الأربعاء 2020/05/27

آخر تحديث: 22:21 (بيروت)

الفارس الذي استحضره مسيحيو لاسا للدفاع عن أرضهم..من هو؟

الأربعاء 2020/05/27
الفارس الذي استحضره مسيحيو لاسا للدفاع عن أرضهم..من هو؟
increase حجم الخط decrease
استحضر مسيحيون في جبل لبنان، الأربعاء، شخصية تاريخية للتذكير بأن "الفتوة" تحمي "أرض الكنيسة" في بلدة لاسا التي تسكنها غالبية شيعية، وقد وقع خلاف بين سكانها ومزارعين مسيحيين، الثلاثاء، حين توجهوا الى أرض الكنيسة لزراعتها. 
والى جانب التوتر الذي ظهر في الميدان، وتدخلت فعاليات سياسية لتطويقه، من بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب المنطقة، برز توتر آخر في مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #ايدك_عن_لاسا ، اعتبر فيه المشاركون أن الأرض مقدسة، مثل لبنان، ولا يمكن لأحد أن يضع يده عليها. 

واستحضر ناشطون في مواقع التواصل صورة لرجلين يمتطيان حصانين بالأبيض والأسود، وسط دعوات لنشر هذه الصورة على سيارات من يريد أن يصعد الى لاسا لزراعة أرضه، بدعوى ان الصورة ستأتي بنتيجة. 


وتبين أن الصورة تعود الى الشيخ فريد عماد الهاشم، وكان من وجهاء و"قبضايات" العاقورة في جرد جبيل، مع شقيقه الشيخ مرشد عماد الهاشم، وهو الذي أوكلت إليه البطريركية المارونية في مطلع العشرينيات مهمة حماية أراضي الكنيسة في لاسا. 
ويقول تاريخ الموارنة في جبل لبنان أنه بعدما ازدادت تعديات أهالي لاسا على أرض الوقف الماروني، ضاق صدر البطريرك الياس الحويك ذرعاً، فما كان من أحد المشايخ من آل الخازن، والذي كان مستشاراً ومقرباً من البطريرك، ومعه الخوري بطرس جرمانوس العاقوري، إلا أن نصحا البطريرك بتعيين الشيخ فريد عماد الهاشم العاقوري وكيلاً على تلك الأرض. 

وفي يوم التعيين نفسه، صعد الشيخ فريد على صهوة حصانه، وتوجه منفرداً الى لاسا، وصاح بصوته الجهوري واقفاً على شرفة الأرض: "معكن للضهر تتفلوا ويلي بضل ما يلوم الا نفسه". وفي أقل من ساعة هرب المعتدون تاركين أدوات الفلاحة وحاجياتهم الخاصة.

ويقول تاريخ الموارنة أن الشيخ الهاشمي بقي وكيلاً على تلك الأرض، لأكثر من 20 عاماً، وطوال مدة توكيله "لم يجرؤ اي معتدٍ على المرور في تلك الجهة والتسلط والتهجم". 

وبعد فريد عماد الهاشم، تم تعيين ابنه بديع الهاشم، وكيلاً لأرض وقف لاسا. وكما والده أمضى فترة وكالته في أرض لاسا. وحصل أن مجموعة من شبان لاسا "قرروا نصب كمين لبديع عند مدخل الأرض وكانت المجموعة تتألف من 10 أشخاص مسلحين بالعصي والخناجر، فقام بديع بتقسيم المجموعة بين فار ومصاب وأسير، ولم يجرؤ بعدها أحد على التفكير بالأمر مرة أخرى حتى نهاية الولاية". 

ويقول الموارنة إن أرض الوقف في لاسا، وأرض الوقف في مار عبدا أفقا، وأرض جرد العاقورة "هي أرض ممسوحة ومحمية من فريد عماد الهاشم ومرشد عماد الهاشم في السنة نفسها". 

وكان قد اشتعل خلاف عقاري، الثلاثاء، بعدما وضعت الأبرشية في تصرف أبنائها بعض العقارات، ومن ضمنها ما هو في بلدة لاسا، بهدف استثمارها لهذا الموسم الزراعي بطريقة مجانية. وقال المطران العنداري إن الأرض ممسوحة لكن "هناك فئة تستغل المناسبات للتعدي على أملاك المطرانية بطرق ملتوية وعبر بناء منازل واستصلاح غير مشروع لبعض العقارات".

وفي المقابل يقول سكان لاسا، إن هناك عقارين يملكهما أحد أبناء البلدة، وهما على أطراف الوقف الماروني لم يتم تحييدهما من المشروع، ما أدى إلى حصول إشكال، وتدخلت مرجعيات سياسية مارونية وشيعية لاحتوائه. 

وبعد وقوع الإشكال، غرد المئات تحت هاشتاغ #ايدك_عن_لاسا، ما حوّل الخلاف من نزاع عقاري الى نزاع طائفي، وتضمن شقاً سياسياً، حيث تركز الهجوم على "حزب الله". 



 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها