الثلاثاء 2020/12/08

آخر تحديث: 18:41 (بيروت)

جمهور "حزب الله" يتبجّح: لن نجوع!

الثلاثاء 2020/12/08
جمهور "حزب الله" يتبجّح: لن نجوع!
جمهور الحزب احال الازمة الى مؤامرة اميركية لمقايضة الجوع بسلاحه (غيتي)
increase حجم الخط decrease
في شهر أبريل/نيسان الماضي، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال حلقة في برنامج "صار الوقت" أن اللبنانيين سيعتادون على ارتفاع الأسعار، وأن أحداً لن يجوع. 
واليوم بات اللبنانيون على بعد خطوات من رفع الدعم وارتفاع جنوني للأسعار يحذر منه كل الخبراء الاقتصاديين والنقابات، إلا أن اللبنانيين يبدون وقد تقبلوا الفكرة وباتوا مستسلمين لواقعهم. 

تضاربت المعلومات عن رفع الدعم عن الطحين والإكتفاء بدعم الطحين المخصص لصناعة الخبز العربي.

اللبنانيون الذين باتوا على يقين تام من قدرهم المحتم، لم تدفعهم أخبار رفع الدعم إلى أي تحرك اعتراضي ضد السلطة، واقتصر الأمر على مجموعة صغيرة من المتظاهرين تجمعوا أمام السراي الحكومي. واكتفى من تبقى من اللبنانيين بالإعتراض عبر مواقع التواصل الإجتماعي منددين بالقرار ومطالبين بدعم الفئات الفقيرة.

الطبقة السياسية في لبنان تتعامل مع موضوع رفع الدعم والعجز عن تأمين التمويل بالطريقة الوحيدة التي تجيدها، انتظار وقوع الكارثة ومن ثم ترقيعها، من دون اتخاذ أي إجراءات جذرية للحل. وقد دأب المسؤولون، منذ أشهر على زرع فكرة رفع الدعم وما يستتبعه من ارتفاع للأسعار يطاول الفئات الأضعف، فاعتاد المواطنون على الأمر تدريجياً، وربما احتاطوا له عبر تموين المحروقات والمواد الغذائية والأدوية، من دون أي تحرك اعتراضي يدفع الدولة نحو حلول موضوعية ومنطقية للأزمة. 

بحسب معلومات أخرى، تداولها ناشطون في مواقع التواصل، فإن السياسة التي ستنتهجها الدولة  في الأيام المقبلة ستفرض بشكل مؤكد رفع الدعم عن القسم الأكبر من المواد الغذائية ومادة البنزين مع إبقاء الدعم على الأدوية، خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة.

ويبدو أن اللبنانيين كشعب، في مواجهة كل ذلك، يسيرون باستسلام تام نحو قدرهم وهم قد اعتادوا مسبقاً على الأسعار المرتفعة وكأنهم على استعداد تام للتأقلم مع واقعهم الجديد. 


وفيما يتخوف اللبنانيون من الآثار الناجمة عن قرار رفع الدعم والنتائج الكارثية التي ستطاول الفقراء خصوصاً، مع غياب أي خطة من الدولة لمساندتهم، اعتبر جمهور "حزب الله" وتحت وسم "لن نجوع" في "تويتر"، أن رفع الدعم هو جزء من الحصار الإقتصادي المفروض على المقاومة وأن الولايات المتحدة تخيرهم بين سلاحهم وبين الجوع، داعين رفاقهم إلى الصبر أسوة بالحسين معبرين عن ثقتهم بأمين عام حزب الله الذي وعدهم بأنهم لن يجوعوا بل سيقتلون من يحاول تجويعهم. 

ويبدو من خلال تغريدات الناشطين في جمهور الحزب وآرائهم بأن الحياة بالنسبة لهم محصورة في الأكل والشرب، أما الهموم الأخرى للمواطن، من طبابة وتعليم وسكن وكهرباء، فهي غير موجودة، وطالما أن الإنسان قادر على الحصول على قوت يومه، فذلك يكفيه، أما رفاهية المرء فهي غير موجودة في قاموسهم. 

وهموم اللبنانيين ليست مقتصرة على الأكل، فالجامعات الخاصة بدأت برفع أقساطها والمواطن اللبناني، حتى من يتقاضى أمواله بالدولار الأميركي سيجد صعوبة في تأمين الكثير من الإحتياجات والأدوية المهددة بالانقطاع من الاسواق. 

موقف جمهور "حزب الله" يعبّر عن عدم اكتراث بالمعاناة التي يعيشها وسيعيشها اللبنانيون والذين ينتمي جزء كبير منهم إلى البيئة الحاضنة للحزب ويتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية ويعيشون أوضاعاً إقتصادية قاسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها