الإثنين 2020/12/07

آخر تحديث: 14:45 (بيروت)

اللبنانيون يكافحون الأزمة..أجمل ما في الخزائن للبيع في "انستغرام"

الإثنين 2020/12/07
اللبنانيون يكافحون الأزمة..أجمل ما في الخزائن للبيع في "انستغرام"
بديل حيوي للطبقات الفقيرة بعد ارتفاع الأسعار بشكل جنونيّ (غيتي)
increase حجم الخط decrease
عشرات الصفحات في موقع "انستغرام"، افتتحت منذ أقل من عام في لبنان، تروّج لبيع الملابس المستعملة، وتتضمن صوراً لمئات القطع التي تم بيعها. عند الولوج الى المنصة، ستظهر اعلانات تروّج لـThriftshop. 

تتنوع الأسماء، لكن معظمها يلتقي عند نقطتين، موقعها الجغرافي في لبنان، ورسوم التوصيل البالغة 5 آلاف ليرة داخل بيروت، و7 آلاف خارجها.
 

ولم تكن تلك الصفحات رائجة قبل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بلبنان. فالقدرة الشرائية لدى اللبنانيين قبل الأزمة، كانت تسمح للبناني بشراء الملابس من المتاجر المنتشرة على مساحات شاسعة في المولات والأسواق الشعبية، كل بحسب قدرته. وتراجعت متاجر بيع الملابس المستعملة (البالية) منذ 20 عاماً على الاقل، حين ارتفعت القدرات الشرائية بين اللبنانيين. 

View this post on Instagram

A post shared by @thrift_lebanon



اليوم، تعود بصورة مختلفة. باسم أجنبي، وبمنصة اجتماعية تخفي وجه البائع، وهوية صاحب الملابس، وتتجول تلك القطع من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب عبر شركات التوصيل التي ازدهرت أخيراً، وبات كل عاطل عن العمل يمتلك دراجة نارية، وربما سيارة، قادراً على تأمين لقمة عيشه اليومية عبر خدمات التوصيل. 


وإذ فتح "الترند" الجديد، الباب لفرص عمل جديدة، الا أنه لا يخفي أزمة أثّرت في نمط عيش اللبنانيين. فالـThriftshop يتخطى كونه "بيزنس" جديد، يستفيد من التقنية التي وفرتها منصات التواصل الاجتماعي لبيع الملابس والأحذية والمقتنيات. ظاهرته تحمل مؤشرين، أولهما أن اللبنانيين يبيعون مقتنياتهم من أجل لقمة العيش، والاستغناء عن كماليات في "الزمن الصعب"، وثانيهما أن القدرة الشرائية تدنت الى مستوى إقبال اللبنانيين على الملابس المستعملة، بعدما باتت أسعار الملابس تتراوح بين نصف الحد الأدنى للأجور، وضعفيه. 

وأدى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، الى ارتفاع أسعار الملابس، وهي في معظمها مستوردة. ففي مراكز التسوق، لا يقل سعر القطع المتوسطة الجودة عن مئتي ألف ليرة، كذلك الأحذية وحقائب اليد النسائية، وترتفع الأسعار مع ارتفاع الجودة والدخول الى عالم الماركات الأجنبية، التي كان معظم اللبنانيين يستهلكون سلعها، عندما كانوا من الطبقة المتوسطة. 

في المقابل، تقل اسعار الملابس والاكسسوارات المعروضة في Thriftshop عن مبلغ خمسين ألف ليرة، وهي في الغالب مستعمَلة مرة واحدة أو "نادراً"، بحسب الشرح الذي يرافقها. ويستطيع الباحث العثور على قطع لا تزال بطاقات المتاجر معلقة بها، ما يعني أنها لم تُلبَس بتاتاً. 


وإذا كان النمط المعيشي السابق جعل كثيرات يكتفين بارتداء القطعة مرة واحدة، ثم ركنها في الخزائن بعد نشر الصور بها في حسابات الصبايا في انستغرام، فإن الحاجة الآن الى المال أو لتغيير الملابس، دفع الى تغيير نمط عيش اللبنانيات.. أما القطع غير المستعملة، فتؤشر الى أن الحاجة للمال الآن، بسبب تدهور الظروف المعيشية، تدفع اللبنانيين الى بيع مقتنيات لم تُستخدم في السابق، بسعر بخس. 


وتنسحب الظاهرة على مقتنيات أخرى. ففي "فايسبوك"، يمكن العثور على صفحات Second Hand التي تبيع مقتنيات المنازل، مثل الأثاث والثريّات والسجاد، بأسعار تقل 80% عن أسعار مثيلاتها الجديدة في المتاجر، وتقلّ بنسبة 40% على الأقل مقارنة بالمتاجر التي تبيع الأثاث المستعمل. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها