الأربعاء 2020/04/08

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

المرشحون للرئاسة السورية: اتفرّج يا سلام!

الأربعاء 2020/04/08
المرشحون للرئاسة السورية: اتفرّج يا سلام!
increase حجم الخط decrease
رغم الهزلية التامة التي ميزت النقاشات بشأن مرشحي الرئاسة السورية، الذين تبادلوا الردح الإلكتروني عبر مواقع التواصل خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن المشهد ككل بدا واقعياً من زاوية واحدة، وهي مدى تحول البلاد إلى دولة وكيلة للدول الأجنبية ذات الصلة بالشأن السوري.


فالشخصيات التي تحدثت عن ترشيح نفسها لرئاسة البلاد خلفاً لرئيس النظام بشار الأسد، في انتخابات يفترض إجراؤها العام 2021، ربطت نفسها بجهات إقليمية ودولية تدعمها وتعطيها الشرعية في وجه خصومها. وبرزت إسرائيل بشكل لافت خصوصاً أن الجدل كله اندلع إثر تغريدة للإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، زعم فيها أن بشار الأسد سيرحل إلى منفى اختياري في روسيا البيضاء في شهر تموز/يوليو المقبل، وتحديد المعارض السوري فهد المصري خلفاً له.

وانتشر الخبر بشكل أوسع بعد تفاعل الإعلامي في قناة "الجزيرة"، فيصل القاسم، مع الموضوع، بردّه على كوهين: "فهد المصري لا يمكنه أن ينافس بشار الأسد في تقديم الخدمات لدولة إسرائيل، مهما فعل من أجل التطبيع معها". ليردّ المصري لاحقاً بالتأكيد أنه لن يرشح نفسه لرئاسة سوريا، وأن نشاطه يقتصر على تقديم رؤية وطنية لإيجاد بدائل لنظام الأسد، بحسب تعبيره.


الكوميديا توالت بعد استفزاز المعارض الآخر، عبد الله الحمصي، الذي يروج منذ سنوات لما يسميه "مشروع سوريا 2021"، ويعتبر من أوائل الأشخاص الذين أعلنوا ترشحهم للرئاسة السورية في الانتخابات المقبلة. وقال الحمصي في تصريحات: "المصري ليس إلا خائناً وعميلاً للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. لقد عرضت عليّ الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات لكني لم أقبل. الفرق واسع بين السياسي صاحب المبدأ وبين العميل الرخيص"، حسب تعبيره.



إثر ذلك، ظهر الإعلامي سمير متيني، في فيديو ساخر من حرب الترشيحات، لكن الأمر اختلط على كثير من المعلقين ووسائل الإعلام المعارضة، التي اعتبرت الفيديو الساخر، ترشيحاً فعلياً، رغم أن الفيديو كان واضحاً في مدى سخريته، ما استوجب بثاً مباشراً آخر لتوضيح المسألة.


يذكر أن المصري (50 عاماً) من أهالي حي الميدان الدمشقي، وطرد من المعهد العالي للعلوم السياسية بدمشق العام 1989 واعتقل ثلاث مرات، ودرس الأدب العربي في جامعة دمشق ولم يكمل، فغادر إلى لبنان ثم أوروبا واستقر في فرنسا قبل 24 سنة. وعمل مراسلًا للعديد من وسائل الإعلام العربية أو الناطقة بالعربية المرئية والمسموعة والمقروءة. وفي نيسان/أبريل 2014 أسس "مجموعة الإنقاذ الوطني في سوريا" والتي ضمت عشرات الضباط والمعارضين السياسيين.

وعاد المصري ليعلق مجدداً في تصريحات لوسائل إعلام معارضة: "إسرائيل تعرف من أنا، وهي على دراية تامة بطبيعة مشروعي السياسي لمستقبل سوريا، وتعرف طبيعة علاقاتي الدولية واتصالاتي من أجل النهوض بسوريا من جديد"، مشيراً إلى أن "اسم الشخص الذي سيخلف الأسد في رئاسة سوريا ليس مهماً، بقدر أهمية أن تقتنع القوى العظمى ويقتنع قسم من الشعب السوري بوجود بدائل وطنية تحرص على بناء سوريا والنهوض بها، وتحقيق مصالح السوريين".


ثم ظهر المصري في بث مباشر يتحدث فيه عن مشروعه السياسي .


أما الحمصي فهو رجل أعمال سوري يروج لنفسه على أنه مرشح لمنصب الرئاسة في سوريا. تحت عنوان عريض: "من دمشق إلى اسطنبول، حكاية مهاجر سيعود إلى سوريا رئيسها وبانيها ومستقبلها بمشيئة الله". ما اثار سخرية واسعة في مواقع التواصل. علماً أنه أنشأ حزباً للسوريين في تركيا، بموافقة الحكومة التركية، الصيف الماضي. ورغم ذلك كله قال في 2 آب/أغسطس الماضي أنه "سيكون رئيساً العام 2021، ليس عبر الانتخابات، بل بحل عسكري".

وهنا، رد الحمصي على كوهين بالقول: "يرى كوهين أن بإمكانه اللعب بمشاعر الشعب السوري الذي دفع أغلى ما يملك من أجل حريته وكرامته. ما فعله كوهين عندما طرح اسماً لخلافة بشار الأسد في رئاسة سوريا، لا يتعدى كونه إطلاق بالون اختبار، فيهرع له من سيهرع للأعور الدجال".


وبغض النظر عن كل هذه الترشيحات الكارتونية، فإن واقع البلاد لا يختلف كثيراً للأسف، حيث باتت سوريا رهينة للقوى الأجنبية، وتحديداً روسيا وإيران وتركيا، فيما تلعب الأطراف الإقليمية الأخرى دوراً في التأثير على جهات في المعارضة السورية، منذ سنوات.

وينص الدستور الحالي في سوريا على إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد كل 7 أعوام. ووصفت انتخابات العام 2014 الأخيرة، بأنها مسرحية هزلية، حيث ترشح إلى جانب الأسد،  كل من ماهر حجار وحسان النوري. فيما لا تعترف المعارضة السورية بشرعية إقامة الانتخابات في الوقت المحدد، لاعتبارات عدة أبرزها عدم الاعتراف بالدستور الحالي، وانطلاق أعمال اللجنة الدستورية السورية وما سيترتب عليها من نتائج يجب أن تسبق عملية انتخاب رئيس لسوريا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها