الأربعاء 2020/02/19

آخر تحديث: 22:05 (بيروت)

أزمة إدلب على عاتق صحافية واحدة: أروى دامون

الأربعاء 2020/02/19
أزمة إدلب على عاتق صحافية واحدة: أروى دامون
الصحافية الغربية الوحيدة، ميدانياً، في ادلب
increase حجم الخط decrease
يختصر الاستنتاج الذي توصلت اليه مراسلة "سي إن إن" الميدانية في سوريا، أروى دامون، التحولات السياسية الغربية تجاه الملف السوري، وتفسر عباراتها أسباب الحملة التي تُخاض ضدها في منصات روسية وسورية، على خلفية تغطيتها الهادفة الى لفت نظر العالم الى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. 

فقد توصلت الى واقع مفاده أن "الإدانات الدولية الكثيرة، يقابلها القليل من الإجراءات لتخفيف المعاناة في محافظة إدلب الشمالية الغربية في سوريا والمناطق المحيطة به". هو استناج يؤكد وجهة التحولات السياسية الدولية التي باتت تنظر الى سوريا كملف هامشيّ ومكرّر.


تصارع دامون إرادة عالمية لم تعد ترى في موت السوريين وتشردهم أولوية. تواظب على بث التقارير، وتفتح لها "سي أن أن" منبراً تقول فيه ما عجزت وسائل اعلام عالمية أخرى عن قوله، ليس بسبب التحول السياسي، بل بسبب صعوبة التغطية، وضعف القدرة عن التواجد على تماس مباشر مع معاناة المدنيين. 

ودامون، هي الصحافية الغربية الوحيدة التي تتواجد في إدلب السورية، وتواظب على نقل تفاصيل الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك. من خلال تواجدها، تنقل مشاهدات لم تتسع منصات المعارضة للافادة عنها. "كانت تسمى منطقة خفض التصعيد، لكن الآن تم تحويل المدارس والمساجد إلى ملاجئ". تقول في آخر تقرير لها عبر "سي أن أن". فهي رأت أن الضيق لا يقتصر على الجسد في الملاجئ المكتظة، بل هو نفسيّ أيضاً. 

والغوص في ملفات السوريين الانسانية، من خلال عملها الاعلامي، ومن خلال جمعيتها الخيرية "إنارة" المخصصة لدعم الاطفال من مصابي الحرب، أهّلها لمراقبة المشهد بعين مختلفة. تصف مشهد الخيم المرصوصة على طول الحدود مع تركيا، وبنيانها، كما تصف دواخلها من أطفال تغيرت ألوان جلودهم بسبب الصقيع. 


لكن الصورة الانسانية، والتي ينظر اليها بعض السياسيين الغربيين على أنها مكررة وتقع ضمن دائرة الصراع الأكبر الذي يشهد كباشاً اقليمياً ودولياً على سوريا، ليست هي الدافع لكراهية منصات سورية نظامية لأروى دامون. فتقاريرها وتغريداتها، تشوّش على الدعاية السورية التي تتحدث عن "رغبة السوريين في العودة الى حضن الوطن". في ختام تقريرها، تتحدث عن المتوجسين من العيش تحت حكم النظام، وعن الذين يختارون الموت على العودة اليه، فتقول ان هذا الموقف الخارج من الطرق المزدحمة والخيم المتجمدة، يتردّد صداه في آخر جيوب المعارضة السورية. وهي إفادة اعلامية يُبنى عليها الكثير من مستقبل سوريا، على الأقل من وجهة نظر دولية تطالب بتسطير حل سياسي لأزمة البلاد. 

وتعود جذور تحريض النظام السوري على أروى دامون الى العام 2012، حين دخلت أحياء حمص المحاصرة. وبعدها، دخلت الى دوما لتعاين مواقع قيل أنها تعرضت للقصف بالسلاح الكيميائي، وهو ما دفع سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى السخرية منها. 

وأروى دامون، تتحدر من أب أميركي، وأمّ سورية عاشت في دمشق، فهي حفيدة رئيس الوزراء السوري الأسبق محسن البرازي (الذي أعدم بالرصاص بعد انقلاب عسكري العام 1949). والتحقت دامون بشبكة "سي إن إن" في العام 2006 متخصصة في تغطية شؤون الشرق الأوسط، ونالت جائزة "الصحافية الشجاعة". 
وتتواجد أروى في النقاط الساخنة. فقد كانت أول صحافية أميركية تدخل قاعدة "عين الاسد" الجوية في العراق،  لتعاين آثار الصواريخ الايرانية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها