الثلاثاء 2020/05/12

آخر تحديث: 19:51 (بيروت)

"الجزيرة" تلاحق جلادي الأسد: اختصاصيو التعذيب.. أطباء!

الثلاثاء 2020/05/12
"الجزيرة" تلاحق جلادي الأسد: اختصاصيو التعذيب.. أطباء!
ضحايا التعذيب في سجون الأسد (غيتي)
increase حجم الخط decrease
"البحث عن جلادي الأسد" هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة "الجزيرة"، الأحد الماضي، ولاحقت فيه قصص شبيحة النظام السوري الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين في سوريا ثم انتقلوا للعيش في أوروبا كلاجئين.

وعرض التحقيق، بالصور الحصرية، أدلة تثبت تورط عائلة الأسد في التعذيب داخل المستشفيات، ووجود مليشيا منظمة في دول أوروبا تعمل على جمع معلومات عن اللاجئين السوريين، في وقت صرح فيه رئيس النظام بشار الأسد في مقابلات صحافية العام الماضي بعدم وجود تعذيب في سوريا.

وفي سياق الفيلم الذي يعتمد على البيانات مفتوحة المصدر، وتقنية تحديد المواقع الجغرافية، والشهود والصور الحصرية، قال الصحافي والناشط السوري قتيبة ياسين، أنه مع بدء هجرة السوريين نحو أوروبا العام 2014، بدأ بملاحظة أن بعض العسكريين التابعين لنظام الأسد هاجروا إلى أوروبا تحت مسمى "مدنيين"، ومع متابعته لصفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي ومن خلال البحث الدقيق فيها تبين له أنهم عسكريون.

وأضاف ياسين أنه بعد رؤيته لهم، أنشأ صفحة "مجرمون لا لاجئون" الشهيرة في "فايسبوك"، بهدف نشر صور أي شخص يتم التعرف عليه بأنه عسكري، مع عمل مقارنة بصورته السابقة داخل سوريا مع صورته في مكان لجوئه بأوروبا، موضحاً أن "الشبيحة ليسوا فقط عسكريين بل أن منهم أطباء كانوا يعملون في المستشفى العسكري بحمص".


والحال أن أكثر الشهود يخفون هوياتهم خوفاً من ملاحقة النظام السوري لهم أو أقاربهم، كما أن العديد من الشبيحة مسحوا كل بياناتهم عن منصات التواصل كما حذفوا كل الأمور التي تتعلق بتأييدهم للنظام السوري. فيما تحدث الطبيب السابق بمستشفى حمص العسكري، محمد وهبي، عن معرفته لأحد الأطباء الذي ظهر بجوار أسماء الأسد في مستشفى المزة العسكري، وكان يعمل في السابق بمستشفى حمص العسكري ويدعى علي حسن، ويتهم هذا الطبيب بتعذيب المرضى المحتجزين، بالإضافة إلى تعذيب المتظاهرين بصورة منظمة داخل المستشفى.

وحصل التحقيق على أدلة بأن بعض الأطباء الذين كانوا يعملون في مستشفى حمص العسكري نقلوا إلى مستشفى المزة العسكري، وعرض التحقيق مقاطع فيديو حصرية من داخل مستشفى حمص العسكري لجثث مدنيين ملقاة في باحة المستشفى قتلوا تحت التعذيب. وقال شاهد تحفظت "الجزيرة" على ذكر اسمه لدواع أمنية، أنه رأى العديد من الجثث داخل المستشفى وقد تحللت وأكلتها الديدان، وأكد "تم وضع شريط لاصق على يد كل جثة وكتب عليها توفي (صاحبها) بجلطة"، وتابع أن بعض الجنود كانوا يكشفون عن جثث النساء ويتسلون بعوراتهن.

وروى الشاهد تفاصيل مروعة عن التعذيب. وقال أنه بحث عن طريقة لدفن الجثث ووثق دفن نحو 110 جثث في وقت واحد في مقبرة جماعية. وأضاف "كان الجنود يحيطون بالمقبرة وهم يثقون بأننا لا نصور أو نوثق" وأكد أنهم دفنوا ما يقرب من 1150 جثة، كما أشار إلى وجود زنازين في باحة المستشفى يتم نقل السجناء المرضى إليها لتعذيبهم فيها، وفيها ثلاجة لحفظ الجثث.

وأفاد الطبيب معاذ الغجر الذي كان يعمل بمستشفى حمص العسكري، إبان اندلاع الثورة، بأنه شاهد العام 2012 وبعد احتلال باب عمرو، خمس شاحنات وصلت للمستشفى مليئة بالجثث وتفوح منها رائحة كريهة، وكان الطبيب هيثم عثمان هو من يشرف على من يرافق سيارات الإسعاف ويضع بداخلها عناصر من الجيش أو الشرطة لتعذيب الجرحى. وأضاف أنه كان يتم عرض المصابين عليه بعد تعذيبهم، وتم إخضاع بعض من تعرضوا للتعذيب للجراحة من دون تخدير.

وتعرف الشهود على الطبيب هيثم عثمان الذي تمت ترقيته إلى رتبة عميد وهو متخصص بأمراض الدم، وقد ظهر اسمه في تقرير مواز لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، وقام فريق البرنامج بتشكيل فريق للبحث والتقصي في المصادر المفتوحة من أجل الوصول إلى بعض المتهمين، وتم الكشف عن شخصية الطبيب علاء موسى الذي كان يعمل في أحد المستشفيات بألمانيا. كما لجأ فريق الفيلم إلى مجلة "دير شبيغل" من أجل الوصول إلى الطبيب موسى بعد عدم العثور عليه بالمستشفى، لكن موسى غادر المستشفى واختفى أثره قبل فترة.

إلى ذلك، توصل فريق الفيلم إلى شبكة من مليشيات النظام السوري هاجرت إلى أوروبا، ويعمل بعضها في جمع الأموال لصالح النظام السوري، كما يقوم آخرون بجمع المعلومات عن بيئة المهاجرين السوريين ونقلها إلى الداخل وهو ما يعرض أسرهم وأقاربهم للخطر. كما توصل الفريق إلى قيام بعض الجماعات الداعمة للأسد بعمل جمعيات تعنى بالإغاثة تحمل اسم "جفرا" و"نور"، التي يترأس مجلس إدارتها محمد جلبوط، وهو المتهم بلعب دور استخباراتي والتنسيق مع المليشيا لرصد تحركات الثوار، وبحسب الشهود فإنه يتلقى دعمه من أسماء الأسد مباشرة.

وقالت رئيسة اللجنة المستقلة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، كارتين مارشي أويل، أن اللجنة بصدد التحقيق في ما وصلها من شهادات وأدلة، وفي الوقت نفسه تسعى لحماية الشهود، وإنجاز أرشيف لأدلة الجرائم التي حدثت في سوريا، وقد تم حفظ عدد كبير من البيانات المتعلقة بتلك الجرائم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها