الجمعة 2020/04/10

آخر تحديث: 17:03 (بيروت)

برنامج لمساعدة الطلاب اللبنانيين في فرنسا..كلام في انتظار الفعل

الجمعة 2020/04/10
برنامج لمساعدة الطلاب اللبنانيين في فرنسا..كلام في انتظار الفعل
أطباء لبنانيون في الصفوف الأمامية مع البروفيسور راؤول يستقبلون ماكرون في مارسيليا (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك، نشرت سفارة لبنان في فرنسا قبل ايام بالعربية والفرنسية، بياناً، أعلنت من خلاله إطلاق برنامج لتقديم مساعدة مالية للطلاب اللبنانيين.
 
وأتى المشروع بمبادرة من السفارة وبرعاية من غرفة التجارة الفرنسية – اللبنانية بعد انتشار فيروس كورونا وانعكاسه سلباً على الظروف المعيشية للطلاب. ووفقاً لما ورد في المنشور، تقرر تشكيل لجنة لدراسة الطلبات. 

الجالية اللبنانية تفاعلت مع الإعلان من خلال إعادة نشره ومشاركته عبر الحسابات الشخصية، كما في صفحات الجمعيات اللبنانية وتلك المخصصة للبنانيين في مختلف المدن الفرنسية. بالتوازي، سارع عددٌ من مستخدمي الفايسبوك إلى تنبيه معارفهم للإعلان عبر "إشارة الأصدقاء"، وهم على الأرجح طلاب يعانون ضائقة مالية وبحاجة للمساعدة. 

ردود الأفعال حيال المبادرة كانت إيجابية بمعظمها إذ وجه الكثيرون الشكر للقيمين عليها، لا سيما أن معاناة الطلاب المغتربين مزدوجة: شح و/أو انقطاع التحويلات المالية من لبنان من جهة، والحجر الصحي الذي اعاقهم عن العمل من جهة أخرى. 

أمين السر العام لغرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية، فريد عرقتنجي، سيتولى رئاسة اللجنة، ويؤكد لـ"المدن" حرصهم منذ البداية على تشكيل لجنة متوازنة كي لا يتولد انطباع عن انفراد طرف ما بقرارها. 

فإلى جانب عرقتنجي، ستتألف اللجنة، من المحامي كريستيان ضرغام، أمين عام النادي الثقافي للشباب اللبناني – الفرنسي فيليب بوحنا، المستشار الأول بالسفارة والمكلف بالشؤون القنصلية زياد طعان (لملفات الطلاب المقيمين شمالي فرنسا)، قنصل عام لبنان في مرسيليا صونيا أبو عازار (لملفات الطلاب المقيمين جنوبي فرنسا)، بالإضافة إلى عضو أخير لم يحدد اسمه بعد.
 
وعقدت اللجنة أول اجتماعاتها يوم السبت 4 نيسان لتحديد آلية دراسة الطلبات، وفقاً لعرقتنجي، حيث تقرر منح المساعدات للطلاب بناءً على مستندات توضح حالتهم المادية (كشف حساب بنكي...) مضيفاً أن التبرعات بدأت تصل للسفارة على أن يكون قرار توزيعها منوطاً باللجنة.  

أما بخصوص شكل المساعدة ومدتها، فقد أشار عرقتنجي إلى أنه يميل شخصياً إلى توفير مساعدة شهرية لغاية انتهاء أزمة الكورونا ورفع الحجر الصحي في فرنسا. لكنه شدد بالمقابل على صعوبة حسم هاتين النقطتين في الوقت الحالي كونهم ما زالوا في مرحلة جمع التبرعات، ما يعني عدم إمكانية التكهن بقيمتها، إضافة إلى أنهم لم يدخلوا بعد في مرحلة دراسة الطلبات. 
 
المستشار زياد طعان أشار من جهته لـ"المدن" الى أنه بعد استفحال أزمة كورونا وفرض فرنسا حجراً صحياً، تلقت السفارة اللبنانية اتصالات من الطلاب اللبنانيين تراوحت بين طلب المساعدة للعودة إلى لبنان وطلب المساعدة المادية. 

بالتوازي، سارع أفرادٌ من الجالية اللبنانية لتقديم المساعدة للطلاب بعدما علت أصواتهم. ومن جهتها بادرت السفارة للاتصال بأشخاص أبدوا كل التجاوب مع المشروع من خلال التبرع. ويقول طعان أن من أهداف برنامج المساعدة دعم الطالب اللبناني للبقاء في فرنسا واستئناف دراسته بعد رفع الحجر، خصوصاً أن جزءاً منهم اتخذ قرار العودة إلى لبنان بعدما ضاقت به السبل. يضيف طعان أنهم بدأوا بطرح أفكار من الناحية المبدئية، كتقديم مساعدة موحدة لجميع الطلاب على سبيل الإنصاف. لكن البت بالأمر يعود للجنة مجتمعة بعد الاطلاع على حجم التبرعات المجموعة وفحوى طلبات المساعدة التي ستقدم، وفقا لطعان. 

من جهته، قال فيليب بوحنا أنه ستتم دراسة كل طلب على حدة، لتقييم وضع صاحبه ومدى حاجته. من هنا التشديد على ضرورة إبراز كل الأوراق والمستندات التي بحوزة الطلاب الراغبين في الاستفادة من برنامج المساعدات وذلك لمعرفة مصادر دخلهم (تحويلات أهاليهم، منح دراسية، مساعدات اجتماعية من الدولة الفرنسية...). 

يقول بوحنا أن الأولوية لفئتين: للطلاب المنقطعين عن العمل بسبب الحجر، وأولئك الذين يواجهون صعوبة في استلام تحويلات أهاليهم، مع ملاحظة إمكانية توسيع البرنامج ليطاول شرائح أخرى إذا توافرت الإمكانات المادية وطالت فترة الحجر. واستناداً إلى معطيات السفارة يتوقع بوحنا أن يصل للجنة، في مرحلة أولى، ما لا يقل عن 150 - 200 طلب مساعدة. 
 
يوحنا شدد على أهمية البرنامج لأسباب عديدة: فرنسا هي الوجهة الأولى للطلاب اللبنانيين الراغبين في إكمال دراستهم في الخارج، إذ تمنح السفارة الفرنسية في بيروت سنوياً ما بين 4000 و5000 تأشيرة طالب. من ناحية أخرى، يشير بوحنا الى أن عدداً من الجمعيات اللبنانية في المدن الفرنسية بادرت في الفترة الماضية إلى تقديم مساعدات للطلاب المتعثرين مادياً. لكن امكانات هذه الجمعيات محدودة، ولا تستطيع أداء هذا الدور بمفردها وفقاً لبوحنا الذي طرح على اللجنة التنسيق والتواصل معهم. 
  
ما اتفقت عليه اللجنة حتى الساعة أن تغطي الدفعة الأولى من المساعدات لشهري آذار ونيسان، بانتظار انجلاء الصورة لناحية حجم التبرعات المجموعة وفترة الحجر الصحي ليبنى على الشيء مقتضاه ابتداء من شهر ايار. 

استناداً إلى تفاعل اللبنانيين عامة، والطلاب خاصة، مع هذا الاعلان في مواقع التواصل الاجتماعي، نلحظ أملاً لديهم في أن يخفف برنامج المساعدة من معاناتهم، خصوصاً مع الجدل الدائر حول عودة المغتربين وإتهام السلطات الرسمية وشركة "ميدل ايست" بتسهيل عودة المقتدرين (وأحياناً المنتمين إلى تيارات سياسية معينة) بدلاً من الراغبين والمحتاجين فعلاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها