السبت 2020/12/19

آخر تحديث: 17:05 (بيروت)

"نيويورك تايمز" تعترف: "بودكاست الخلافة" بُني على شهادة زور

السبت 2020/12/19
"نيويورك تايمز" تعترف: "بودكاست الخلافة" بُني على شهادة زور
increase حجم الخط decrease
أقرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، بأن تدوينتها الصوتية (بودكاست) بعنوان "الخلافة" التي تناولت تنظيم "داعش" وحققت لدى نشرها قبل عامين نجاحاً كبيراً، كانت إلى حد كبير مبنية على شهادة زور، مشيرة إلى أن الأمر ناجم عن "خلل".

وكانت التدوينة الصوتية المكوّنة من 12 حلقة نُشرت العام 2018، وهدفت إلى الغوص في قلب "داعش" مرتكزة بصورة أساسية على شهادة كندي ادعى أنه انضم إلى التنظيم العام 2016. وروى الرجل الذي كان يتخذ اسماً حركياً هو "أبو حذيفة" حينها، أنه نفّذ خلال وجوده في صفوف التنظيم عمليتي إعدام.



وحققت التدوينة الصوتية نسبة استماع كبيرة، ونالت عدداً من الجوائز المرموقة من بينها جائزة "بيبادي"، إلاّ أن الشرطة الكندية أوقفت في أيلول/سبتمبر الفائت، "أبو حذيفة" واسمه الحقيقي شهروز شودري ووجهت إليه تهمة ادّعاء "نشاط إرهابي كاذب"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وقال مدير تحرير "نيويورك تايمز"، دين باكيه، في مقابلة نشرت الجمعة، أن هذا التطوّر أثار لدى الصحيفة المرموقة احتمال أن تكون تعرّضت "للخداع"، وأوضح أن الصحيفة بادرت عندها إلى إجراء تحقيق داخلي و"لم تجد أي دليل يثبت الرواية" التي استندت عليها في تدوينتها الصوتية. وتابع: "كل هذا جعلني أقتنع بأننا لم نعد نستطيع أن نثق في هذه الرواية".

ورغم ذلك، اختارت "نيويورك تايمز" عدم حذف التدوينة الصوتية، بل آثرت إضافة كلمات "تصحيحية" إليها، بهدف توضيح السياق اللازم للمستمعين. كذلك أضيفت حلقة جديدة إلى "البودكاست"، عاد فيها باكيه إلى المسألة بالتفصيل موضحاً أن الصحيفة أقرت بذنبها، مبرراً إياها بـ"خلل مؤسسي".

وأشار باكيه إلى إن "نيويورك تايمز" لن تتخذ أي عقوبة في حق صحافيتها المتخصصة في قضايا الإرهاب روكميني كاليماتشي التي أدارت مشروع تدوينة "الخلافة". لكنه أعلن أن كاليماتشي التي لم يعد توقيعها يظهر على صفحات الجريدة منذ بدء الجدل، ستنقل إلى قسم آخر.

وتكتسب هذه القضية أهمية بالنسبة إلى "نيويورك تايمز" نظراً إلى كونها استثمرت بكثافة في مدونتها الصوتية منذ مطلع العام 2017 وإطلاق برنامجها الرائد "ذا ديلي". ومن أبرز خطوات المجموعة في هذا السياق استحواذها في نهاية تموز/يوليو الفائت على "سيرييل برودشنز" التي حققت العام 2014 أول نجاح كبير في عصر "البودكاست" من خلال "سيرييل" الذي تم تنزيله أكثر من 600 مليون مرة.

وتعتبر "نيويورك تايمز" أن المدوّنات الصوتية الآخذة في الازدهار تشكّل مصدر دخل، من خلال استقطاب الإعلانات وزيادة عدد المشتركين عبر الإنترنت، وخصوصاً من فئة الشباب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها