الخميس 2020/05/21

آخر تحديث: 18:25 (بيروت)

حسان دياب: بالإنكليزية جائع.. وبالعربية ناجح!

الخميس 2020/05/21
حسان دياب: بالإنكليزية جائع.. وبالعربية ناجح!
increase حجم الخط decrease
فشل رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب في اطلالته في "واشنطن بوست"، الخميس، في تكريس نفسه زعيماً محلياً، أو بدفع نفسه الى موقع زعماء وقادة كبار حول العالم، في اطلالتهم في تلك الصحيفة الأميركية العريقة.


فما كتبه دياب، توصيف للحالة، وتحذير من جوع، واستدراج لمساعدات واستجداء للعالم. لم يقدم نفسه كرجل قادر على تسويق حل، أو التعاون لإنجاز حل. طالب الولايات المتحدة ومجموعة العشرين (G-20)، ومنظمة التجارة العالمية، باجراءات. وأسهب في شرح ما قامت به حكومته لمواجهة تداعيات "كورونا"، من غير أن يتطرق إلى ما يجب أن تقوم به.

ودرجت العادة أن تكون صفحات "واشنطن بوست" بمثابة طاولة تلقى عليها أوراق المفاوضات. هي أبرز تمثيل وتجسيد لفكرة التفاوض عبر وسائل الإعلام، بدءاً من قادة العالم، مروراً بشخصيات تريد توجيه رسالة للرأي العام الأميركي أو صنّاع القرار الأميركيين، تعلن فيها مواقفها، ومن ضمنها الاتجاه سياسياً بما يحاكي الموقف الأميركي.. وصولاً الى أصغر الفصائل التي تنوي الدخول في تسويات أو تعتزم تسويق نفسها. وتلوذ الفئتان الثانية والثالثة بصفحات الجريدة للخروج من العزلة الدولية، أو لطلب فك العزلة الأميركية، ويطلون عبرها على العالم الخارجي، وقيادته الأميركية.

وعليه، عادة ما يكتُب في "واشنطن بوست" نوعان من السياسيين أو النافذين. الزعماء أو القادة، وعادة ما يكتبون قبيل زياراتهم إلى الولايات المتحدة، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو قبيل حدث مرتبط بالولايات المتحدة، مثل التفاوض على الملف النووي الإيراني، إذ كتب محمد جواد ظريف مقالاً في الجريدة في العام 2015.

اما الفئة الثانية من السياسيين، فإنها قد تلجأ الى منبر الجريدة لإيصال رسالة للولايات المتحدة، وإعلان انفتاح أو استدراج عرض، وهو ما حدث حين كتب قيادي في "حركة أحرار الشام الاسلامية" في سوريا، مقالة في الصحيفة، لتقديم نفسه كطرف "معتدل" في المعارضة السورية يمكن أن ينسج علاقات مع الغرب.

ومع التسليم بأنه لا موعد مقرراً لزيارة حسان دياب الى أميركا، فإن المقالة المحددة في إطار "كورونا"، تقود إلى أنه يوجه رسائل، بدا فيه للأسف، ضعيفاً متسولاً، يستجدي المساعدة، وعاجزاً غير قادر على إنقاذ بلاده من الجوع.. وبدلاً من التسويق لقوته، سوّق لضعفه، وانعدام حيلته السياسية والاقتصادية، استجداء للمساعدة... لا سيما فيما لبنان يقف على باب صندوق النقد الدولي.

أطل على أميركا بخطاب الجوع، محذراً منه، وهو صادق فيه، لأنه يدرك قدراته وعجزه. لكنه أطل على الشعب اللبناني، بخطاب الإنجازات في مناسبة مئة يوم على تشكيل حكومته. هذا التناقض الرهيب بالتأكيد لن يُكِسَبه الشعب القابع في الظلام والحَرّ والخوف جراء كورونا، والغضب نتيجة الغلاء وتحوّل الرواتب بالليرة إلى رماد، واحتجاز الأموال في المصارف. فالتضليل سيُخسِره شعبه، كما يُخسره إعلان الفشل أي ثقة دولية بأنه قادر على معالجة الأزمات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها