الخميس 2020/06/04

آخر تحديث: 19:57 (بيروت)

"فايسبوك" يحجب المعارضين السوريين

الخميس 2020/06/04
"فايسبوك" يحجب المعارضين السوريين
increase حجم الخط decrease
أطلق ناشطون سوريون، حملة تحت هاشتاغ #فيسبوك_يحارب_الثورة_السورية بعد قيام إدارة أكبر موقع للتواصل الاجتماعي، بإغلاق آلاف الحسابات الثورية وحذفها لآلاف المحتويات التي تفضح جرائم نظام الأسد في سوريا.

وجاء في بيان الحملة "بينما نحاول أن ننقل لكم الحقيقة حول ما يجري في سوريا من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، فايسبوك يقوم بإغلاق هذه الحسابات على منصته، ليسكتنا ويدفن الحقيقة حول الثورة السورية"، فيما أشار المحتجون، بشكل عام، إلى أن "الأسد يقوم بقصفنا وقتلنا على الأرض، وفايسبوك يساعد الديكتاتور ومجرم الحرب الأسد هذا من خلال إغلاق الحسابات"، حسب وصفهم.

ويمكن تتبع مشاركات الحملة في "فايسبوك" نفسه وفي "تويتر" أيضاً باللغتين العربية والانجليزية، ونشر عدد من الناشطين مقاطع فيديو تحدثوا فيها عن تجربتهم مع "فايسبوك"، ومن بينهم الصحافي المعارض موسى العمر الذي قال: "كنت أملك صفحة يوجد فيها مليون و400 ألف متابع منذ سنوات، حذفها فايسبوك ظلماً وعدواناً منذ 7 أشهر، ولم أستطع استعادتها إلى الآن رغم عشرات المحاولات، وكان رد الشركة أنه لا يحق لي الاعتراض على حذفها، وأنها لن تعود لي أبداً، رغم أنها رسمية وموثقة بالعلامة الزرقاء"، وأوضح أنه لم ينتهك خصوصية الشركة ولم ينشر أبداً على تلك الصفحة صورة أشلاء أو دماء أو قتلى.

وقال أحد الناشطين المشاركين في الحملة: "بسبب الضغط الكبير من إدارة فايسبوك بمحاربة المحتوى الثوري، ولدت حالة من الغضب لدى نشطاء الثورة السورية حيث عملت إدارة شركة فايسبوك على حذف الآلاف من الوثائق من منصتها، كما عملت على تعطيل الآلاف من الحسابات التي أنشأت العام 2011 حتى العام 2020 بشكل كامل".

وشارك مئات الناشطين في الحملة تحت هاشتاغ #فيسبوك_ يحارب_الثورة_السورية ونظيره بالانجليزية #FBFightsSyrianRevolution رداً على قرارات الشركة الأخيرة حول إغلاق وحذف كل محتويات الثورة السورية التي وثقت جرائم نظام الأسد. فيما قال آخرون أن الهدف من الحملة هو الضغط على إدارة "فايسبوك" من أجل التراجع عن هذه الخطوة التي يمحي تاريخ الثورة من منصة "فايسبوك" التي يستخدمها ملايين المدنيين والصحافيين حول العالم.

وأشار الناشطون إلى المفارقة التي يشهدها "فايسبوك" مؤخراً من ناحية إغلاق الصفحات العامة والحسابات الشخصية المحسوبة على المعارضة، مقابل توثيق حسابات شخصيات في النظام السوري والموالين له بالعلامة الزرقاء.

وقال الناشط المعارض محمد عساكره، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام معارضة، أن إدارة "فايسبوك" قامت بتعطيل حسابات لناشطي ومواقع الثورة بشكل تعسفي رغم أنها لم تنتهك حقوق وسياسة الموقع، موضحاً أن الحملة الأخيرة لتعطيل الحسابات بدأت بتاريخ 4 أيار/مايو الماضي.

وأكد عساكرة الذي يساعد ناشطي الثورة السورية منذ سنوات في الجانب التقني، على أن الحسابات التي يتم إغلاقها لا تنهك شروط "فايسبوك"، وأن جميع محتويات حسابات الناشطين لا تمثل أي جهة إرهابية ولم تروج للعنف. مشيراً إلى وجود شخص يعمل في شركة "فايسبوك" يدعى فارس عقاد، وصفه بأنه أحد موالي النظام السوري، مرجحاً أن يكون الأخير متورطاً في عملية تعطيل حسابات ناشطي الحراك الثوري السوري، حسب تعبيره.

وبحسب المعلومات المتداولة، حذف "فايسبوك" نحو 10 آلاف حساب لناشطين ومعارضين سوريين، من بينهم العديد من الحسابات الموثقة بالعلامة الزرقاء، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من "فايسبوك" بعد، ولا يوجد طريقة محددة للتأكد من دقة الرقم.

وشاركت الصحافية البارزة، إليزابيث تسوركوف، التي تكتب لوسائل إعلام عالمية، منها مجلة "فورين بوليسي"، في الحملة، ونشرت بيانها وشاركت عدداً من مقاطع الفيديو التي نشرها ناشطون لتوثيق جرائم حرب في سوريا، قبل أن يحذف "فايسبوك" حساباتهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها المنشورات المعارضة من سياسات الحذف الغامضة. ففي العام 2019، اشتكى عدد من السوريين من حذف منشوراتهم التي كتبوها في رثاء المعارض البارز عبد الباسط الساروت. وفيما قال بعض الناشطين حينها أن إدارة "فايسبوك" تعمدت حذف العديد من تلك المنشورات بحجة "مخالفة قوانين النشر" و"الإساءة لمعايير المجتمع" في المنصة الاجتماعية، قال آخرون أن الأمر يعود لحملة تبليغات تقوم بها حسابات موالية للنظام، ضد المعارضين.

وفي العام 2017، أغلقت إدارة "يوتيوب" بشكل مفاجئ عشرات القنوات الإعلامية للشبكات الثورة، من بينها قناة "شبكة شام الإخبارية"، في خطوة وصفت بأنها محاولة لطمس أرشيف الثورة السورية البصري. كما حجب "يوتيوب" آلاف "المشاهد المؤلمة" التي تُظهر انتهاك حقوق الإنسان في الحرب الدائرة بسوريا، بعد تزويده بآلية للحجب القائمة على الذكاء الصناعي، ما أثار جدلاً عالمياً حول معنى وطبيعة المحتوى العنيف، في مثل هذه الحالات التي يكون فيها الفيديو موثقاً للفعل العنيف الذي ينتهك حقوق الإنسان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها