه وإدلب، حيث أصيب إصابة بالغة الخطورة في ريف حماة، العام الماضي، خلال مشاركته في عملية عسكرية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.

وتناقل الناشطون السوريون مقاطع فيديو من مدينة إدلب، رفع فيها المتظاهرون صور الساروت وأعلام الثورة السورية، مرددين أناشيد وهتافات الساروت التي اعتادوا تردادها طيلة سنوات الثورة السورية، في مشهد بعيد من السردية الكاذبة التي تصور المدينة كمعقل للجهاديين الذين يحرّمون هذا النوع من النشاطات العامة والتي تتضمن الموسيقى تحديداً.



وفي مدينة إسطنبول التركية، أحيا ناشطون سوريون، ذكرى الساروت تحت شعار "شهيدنا ما مات"، بتنظيم من "البيت السوري في تركيا"، بالتعاون مع اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم وتنسيقية الثورة السورية في إسطنبول. وتضمنت الفعالية، أبياتاً شعرية ترثي روح الساروت، وعرض فيديو تضمن مقتطفات حول حياته، ومن ثم أنشد ناشطون عدداً من أناشيد الساروت وهتافاته الثورية التي تحولت إلى رمز للثورة السورية في كافة المناسبات.


ولم يقتصر استذكار السوريين للساروت على ذلك، بل بثّ ناشطون أغنية جديدة له لم تُبثّ من قبل، حملت عنوان "هذا الوطن". فيما نشر الممثل عبد الحكيم قطيفان، مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك"، غنى فيها جزءاً من أغنيته "يوم اللي نرجع" من أجل رثاء الساروت.

وكتب قطيفان: "غنيت ياساروت بجمال وفرح. قاتلت برجولة وشجاعة واستبسال بطولي وصرت حارساً للثورة. صمدت وتحملت الكثير وبنبل روح من القريب قبل البعيد كرمى لعيون الشهداء والثورة. فصرت رمزاً وأيقونة وفخراً يأبى الغياب.. الرحمة والسلام وأبدية الذّكر لروحك ولأرواح جميع شهداء ثورتنا السورية العظيمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها