الخميس 2020/11/05

آخر تحديث: 15:13 (بيروت)

معن الخليل ينهي مستقبل راوول نعمة السياسي

الخميس 2020/11/05
معن الخليل ينهي مستقبل راوول نعمة السياسي
increase حجم الخط decrease
يمضي رئيس بلدية الغبيري في جبل لبنان، معن الخليل، في معركة حامية الوطيس ضد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة، اتخذت طابع المواجهة المباشرة.


ومع نشر الخليل مقاطع فيديو تحمّل نعمة مسؤولية تخزين هبة الطحين العراقية، وردود نعمة عليه في "تويتر"، استعرت المعركة، اليوم الخميس، حين قال فريق صحي من بلدية الغبيري ان وزارة الاقتصاد لم تسمح لهم بالدخول، فيما نفى نعمة ذلك، في "تويتر" أيضاً، قائلاً انه ليس الجهة المخولة المنع. 


والمعركة، التي لم تُعرف بواطنها بعد، تدور رحاها في مواقع التواصل الاجتماعي. فيديو من هنا، وردّ من هناك. تمكن الخليل من تحويل الملف الى قضية رأي عام. فخبز الفقراء، وخصوصاً في الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، وسط تحذيرات من رفع الدعم عن السلع الحيوية، تعد قضية حساسة جداً، ومن السهل أن تهشم مستقبل وزير الاقتصاد سياسياً. 

لهذه الأسباب، لم تخفف تغريدات نعمة وإيضاحاته، الحملة عليه. فالردّ الدفاعي، هو أقل تأثيراً من مفاعيل الهجوم. ولا يستطيع الردّ أن يبدل في وقائع كشفتها بلدية الغبيري، تتمثل في الإحجام عن توزيع 7 آلاف طن من الطحين، وتعرض بعضها للتلف. وقد تنصلت جميع الجهات من المسؤولية عن ذلك التخزين، حتى استقرت المسؤولية على وزارة الاقتصاد.


ووزير الاقتصاد راوول نعمة، الذي فاجأ اللبنانيين منذ اليوم الأول بحضوره الصورة التذكارية بحذاء رياضي، وصل الى الوزارة محملاً بأوهام عن دور وزارة الاقتصاد. كان يظنها وزارة شبيهة بوزارات الاقتصاد في الدول الكبرى، ولم يدرك أن صلاحياتها محدودة، وهي تتألف من مديريتين هما "حماية المستهلك" و"حبوب والشمندر السكري". 

خاض نقاشات، وفشل في إدارة ملفات معنية بوزارته، أهمها "ضياع" ثلاث بواخر محمّلة بالعلف المدعوم، مُصادراً صلاحية وزارة الزراعة في هذا الإطار. وبعدها، خسر معركة الحفاظ على سعر ربطة الخبز ضد أصحاب الأفران.. كما خسر تأييداً شعبياً حين اقترح في تموز/يوليو الماضي رفع الدعم عن سلع يستفيد منها جميع اللبنانيين، وتخصيصها بفئات محددة... وعندما باتت وزارته منوطة بتلقي المساعدات، فشل في إدارة توزيعها، فجاءت هذه الفضيحة أخيراً لترسم الشكوك حول مستقبله السياسي. 

ويذكُر له اللبنانيون مقولته الشهيرة (تحولت ستيكرز الكترونية ساخرة)، لمجموعة من الناشطين في ثورة 17 تشرين، دخلوا مكتبه لمواجهته، في نيسان/ابريل الماضي: "أخبَروني أن كرتونة البيض بـ11 ألف ليرة، وهذا احتكار أكيد!..هنا يأتي دوركم، أنتم الثوار، اطلبوا من اللبنانيين التوقف عن شراء البيض والدجاج، ثلاثة أيام، فيرتدع المحتكرون"! وهو الذي قدّم للبنانيين النصيحة السوريالية في ظل الأزمة الراهنة، والتي أغضبتهم وتندروا بها طويلاً، ومفادها أن عليهم تفادي "الدكانجي الغلوجي" والذهاب إلى الأرخص، على طريقة ما تعلّم هو شخصياً فعله منذ الصغر.

في المعركة الأخيرة، ليس لدى نعمة ما يهاجم به. تلقى السهام، وبات في موقع الدفاع ليس قادراً على ترميم صورته أمام الرأي العام، وعاجزاً عن تخفيف وطأتها أمام بلدية الغبيري التي تعد ميزانيتها عشر أضعاف ميزانية وزارة الاقتصاد، ويتألف كادرها البشري من ضعفي كادر وزارة الاقتصاد.  

ليس أمام راوول نعمة الا الدفاع، عله يرمم بعضاً من صورته المهشمة كمدير سيء للأزمات، ووزير لا يدافع عن حقوق اللبنانيين وخصوصاً الفقراء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها