رغم أزماتها.. بيروت 2021 قِبلة الدراما العربية وبرامج الهواة

الحدث المرتقب الأهم الذي ستشهده العاصمة اللبنانية، يتمثل في تصوير برنامج "عراق أيدول" بعد رأس السّنة. 

والبرنامج هو النّسخة العراقيّة من "آراب أيدول" وسيعرض على شاشة MBC العراق، وسيضمّ في لجنة تحكيمه الفنانين العراقيين حاتم العراقي ورحمة رياض وسيف نبيل، وسيصوّر في استوديوهات المجموعة في ذوق مصبح. 

وكان البرنامج قد أثار ضجّة بعد الإعلان عن أنّ الفنان كاظم الساهر سيكون ضمن لجنة تحكيمه، إلا أنّ "المدن" علمت أنّ MBC لم تتواصل أصلاً مع الساهر، الذي أعلن بعد انفصاله عن برنامج "ذا فويس كيدز"، أنّه لن يشارك في برامج الهواة مجدداً. 

وبالعودة إلى البرنامج، فهو يأتي ليكرّس مكانة بيروت التي لا تزال تحتضن كل برامج MBC، رغم مرور هذه الأخيرة بتجربة قاسية، مع برنامج "ذا فويس سينيير" الذي تمّ تصويره في بداية العام، وترافق مع إقفال الطرق والتظاهرات، وحكي يومها عن أنّ المجموعة ستنقل استوديوهاتها إلى دبي ولاحقاً إلى جدة، خصوصاً أنّ أجواء لبنان المتشنّجة أثّرت في حلقات البث المباشر من برنامج "ذا فويس"، التي عرضت في الخريف الماضي، حين كانت تظاهرات ثورة 17 تشرين لا تزال في أوجّها، ما أثّر في سير التصوير، إذ كان النّجوم يجدون صعوبةً في الوصول إلى استوديوهات المجموعة مع إقفال الطرق. 

ويبدو أنّ القرار اتّخذ بالإبقاء على استوديوهات بيروت، التي شهدت قبل أسابيع تصوير الموسم الأوّل من برنامج "The Masked Singer إنت مين؟" الذي يجلس في لجنة تحكيمه كل من السوري قصي خولي، واللبنانية سيرين عبد النور، والسعودي مهند الحمدي، والمصري حسن الرداد. وقد بدأ عرض البرنامج على شاشة MBC قبل أسبوعين. 

مسلسلات عربية
ورغم السّكون الذي فرضته جائحة "كورونا" التي عطّلت كل مظاهر الفرح، والأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي أنهكت اللبنانيين، ما زالت بيروت تحتضن فعاليات فنّية، وتصدّر الفرح للعالم لتكسر قاعدة "فاقد الشّيء لا يعطيه". 

فالقيود المفروضة على السّفر بسبب الإجراءات الاحترازيّة من "كورونا"، لم تحل دون استقبال بيروت في هذه الايام عدداً كبيراً من الفنانين الخليجيين الذين يشاركون في تصوير مسلسل جديد. 

المسلسل يحمل عنوان "آمنيزيا"، وهو قصة وسيناريو وحوار الدكتورة حنين عمر من إنتاج شركة "إيغل فيلمز" وإخراج رودني حداد، وبطولة مجموعة من النجوم اللبنانيين والخليجيين منهم فاطمة الصفي وحمد أشكناني وديامان بو عبود، كارول عبود، إيلي متري، ختام اللحام، سينتيا كرم وغيرهم، وهو واحد من إنتاجات الشركة التي تتوجّه إلى الجمهور العربي، من خلال إشراك عدد كبير من الجنسيّات في عملٍ واحد. 

ويأتي اختيار بيروت، بعد أسابيع على الانتهاء من تصوير مسلسل "دفعة بيروت"، الذي شارك فيه نجوم خليجيون علقوا في العاصمة اللبنانية في شهر آذار/مارس الماضي، حين أقفل المطار وكان التصوير ما زال مستمراً، ثمّ توقف واستؤنف صيفاً، ليخرج من السّباق الرمضاني. 

ورغم التجربة السيئة التي مرت بها الشّركة، مع احتجاز الفنانين أسابيع داخل فنادقهم، فإنها تخوض غمار تجربة جديدة، متحدّية كل الظّروف، لتصوير العمل داخل العاصمة اللبنانيّة الباقية كحاضنة لأهم الأعمال الدراميّة التي تصوّر حالياً للحاق بالموسم الرمضاني المرتقب في نيسان/ابريل 2021. 

فيديو كليب وحفلات
ولا تقتصر الفاعليات الفنية على المسلسلات وبرامج الهواة، فمن قلب المرفأ، حيث ما زالت المنطقة تلملم أشلاءها وتضمّد جراح أبنائها، صورت الفنانة نجوى كرم أغنيتها الجديدة "معذور قلبي" في موقع قريب من موقع انفجار مرفأ بيروت. 

خطوة نجوى أثارت ردود أفعالٍ متباينة. رأى البعض أنّ الفنّانة لم تُقِم أي اعتبار لمشاعر أهالي ضحايا المرفأ، الذين لم تجفّ دماؤهم بعد، وأنّها رقصت على جراحهم، وأنّ حبّ الحياة لا يعني بأي حال الرّقص في الجّنازات فوق أشلاء القتلى. 

أما محبّو نجوى، فباركوا خطوتها، ورأوا فيها تحدّياً لكل من أراد الموت لبيروت، وانتصاراً لثقافة الحياة، وبثاً لروح التفاؤل في نفوس الناس المتعبة في زمن الأعياد التي لم تعد تشبه الأعياد. 

وبعيداً من المشاريع الفنية، تشهد العاصمة اللبنانيّة حفلات عديدة ليلة رأس السنة وسط إجراءات صارمة فرضتها جائحة "كورونا"، أبرزها حفلة تضمّ كل من الفنانين عاصي الحلاني وملحم زين ونادر الأتات، وهي حفلات تختلف حولها الآراء بين ضرورة إجرائها لخلق مساحة من الفرح لمحبّي السهر، وبين ضرورة إلغائها منعاً لانتقال عدوى كورونا، إلا أنّه من المؤكّد أنّ أضواء بيروت لن تنطفىء رغم كلّ السّواد.