الإثنين 2020/02/24

آخر تحديث: 19:31 (بيروت)

شربل خوري حُراً: "لن يُسكتنا هذا العهد"

المدن - ميديا
الإثنين 2020/02/24
شربل خوري حُراً: "لن يُسكتنا هذا العهد"
increase حجم الخط decrease
لم تتأخر حكومة الرئيس حسان دياب لتثبت ما حُكي عن كونها ستكون حكومة أحزاب السلطة لقمع الثورة وترهيب الثوار. فمنذ تشكيلها بدأت حملة مكثفة لملاحقة المتظاهرين واستدعاء الصحافيين والناشطين، ليأخذ الأمر منحى أخطراليوم إثر قرار توقيف الناشط شربل خوري، بعد إستدعائه للتحقيق بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، وبعد استجوابه من قبل "مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية"، على خلفية تغريدة نشرها في "تويتر"، كانت بمثابة ردّ على شربل قرداحي، المستشار الاقتصادي للوزير السابق جبران باسيل.


واتخذ قرار التوقيف من قبل القاضية عون بعدما رفض خوري إزالة هذه التغريدة أو التوقيع على تعهّد أو الاعتذار، علماً أن "كل جرم لا يتخطى السنة سجن لا يستدعي الحجز الاحتياطي، ما يجعل من قرار القاضية عون غير قانوني"، بحسب ما أعلن المحامون الذين واكبوا الوقفة التضامنية مع خوري أمام "جرائم المعلوماتية" صباح اليوم، قبل أن يتم لاحقاً إخلاء سبيل خوري بعدما أسقط قرداحي الشكوى بحقه.

وكانت قناة "إل بي سي" قد ذكرت أنّ هناك توجّهاً قضائياً لإخلاء سبيل شربل خوري، مع إسقاط شربل قرداحي الشكوى بحقه. إذ نشر الأخير تغريدة قال فيها: "لم أتوجه يومًا بإهانة لأحد، أتقبل كل رأي وأحمله وأدافع عنه إذا أقنعني، أقمت شكوى، وسأطلب من محامي إسقاطها، لأن هذا ليس طلبي ولا مرادي، ما أسعى اليه هو أن نتعامل جميعنا برقي من دون إهانات وسباب، صفحتي وبابي مفتوحين لكل نقاش. مع تقديري".


وتداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر خوري عقب الإفراج عنه، وهو يتحدث إلى الثوار المتضامنين معه، حيث قال "أنا كنت عم اسمع أصواتكم كلكم أنا وقاعد جوا...أنا اليوم ما حدا ضهرني الا الانتفاضة، ولو ما في انتفاضة أنا كنت اتبهدلت من هيدا العهد ومن قضائه ومن القاضية يللي حاطتني براسها صرلها سنتين واتفاجأت انو بعد ما شالتني من راسها". وأضاف: "قدح وذم ما فيها توقيف، قدح وذم فيها محاكمة. وهيدا الأمر ما رح اسكت عنو، والطريقة يللي اتوقفت فيها جوا، وبكرا رح ابقى احكي عن وضع السجون والنظارات".

وختم خوري بالقول: "هنّي مفكرين انو هيدا العهد بده يسكتنا. أنا هيدا العهد صرلو سنتين بيحاول يسكتني، ومش رح يسكتني".


وأثارت قضية خوري نقاشاً واسعاً في مواقع التواصل حول التجاوزات القانونية الخطيرة التي باتت تمارسها السلطة لقمع حرية الرأي والتعبير وتطويع القضاء في هذا الإطار. وعلّق الناشط ومدير المناصرة في منظمة "سميكس" محمد نجم قائلاً: "معركتنا اليوم سياسية وليست فقط في حرية التعبير او إلغاء الحجز الاحتياطي على قضايا التعبير والتي اغلبها لا تتخطى السنة. فإما أن يستفيد القضاة النزيهون من زخم الانتفاضة، وأن يساهموا في تنظيف القضاء من المسيسين منهم او سنبقى في هذا المجرور. أثبتت غادة عون في العديد من القضايا انها مسيسة وانها جزء من هذه المنظومة الفاسدة".

وقال المحامي في مؤسسة "مهارات"، طوني مخايل، إنّ "التوقيف بسبب تغريدة رأي، حتى لو تضمنت كلاماً جارحاً أو مسيئاً، يمسّ بهيبة القضاء الذي يسيء استخدام سلطته لقمع الحريات والتهويل على النشطاء. خطورة قرار توقيف شربل خوري شعر به مقدم الشكوى الاقتصادي شربل قرداحي الذي سارع إلى اعلان نيته الرجوع عن الشكوى".

واعتبر الصحافي رياض قبيسي أنّ "توقيف شربل خوري بسبب ما اعتبر كلامًا نابيًا، يعني ان التيارات والأحزاب الفاشية باشرت بتنفيذ هجومها المضاد على قوى 17 تشرين"، مضيفاً أنّ "هذا التوقيف هو إعلان حرب من عصابة اللصوص ويجب التعامل معه على هذا الأساس".

بدورها قالت الناشطة والباحثة في "المفكرة القانونية"، جويل بطرس، أنّ "شربل خوري اعترض على تويت لمستشار جبران باسيل شربل قرداحي. قرداحي طرح حلّاً للأزمة يساوي بين المصارف وأصحاب المال والمحتكرين والمتقاعدين وموظفي القطاع العام. شربل اعترض لأن هيدا الحلّ هو اعتداء واضح وفاضح على مفهوم العدالة الاجتماعية. وشربل شتم إيه والشتيمة حق. حق قدام دولة انتزعت كل حقوقنا وحقوق أهلنا وقضيت على مستقبلنا. الشتيمة حق بوجه كل حدا معتبر إنه العقاب لازم يكون متساوي عالجميع بالوقت يلي 1% بس من الناس بهيدا البلد مسؤولين عن الخراب يلّي وصلناله. كل التضامن مع شربل وحقه بالدفاع عن أهله وأهلنا كلنا بوجه القرطة الحاكمة...".

ونشرت إحدى المغردات تعليقاً قالت فيه: "مقبرة #الفساد والتعدّي على كرامات وحريات الإنسان هي بقضاء نزيه ومستقلّ يرفع راية "العدل أساس الملك"، ويجعل من القانون سيفاً يعلو ولا يُعلى عليه! أمّا القضاء المُسيّس في خدمة سلطة فاسدة والذي يلجأ لكلّ أنواع القمع في دولة اللاقانون فهو مقبرة الوطن والمواطن".



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

المدن - ميديا
المدن - ميديا
مقالات أخرى للكاتب