الأربعاء 2020/06/10

آخر تحديث: 19:01 (بيروت)

السويداء: تسجيل صوتي يفضح "المسيرات العفوية"

الأربعاء 2020/06/10
السويداء: تسجيل صوتي يفضح "المسيرات العفوية"
مسيرة أسدية في السويداء
increase حجم الخط decrease
تداول ناشطون سوريون، تسجيلاً صوتياً مسرباً لرئيسة فرع اتحاد الطلبة في محافظة السويداء، وفاء عفلق، تهدد فيه الطلاب والموظفين بالعقاب في حال عدم خروجهم في مسيرة مؤيدة لنظام اﻷسد، في وجه التظاهرات التي عادت تسير في شوارع المحافظة وباتت تنادي بإسقاط النظام.

وأكدت عفلق في التسجيل، وجود أوامر على درجة من الأهمية بهذا الخصوص في إشارة إلى تعليمات وردت من مخابرات النظام السوري، كما هي العادة، متوجهة بخطابها إلى "الرّفاق"، وهي التسمية التي تطلق في سوريا الأسد على أعضاء حزب البعث وعملاء المخابرات. وحددت مكاناً لتنظيم وقفة أمام مبنى المحافظة من الساعة التاسعة، صباح الأربعاء، حتى الواحدة ظهراً، محذرةً من المغادرة قبل الموعد حتى في حال وجود امتحانات.

وحذّرت عفلق من أن الشعارات المناوئة للنظام السوري في المحافظة تطاول "رمز الوطن"، أي بشار الأسد، حيث ستكون الوقفة رداً مباشراً على ذلك، حسب تعبيرها.



وذكرت صفحة "السويداء 24" في "فايسبوك"، أن مئات الموظفين والطلاب توافدوا إلى ساحة المحافظة، في مسيرة مؤيدة لرئيس النظام بشار الأسد، التي دعت لها فعاليات تابعة لحزب البعث. وفيما تم تجاهل التظاهرات المعارضة في المحافظة من قبل وسائل الإعلام الموالية، وصفت المسيرة الأخيرة بأنها "تظاهرة ضد العقوبات الغربية على الشعب السوري"، كما تم تضخيم حجم المشاركة فيها بالقول أن آلاف السوريين شاركوا فيها.

وكانت مدن الساحل السوري، التي توصف عادة بأنها البيئة الحاضنة للنظام، شهدت مسيرات محدودة موالية للنظام، مطلع الأسبوع، علماً أن أسلوب المسيرات الموالية يعتبر طريقة النظام القديمة لخلق الوهم بوجود تأييد شعبي له. ويتم عادة إجبار الموظفين والطلاب على الخروج في هذه المسيرات.



وفيما يشكل التسجيل الصوتي دليلاً لكل من يشكك في أن المسيرات الموالية ليست عفوية مثلما يروج النظام، فإن الحديث الدائم عن العقوبات الغربية وبالتحديد قانون قيصر الذي لم يتم تطبيقه بعد، كسبب لمشاكل الشعب السوري، ليس دقيقاً، بل يجب القول أن سياسات النظام القائمة على امتصاص دماء السوريين خلال سنوات الحرب السورية، هي التي أسهمت بشكل أساس في الانهيار الحالي للاقتصاد السوري.

وتبرز هنا طبقة رجال الأعمال الجدد الذين باتوا يمتلكون الثروة في سوريا ويقدمون الدعم المالي للنظام من أجل بقائه في الحكم، بأساليب السوق السوداء التي أسهمت في انهيار ما تبقى من اقتصاد البلاد، وأدت إلى تقسيم البلاد إلى أغنياء ومسحوقين واختفاء الطبقة الوسطى، مع الإشارة إلى أن التقديرات كانت تشير مطلع العام إلى أن نحو 80% من السوريين باتوا تحت خط الفقر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها