وفيما تجاهلت وسائل إعلام النظام الرسمية وشبه الرسمية، الخبر تماماً، تداول السوريون في "فايسبوك" و"تويتر" صورة من داخل محكمة "كوبلنز" الإقليمية العليا، أثناء بدء جلسات محاكمة رئيس قسم التحقيق في أحد فروع أمن الدولة بدمشق أنور رسلان (57 عاماً) لارتكابه جرائم قتل وتعذيب بحق مواطنين سوريين. ويظهر فيها رسلان في قفص الاتهام.
وكتب الصحافي منصور عمري الذي حضر الجلسة، الخميس، معلقاً على الصورة: "المجرم أنور رسلان كما ظهر اليوم في قفص الاتهام . أغلب الوقت في الجلسة بدا عليه الامتعاض واللامبالاة وتثاءب أحياناً. لم أره ينظر إلى ضحاياه على يمينه ولا مرة، وبعد نحو ساعة من بدء الجلسة نظر للمرة الأولى إلى الحضور في قاعة المحكمة".
وبدأت ألمانيا محاكمة رسلان بعد أكثر من عام على توقيفه، ووجه الادعاء العام الألماني 58 تهمة إلى العقيد السابق في قوات النظام، بينها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتعذيب والاغتصاب. ويُتهم رسلان، الذي كان ضابطاً بارزاً في الاستخبارات السورية في "الفرع "251" أو فرع أمن الخطيب في دمشق، بتعذيب نحو 4 آلاف شخص قتل منهم 58 في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل 2011 وأيلول/سبتمبر 2012. بالإضافة لاتهامه بارتكاب حالتي عنف جنسي واغتصاب، بحسب لائحة الاتهامات الموجهة إليه.
وأعادت الصور وأخبار المحاكمة، التفاؤل لملايين السوريين الحالمين بتحقيق العدالة ومحاكمة رموز النظام السوري المسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكتب أحد المعلقين في "فايسبوك" مع صورة رسلان: "هالصورة بتمنحك شعور بالسعادة مابينوصف. وحدها العدالة قادرة على أنها ترمم أرواحنا اللي تشوهت من سنين بفضل هالوحوش. يارب ما أموت قبل ماشوف وحوش المخابرات الجوية بحلب عم يتحاكموا بكل عدل".
وفيما حاز رسلان على الاهتمام الأبرز، لم ينسَ السوريون الحديث عن المتهم الآخر إياد الغريب (42 عاماً)، وهو مسؤول في جهاز أمن النظام، يواجه اتهامات باحتجاز المتظاهرين إلى جانب 30 تهمة متعلقة بالمساعدة في التعذيب والقتل. وهنا انتشر جدل بسيط في مواقع التواصل، بأن المتهمَين انشقا عن النظام وانضما للمعارضة في وقت مبكر نسبياً من عمر الثورة السورية، وأنهما مسؤولان صغيران مقارنة برموز النظام الكبار.
في ضوء ذلك، كتب المحامي والحقوقي البارز ميشيل شماس عبر صفحته في "فايسبوك": "بمناسبة بدء محاكمة أنور رسلان الضابط المنشق عن المخابرات السورية. لا بد من التأكيد على أن انشقاق أي مسؤول في النظام السوري وانضمامه للمعارضة لا يجب ان يكون وسيلة لتبرئته من الأفعال الجرمية التي ارتكبها قبل انشقاقه. وبحسب ما نشر عن قضية رسلان تبين أنه اكتفى بالانشقاق والانضمام للمعارضة فقط، ولم يكلّف نفسه التعبير عن أسفه وندمه والاعتذارعن عمليات التعذيب التي جرت خلال خدمته وبإشرافه، ولم يضع كل ما يملكه وما يعرفه عن عمليات التعذيب في خدمة العدالة لا بل تكتم عليها. الأمر الذي سيحرمه من الاستفادة من الأسباب المخففة للعقوبة. على أية حال لنا ملء الثقة بالقضاء الألماني في إجراء محاكمة عادلة بحق أنور رسلان وغيره".
إلى ذلك، وصفت مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "أمنستي" لين معلوف، المحاكمة بأنها "خطوة تاريخية في طريق النضال من أجل تحقيق العدالة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين احتجزوا، وعذبوا، وقتلوا بصورة غير مشروعة" داخل مراكز الاحتجاز في السجون السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
أنور رسلان الذي كان يتجول بين أفرع المخابرات ويتفنن بتعذيب السوريين، يجلس اليوم مثل الصوص لينتظر حكم بالمؤبد بأحسن الأحوال
— Roushan Bouzo - روشان بوظو (@RBouzoAH) April 23, 2020
من يعتقد من اذناب النظام اليوم ان رسلان ارتكب خطأ بهروبه لألمانيا سيتمنى ان يكون مكانه غداً لأن المانيا ارحم بكثير من المحاكم السورية التي ستطال الجميع pic.twitter.com/DRk6FvMDw9
محاكمة العقيد أنور رسلان في ألمانيا الذي كان رئيس فرع الخطيب من عام 2011 إلى عام 2017 وقد أشرف على تعذيب أكثر من 4000 سوري واغتصاب أكثر من 200 امرأة سورية داخل الفرع. هذا يذكرني بالعقيد الشيعي نزار حسين الحلو الذي كان رئيس الفرع نفسه والذي أشرف على تعذيبي عام 1977م. pic.twitter.com/LayIbJDaBP
— عبدالرحمن الخطيب (@khtibabdul) April 23, 2020
بدأت منذ حوالي نصف ساعة محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب الضابطين السابقين في أجهزة مخابرات النظام السوري.
— عوداي (@Odayovisky) April 23, 2020
وصلنا لأمام المحكمة قبل ساعة من الموعد، رفعنا لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين ومحاكمة الأسد.
تحدثت معنا الصحافة وسألتنا عن سبب تواجدنا كناشطين أمام المحكمة اليوم.
العدالة غير مألوفة لالنا لدرجة انو صورة العقيد المجرم انور رسلان بالمحكمة الالمانية نزّلت دموعي.
— Aram Shakeeb (@AramShakeeb) April 23, 2020
المجرم #أنور_رسلان من داخل قفص الإتهام في أول جلسة محاكمة وبحضور شخصيات قام باعتقالهم وتعذيبهم.
— حارث الموسى | Hareth (@h001t) April 23, 2020
{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}#العدالة_أولاً pic.twitter.com/SF4LENDvKZ
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها