الثلاثاء 2020/03/31

آخر تحديث: 20:20 (بيروت)

المفوض السامي "أبو جمال".. السيرة اللبنانية المفقودة

الثلاثاء 2020/03/31
المفوض السامي "أبو جمال".. السيرة اللبنانية المفقودة
جمال الجراح ينعي صديقه.. وأنصار فرنجية وعون يستهدفون خصومهم السياسيين بالاشارة الى العلاقة مع "الفاسد خدام"
increase حجم الخط decrease
كتب رحيل نائب الرئيس السوري الأسبق، عبد الحليم خدام، اليوم الثلاثاء، جزءاً من السيرة اللبنانية المفقودة في زمن الوجود السوري، تم كشفها في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صور وتغريدات، تمعن في الانقسام اللبناني وتستخدمه مرة أخرى فيي معرض الخلافات السياسية. 


وما كانت هذه السيرة لتُفتح لولا حدثين جرت استعادتهما. أولهما صورة نشرها الوزير السابق جمال الجراح في حسابه في "تويتر" تظهر خدام الى جانب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، والوزير الأسبق غسان سلامة.. اما الحدث الثاني فتمثل في تأكيد مناصرين لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بأن الاخير لم يزر خدام طوال فترة وجوده في السلطة.

وعلاقة فرنجية بخدام، لا يُراد منها الكشف عن علاقة متوترة بين الرجلين، بقدر ما يُراد منها الكشف عن التباين بين الخيارات، والخلافات في الوجهة السورية ومقارباتها للملف اللبناني. أبعد من ذلك، يُراد منها القول ان هناك فريقين في السلطة في سوريا، أحدهما "فاسد"، لم يكن فرنجية وآخرون من حلفاء سوريا السابقين في لبنان محسوبين عليه، وفريق آخر "أكثر حداثوية"، هو فريق بشار الأسد الذي اختلف مع رموز سياسية لبنانية كانت في عهد حافظ الأسد تحظى بحظوة سياسية في لبنان، لقربها من خدام. 

وبعد وصول الرئيس بشار الأسد الى الحكم، تقلص نفوذ عبد الحليم خدام، وأحيل العماد حكمت الشهابي إلى التقاعد، فاصبح الملف اللبناني في يد غازي كنعان وحده بتكليف من الأسد الابن، ليصبح صاحب الكلمة الفصل "ولا مرجعية له في هذا الملف سوى الرئيس"، حسبما يقول نائب رئيس مجلس النواب اللبناني ايلي الفرزلي في مذكراته في الكتاب الصادر أخيراً "أجمل التاريخ يُكتب غداً".. علماً أن خدام، كان يلتقي الوفود اللبنانية إبان الحرب اللبنانية في سوريا، ومن بينها استقبال وفد كتائبيّ (ضم جورج سعادة وميشال سماحة) لبحث صيغة اتفاق حول زحلة، بحسب الفرزلي نفسه. 

ويقول مغرد من مناصري فرنجية، إن عبد الحليم خدام وصل لتقديم واجب العزاء بالرئيس الراحل سليمان فرنجية. ولدى وصوله الى مدخل القصر صرخت من بين الكل سيدة: "الله يسكرله بيته لبده يسكرلك بيتك (قاصدةً فرنجية). إنت ما إسمك عبد الحليم خدام إنت إسمك عبد الحليم خداع. تذكر منيح كل واحد عند آخرة". ويقول آخر: "عبد الحليم خدّام عاش ومات وبقلبه حرقة إنّو سلميان فرنجية ما زاره ولا يوم بمكتبه وما كان ولا يوم تحت سلطته". 


وأحيا رحيله اليوم هذا الانقسام. فما كتبه مناصرو فرنجية، يتفق عليه الفريق المؤيد لسوريا حتى هذا الوقت. يريد هؤلاء القول أن الخلاف على الدور السوري في لبنان، والرفض له، ليس إلا رفضاً للأسد الابن، وذلك "بعد القضاء على صفقات ابو جمال (خدام) وكف يده عن الملف اللبناني". 

وبذلك، يحاول هؤلاء إخراج محكمة الوجود السوري في لبنان من دائرة التجاذب السياسي على مبدأ الوجود نفسه، لصالح النفوذ بإمرة خدام، وهو، بحسب مؤيدي النظام السوري حتى هذا الوقت، "مقبول لدى أطراف تتبجح بالعلاقة مع خدام"، أو الوجود بإمرة رستم غزالة الذي ينقسم عليه اللبنانيون في ما كان يُعرف بقوى "8 آذار" وقوى "14 آذار". واستذكر البعض قول الرئيس سعد الحريري في احدى الوثائق المسربة أن الرئيس رفيق الحريري كان في التعامل "أكثر صراحة مع عبد الحليم خدام". 


يُستدل الى هذا الواقع بتغريدات كان مؤيدو "التيار الوطني الحر" قد أكثروا منها اليوم، واستخدمت في معرض الاستهداف السياسي. "أيتام 14 آذار"، وصفهم مغرد، فيما قال آخر ان التعازي تُستقبل في معراب وبيت الوسط وكليمنصو وبكفيا، ونشروا صوراً للقاءات خدام مع قادة "14 آذار"، في حين اعتبر هشام حداد أن "كل الخدامين زعلانين اليوم". وقال آخر: "اجتماع طارئ لقوى 14 آذار في منزل فارس سعيد لتنصيب قائد جديد للثورة بعد رحيل خدام". 

وبقي خدام في منصبه كوزير للخارجية نحو 14 عاماً، لعب خلالها دوراً بارزاً في السياسة السورية الخارجية، حتى أصبح نائباً للرئيس في 11 مارس/آذار 1984. وخلال هذه الفترة، توسع نفوذ خدام في لبنان حتى أُطلق عليه لقب "المفوض السامي"، على غرار "الحاكم" الذي كان يمثّل الفرنسيين أيام الانتداب على لبنان.. وأحياناً، استخدمت التسمية للدلالة إلى دوره في "إخماد" الحرب الأهلية اللبنانية.





increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها