الجمعة 2020/02/21

آخر تحديث: 17:05 (بيروت)

الموالون يكتشفون التعفيش.. ومفتي النظام السوري: اقتدوا بسليماني!

الجمعة 2020/02/21
الموالون يكتشفون التعفيش.. ومفتي النظام السوري: اقتدوا بسليماني!
increase حجم الخط decrease
منذ سنوات، يتحدث المعارضون للنظام السوري عن عمليات التعفيش التي يقوم بها جيش النظام والميليشيات الموالية له، في مختلف المناطق التي تتم السيطرة عليها بعد تهجير أهلها منها، لكن ذلك الجدل بقي بعيداً إلى حد ما عما تنشره الصفحات الموالية للنظام عموماً، في مواقع التواصل، وكان تداول أي أنباء عن التعفيش يأتي في سياق نفي وتكذيب الحوادث التي يوثقها المعارضون لا أكثر.


هذا المشهد اختلف بشكل كامل، بعد سيطرة قوات النظام السوري على ريف حلب الغربي الذي يضم عدداً من المعامل والمنشآت الصناعية، حيث تحدث إعلاميون موالون للنظام وصفحات موالية للنظام، عن عمليات التعفيش التي تحصل في ريف حلب، بموازاة حديث مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون عن التعفيش أيضاً.

ونشرت مراسلة قناة "سما" شبه الرسمية، كنانة علوش، منشوراً عبر حسابها في "فايسبوك"، طالبت فيه بإنقاذ معامل حلب من السرقة والنهب. وكتبت مع هاشتاغ #أنقذوا_حلب: "معامل ومنشآت حلب في المناطق المحررة، تسرق وتنهب".

وكانت صفحة "شبكة أخبار حي الزهراء بحلب" الموالية، أول من تحدث عن عمليات التعفيش التي يقوم بها جيش النظام، في المنطقة، وكتبت منشوراً قبل أيام، حذفته لاحقاً، قال فيه: "هام. عصابات الشبيحة وبعض عناصر القوات الرديفة يقومون بعمليات سرقة ونهب كبيرة في حي الزهراء ومحيط شيحان ويقومون بفك النحاس وبلاط المنازل"، لكن الشبكة عادت ونشرت منشورات مشابهة عن التعفيش، بعد تسميته بـ"النهب".

وتداولت الصفحات الموالية، صوراً تظهر جنود النظام السوري وهم يبيعون المسروقات التي تم تعفيشها من منازل المدنيين في حلب. فيما تساءل معلقون عن القانون وتطبيقه حسب وصفهم، وقال أحدهم: "أين المسؤولين في حلب والعين الساهرة؟"، فيما تحدث معلقون عن انكشاف حقيقة من يقوم بالتعفيش لأن حلب بالكامل باتت خالية من "المجموعات الإرهابية المسلحة"، وهو الوصف الذي يستخدمه إعلام النظام والموالون له، لوصف المعارضين للنظام.

ورغم ذلك، يمكن رصد العديد من التعليقات التي نشرها موالون للنظام، برروا فيها عمليات التعفيش من منطلق رواتب جنود النظام القليلة في ظل غلاء الأسعار في البلاد، وقال أحد المعلقين على سبيل المثال: "اجباري بدن يعفّشوا لك عمي، ارفعولن رواتبن شوي ماعم تكفين.. راتبن ٤٠ ألف ومصروفهن اليومي ٢٠ ألف.. بدن يعيشوا"، بينما قال آخرون أن جنود "الجيش السوري" لا يقومون بالتعفيش ملقين بالتهمة على العناصر في الميليشيات الحليفة للنظام، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية.

ويبقى الموقف الأكثر انتشاراً بين الموالين، هو الحديث عن عدم "تشويه بطولات وتضحيات" جيش النظام الذي "حرر" حلب من الإرهاب، بمثل هذه "التصرفات الفردية"، ويبرز ذلك في التصريحات التي أدلى بها مفتي النظام أحمد بدر الدين حسون خلال الأسبوع لوسائل إعلام محلية، دعا فيها المعفشين إلى الاقتداء بأخلاق القائد الإيراني قاسم سليماني وحزب الله، الذين كانون يضعون الرسائل والنقود في البيوت التي دخلوها، في بلودان والزبداني بريف دمشق، حسب تعبيره.

وقال حسون أن "الجيش عادة يدخل منطقة ويحررها، ومن ثم يخرج، فيأتي بعده أناس من ضعاف النفوس، ليقطفوا ثمن ذلك الدم الطاهر الذي بذله الجيش في سبيل تحرير الأرض"، كما وجه رسالة للمعفشين: "لو لم يحاسبكم الجيش والسلطة، إن الله سيحاسبكم عن كل حبة قمح أو رز، تأخذونها من بيت، سواء كنتم في المولاة او المعارضة لا يحل  لكم أن تأحذوا اموال الناس، لا تشوهوا مسيرة جيشنا، فأولئك (المعارضة) شوهوا مسيرتهم ووضعوها باسم الاسلام، والإسلام برئ منهم".

واعتادت قوات النظام، شن حملات "التعفيش" في أي منطقة يسيطرون عليها، وانتشرت خلال السنوات الماضية، عشرات الصور لعناصر قوات النظام، وهم يسرقون الأجهزة الكهربائية والمفروشات وكابلات الكهرباء والحيوانات وغيرها، خصوصاً في مناطق غوطة دمشق وحمص ودير الزور ودرعا وحلب. 


يذكر أن مراسل قناة "الميادين" في سوريا، رضا الباشا سبق أن أثار قضية "التعفيش" في محافظة حلب، عندما سيطر عليها جيش النظام السوري العام 2016، وصرّح بأسماء جهات عسكرية تابعة للنظام السوري، تقف وراء سرقة بيوت أهالي المحافظة. فتم منعه من العمل على الأراضي السورية منذ ذلك التاريخ.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها