السبت 2020/10/31

آخر تحديث: 13:45 (بيروت)

انفجار بيروت.. 15 فيلماً قصيراً عبر "شاهد VIP"

السبت 2020/10/31
انفجار بيروت.. 15 فيلماً قصيراً عبر "شاهد VIP"
increase حجم الخط decrease
بعد شهرين على الكارثة التي ألمّت ببيروت، تقدّم منصّة "شاهد VIP" للبثّ التدفّقي، 15 عملاً قصيراً عن مآس خلّفها انفجار المرفأ، في خطوة أثارت جدلاً منذ إطلاقها.


وتعرّضت  المبادرة للانتقاد مع اعتقاد البعض أنه من المبكر جدّاً عرض صور تنكأ الجراح في بلد مازال تحت وقع الصدمة. غير أن المشروع الذي يحمل اسم "بيروت 6:07"، وهي الساعة التي وقع فيها الانفجار في مرفأ العاصمة في 4 آب/أغسطس الماضي، أبصر النور "لتكريم الضحايا"، حسب تعبير المخرج مازن فياض، مؤكداً أن "واجبنا هو أن نبقي ذكراهم حيّة".

وشارك في المشروع 15 مخرجاً أعدّوا أفلاماً مدّة كلّ منها عشر دقائق تقريباً، تروي، من خلال شخصيات ومواقف متعدّدة، مآسي خلّفها الانفجار الذي أسفر عن أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح، وقضى على أحياء بكاملها في بيروت، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وقال فياض، وهو شريك في مجموعتي الإنتاج "ذي بيغ بيكتشر ستوديوز" و"إيماجيك" اللتين كانتا وراء هذه الفكرة: "لم نذهب للبحث بعيداً. فالقصص كانت أمامنا وكنّا نسمع عنها يومياً". ويروي فيلمه القصير، الذي شاركت ناديا طبارة في إخراجه، قصّة شاب يبحث عن والده وسط الأنقاض في المرفأ، بعدما تشاجر معه قبل بضع ساعات فقط. وتكشف الذكريات التي يسترجعها عن مكنونات عائلة شيعية متواضعة الحال، فيها والد، شارك سابقاً في القتال خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، مستاء من تصرّفات ابنه.

ويظهر فيلم آخر من توقيع كارولين لبكي عناصر الإطفاء في بيروت يحتفلون بعيد ميلاد قبل إيفادهم إلى المرفأ حيث اندلع حريق. وتمّ احتواء الحريق قبل أن تصل النيران إلى مستودع خزّنت فيه أطنان من نترات الأمونيوم كان انفجارها ليحدث كارثة، حسبما ورد في نشرة الأخبار المتخيّلة في الفيلم، لكنّ واقع الحال هو أن هذه المواد انفجرت من جرّاء الحريق، وكان عشرة عناصر إطفاء من أول ضحايا هذا الانفجار.

ورغم أن المخرجين أنجزوا الأفلام القصيرة من دون مقابل مادي، كان هناك حرص في لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، على أن يتقاضى جزء من طواقم التصوير رواتب عن عملهم بفضل تمويل منصة "شاهد"، وفق فياض.

وأتت الآراء متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أثار شريط ترويجي بملامح دراماتيكية استنكاراً. وكتبت إحدى مستخدمات "إنستغرام": "لم يمض بعد ثلاثة أشهر على سقوط الضحايا والناس مازالوا مفجوعين... فهل تظنّون فعلاً أنه الوقت المناسب لإعداد سلسلة أفلام عن مآسينا؟". وقالت أخرى: "تجعلوننا نعيش مجدداً أهوالاً نحاول تناسيها". وعلّق مستخدم كاتباً: "سابق لأوانه وعديم الاحترام بدرجة كبيرة".

وستعرض هذه الأفلام القصيرة عبر قناة "إم بي سي 4" التابعة لمجموعة "إم بي سي" المالكة لمنصّة "شاهد" بالتزامن مع ذكرى استقلال لبنان في 22 تشرين الثاني/نوفمبر. وبالانتظار، يمكن مشاهدة 11 فيلماً على المنصّة الإلكترونية مقابل الاشتراك فيها. وأكدت "شاهد"، من دون تقديم أيّ أرقام، أن سلسلة الأفلام "سرعان ما أصبحت من الأكثر مشاهدة في منطقة المشرق العربي".

ومن الأعمال الأخرى، فيلم يظهر حبيبين مستلقيين على الشاطئ على وقع هدير الموج، قبل أن يجمعا أغراضهما للرحيل، إلى أن تقع الكارثة. وسعت مخرجة العمل إنغريد بواب إلى تفادي مشاهد العنف فيه. وقالت أن هذا الفيلم "لا يؤذي العين" بل "يوجع القلب"، موضحة: "أردت أن أعرض ما كان قائماً في السابق والدمار الذي حل فيه". وأقرّت بأن التصوير كان "بمثابة علاج جماعي" و"محمّلاً بالمشاعر" إلى أعلى الدرجات، مشيرة إلى أن "الطاقم مؤلّف من أشخاص نجوا من الانفجار خسروا منازلهم وفقدوا معارف لهم".

ولم يغب العملاق "نتفليكس" بدوره عن المشهد اللبناني. حيث كشفت المجموعة، في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري عن صندوق بقيمة 500 ألف دولار لدعم العاملين في مجال السينما والتلفزيون بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد.

وسيحصل المستفيدون من هذا البرنامج على مساعدة بقيمة ألفي دولار تعويضاً عن توقّف الإنتاج. كما شملت "نتفليكس" في مجموعتها 34 من "روائع" السينما اللبنانية، كي تقدّم للعالم "رحلة فريدة عبر كفاحات وآمال وأحلام سكان هذا البلد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها