الخميس 2020/06/04

آخر تحديث: 19:31 (بيروت)

باسيل يحشد لـ"سلعاتا": الكهرباء المسيحية..ولو بمئة مليار دولار!

الخميس 2020/06/04
باسيل يحشد لـ"سلعاتا": الكهرباء المسيحية..ولو بمئة مليار دولار!
increase حجم الخط decrease
لم يكن النائب جبران باسيل بحاجة لدعم مسيحي يتخطى ما حشده في مواقع التواصل لإقناع القوى السياسية بتسويق أهداف إنشاء معمل سلعاتا. لكنه، بزيارته الى بكركي أمس، ومفاتحة البطريرك الراعي بالملفّ، والحصول على تأييده، أكسب المشروع شرعية مسيحية من أرفع غطاء، لن يزيله أحد. 

فخصوم باسيل المسيحيين، لن يتمكنوا من مقارعته عليه او انتقاده لإنشاء معمل الكهرباء في المنطقة، حتى لو حامت حوله شبهات بصفقات، كما يتهمه خصومه. ولن يستطيع خصومه من الطوائف الأخرى رفضه، لأن ذلك سيكون "استهدافاً للمسيحيين". 

والحال ان باسيل استخدم آخر ورقة في يده لتحصيل مشروعه اللامركزي في الكهرباء. ورقة الطائفة. هي الورقة التي واظب على استخدامها كلما وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وكلما أراد تنفيذ مشروع يعود عليه شخصياً بالفائدة الشخصية، انتخابياً أو غير انتخابي.. وليس بإمكان خصومه المزاودة عليه فيها. كما ليس بإمكان مناوئيه تخطي "حقوق الطائفة" حين يُحول المشروع لحساب بقائها وتنميتها ورفع "الحرمان" عنها. 

والإصلاح، في بلد مثل لبنان، لا يبدو عملة مرغوبة عند الطائفيين، ولا خطاب محاربة الفساد. فالمقصود بمحاربة الفساد، مكافحته لدى الشريك الآخر في الوطن. وصول مكافحة الفساد الى الطائفة، يعني مشروع حرمانها من حقوقها. ويجري تسويقه على انه اقتصاص من حق. يعني القفز فوق المسلّمات الوطنية... وفي حالة معمل سلعاتا، مكافحته تعني حرق أوراق الرئيس الياس سركيس الذي خطط لهذا المعمل في العام 1978، حين اشتد القتال في الحرب، وأقفلت الطرق، وخاف مسيحيو البترون من انقطاع كهرباء دير عمار في طرابلس عنهم، في وقت لا يستطيع معمل الذوق تغذية سائر الجبل الواقع شمالي بيروت. 

وباسيل الذي استثمر في هذه الهواجس، ليس في وسعه تخطيها أيضاً. يحاول الاستفادة منها لتحسين شروطه مسيحياً، وزيادة قاعدته الانتخابية، ويتحرك وفق خطاب يقرع جرس التطييف. فنتائج الخطاب، يمكن تلمسها في مواقع التواصل عندما قال مغرد في "تويتر"، إن المعمل الذي يضيء المناطق المسيحية في البترون يجب أن يُشيّد "حتى لو كلّف مئة مليار دولار"!

ولا يربط المغرد حصراً فكرة المعمل في البترون، مع أن المنطقة نالت اهتماماً واسعاً من "التيار الوطني الحر" ووزرائه، بدءاً من انشاء سدّ المسيلحة الذي انتهى بثقوب أفرغت الماء المخزن فيه، وصولاً الى تجديد شبكات مياه الشفة في المنطقة، وغيرها... فما يقوله هؤلاء، ينطلقون فيه من خلفية طائفية، أحرجت خصوم باسيل والمتصدين له، لا سيما حين دعا مغرد إلى إنشاء المعمل، مضيفاً: "إذا كان (النائب عن القوات) فادي سعد يعارضه، يمكنه ألا يستفيد من الإنارة التي سيوفرها". 

ويتقن باسيل إخراج خططه بالصورة التي تلائمه. هو المسكون بتجربتين سبقتاه لرئيسين لبنانيين هما كميل شمعون، أقوى الرؤساء في تاريخ الجمهورية الحديثة منذ الاستقلال، وبشير الجميل، الأكثر نفوذاً في الشارع المسيحي، وتمرد عليه الشمال المتمرد تاريخياً على الجبل. لكنه نسي تجربة فؤاد شهاب، الرئيس الذي حيّك المؤسسات، ويؤخذ عليه غرقه في قوته، فدفع ثمنها في انتخابات 1968 حين تحالف المسيحيون ضده، وأوصلت الى انكساره سياسياً في الانتخابات الرئاسية في 1970 حين خسر مرشحه بفارق صوت واحد في البرلمان وفاز بها سليمان فرنجية الجَدّ.

في مواقع التواصل، حشد شعبي لمشروع باسيل في سلعاتا الذي تخطته الحكومة بتسوية مبهمة، لم يفهم منها ما إذا كان الرئيس دياب مؤيداً لإنشاء المعمل، أم معارضاً له حين ربط الموقف بقرارين للحكومة السابقة. أما الافتراض بأن الحكومة لن تسير في خطة لإنشاء معمل سلعاتا، فلن يؤثر على باسيل الذي سيقول أن الدولة تكتلت ضد حق مسيحيين الجبل الأقصى (المنطقة الجغرافية التي تعتبر امتداداً لجبل لبنان من جهة الشمال) بمحطة كهرباء. ضَمنَ باسيل استثمارها شعبياً، بعد حيازته دعماً شعبياً وغطاء بكركي، وهو ما أوحت به وسائل الإعلام اليوم نقلاً عن لقائه في بكركي الأربعاء. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها