السبت 2020/12/26

آخر تحديث: 22:51 (بيروت)

سؤال لم يُطرح على نصرالله.. هل يجرؤ بن جدو؟

السبت 2020/12/26
سؤال لم يُطرح على نصرالله.. هل يجرؤ بن جدو؟
increase حجم الخط decrease
"لو أتيحت لكم الفرصة بتوجيه رسالة إلى السيد حسن، ماذا ستسألون؟" 
هذا الاستفتاء، نشرته قناة "الميادين"، الأربعاء الماضي، في صفحتها في "تويتر" على جمهورها، كما كل عام، لعرض تلك الاسئلة خلال حوار يجريه مدير عام القناة غسان بن جدو مع الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله تحت عنوان "حوار العام"، مساء الأحد 27 كانون الأول/ديسمبر الجاري. 


الحوار، بات تقليداً في القناة، وحل نصر الله ضيفاً فيه أكثر من مرة، لتتعدد جوانب الحوار من السياسي الى الاستراتيجي وآفاق المرحلة، وصولاً الى أسئلة شخصية ترتبط بقراءات نصر الله، أو بعائلته ونمط حياته، وصولاً الى انطباعاته حول شخصيات محددة. 

وهذا النمط من الاسئلة الشخصية، لم يكن رائجاً كثيراً في السابق، ذلك ان نصر الله غالباً ما كانت حواراته، على قلتها ومحدوديتها منذ العام 2005 على الاقل، تنحصر في الأطر السياسية والعسكرية. 

لكن منذ البدء بطرح تلك الأسئلة عليه، غالباً ما كانت الأسئلة استكشافية، تستقصي معلومات عن نصر الله ولا تحرجه، علماً أن الرجل لا يُحرج، وكثيراً ما رفض الاجابة على أسئلة في حواراته، أو غلفها بطابع السرية إذا كانت مرتبطة بالميدان الأمني والعسكري مع اسرائيل، أو أنه أجاب بلا دبلوماسية عن بعض الاسئلة التي يُعتقد أنها ستكون محرجة، تلك المرتبطة بالعلاقات السياسية الداخلية.

لكن اللافت أن أياً من محاوري نصر الله، والذين يسعون لانتزاع اجابات غير متوقعة، لم يقتربوا من سؤال عن تداول السلطة في الحزب. فالأمين العام يتولى هذا الموقع منذ 28 عاماً. لم يتبدل، ولم يُكشف عما إذا كان استمراره في الموقع يتم بالتزكية، أو أن أحداً من قيادات الحزب يترشح في مجلس الشورى (مؤلف من 7 أعضاء وينتخب أمينه العام) ضد نصر الله، علماً أن ولاية الأمين العام هي 3 سنوات، وباتت قابلة للتجديد بعد تعديل النظام الداخلي للحزب. 

والحزب، بحسب نظامه الداخلي، يجري مؤتمراً عاماً كل فترة، ينتخب فيه قيادات المناطق والمؤسسات الحزبية الشخصيات التي ستمثلها في "مجلس الشورى". آخر مؤتمر عام، عُقد في العام 2009، حين أُعيد انتخاب نصر الله، الذي كان قد شغل موقع الأمين العام لخمس دورات متتالية، في ختام مؤتمر الحزب السنوي العام، كما تم تعيين أعضاء مجلس الشورى وتحديد مسؤولياتهم.

فقد عُيّن الشيخ نعيم قاسم نائباً للأمين العام، والشيخ محمد يزبك رئيساً للهيئة الشرعية، والسيد إبراهيم أمين السيد رئيساً للمجلس السياسي، والسيد هاشم صفي الدين رئيساً للمجلس التنفيذي، والحاج حسين خليل معاوناً سياسياً للأمين العام، والنائب محمد رعد رئيساً لكتلة "الوفاء والمقاومة". 

لم يعلن الحزب منذ ذلك الوقت عن مؤتمر عام، ولا عن انتخابات داخلية، وهي التي يفترض أن تجري كل ثلاث سنوات. إذا احتُسبت مدة الولاية، فكان يفترض أن نصر الله يقضي ولايته التاسعة التي تنتهي في العام 2021.. 

اللافت في الحزب أنه في الوثيقة السياسية الثانية التي اطلقها في العام 2009، دعا الى "إلغاء الطائفية السياسية، التي تمنع تطور وإصلاح النظام السياسي في البلاد، وتعيق تشكيل الديموقراطية وتطبيق تداول السلطة". الهدف الأخير مما يقترحه لتطوير النظام اللبناني، المتمثل في تطبيق "تداول السلطة"، لا ينفذه الحزب في نظامه الداخلي، فجميع أعضاء مجلس الشورى، هم أنفسهم منذ العام 2009، ولم يطرأ أي تعديل عليهم، ومن ضمنهم موقع "الأمين العام".

وحال الحزب، يشبه الى حد بعيد أحوال الأحزاب اللبنانية الاخرى التي قلّما شهدت تداولاً للسلطة في داخلها (باستثناء حزب الكتائب في أوقات محددة، والحزب القومي، والحزب الشيوعي). بعضها ينتهج التوريث السياسي، والبعض الآخر يعلن انتخابات في داخله، فيفوز الرئيس بالتزكية أو بالمنافسة... لكنها، في العادة، تعلن عن هذا الجانب. لكن الأمر لا ينطبق على "حزب الله" الذي يُعرف بأنه "شديد التنظيم" و"مُغلق" الى حد ما، ولا يعرف جمهوره عن تفاصيله الداخلية ومجريات القيادة فيه، إلا ما يخرجه الحزب الى العلن عبر الإعلام.

هذا الجانب المرتبط بتداول السلطة، سيمثل تحدياً أمام بن جدو لطرحه، وهو سؤال يفترض أن يطرحه أي إعلامي، خلافاً للجمهور الذي لم يطرح سؤالاً مشابهاً في الاستفتاء، حيث تنوعت الاسئلة بين خيارات الرد على الاعتداءات الاسرائيلية والضربات في سوريا والانتهاكات الجوية في لبنان، أو عن الأزمة الاقتصادية، أو عن العلاقة مع الحلفاء في الداخل.


واتخذ بعض التعليقات الجانب التبجيلي بما يتخطى طرح الاسئلة، وهي واحدة من سمات الجمهور في الأحزاب اللبنانية، وواحدة من عوائق القنوات التلفزيونية العاجزة عن الوصول بمنصاتها الافتراضية الى الجمهور الآخر، كما هو حال "الميادين". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها