الإثنين 2020/10/26

آخر تحديث: 13:33 (بيروت)

"تلفزيون الثورة" يتملّق الياس بو صعب

الإثنين 2020/10/26
"تلفزيون الثورة" يتملّق الياس بو صعب
increase حجم الخط decrease
"سنكشف قريباً عن حملة ممنهجة يتعرض لها الوزير الياس بو صعب". 
بهذا التعهد، انطلق تلفزيون "الثورة اللبنانية" الذي يحمل اسم ثورة 17 تشرين.. للدفاع عن سياسيين وتلميع صورتهم. 


تقول المذيعة لوزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب: "نحن أمامك.. ومستعدون لمتابعة تلك الملفات حتى النهاية... بس مش تقيلة شوي انو توحي انو بو صعب فاسد؟" وتضيف: "الرجل باعتراف اكثرية اللبنانيين من أنجح الوزراء، ولأنو نحن ما عنا خطوط حمر، ورغم خلافنا السياسي مع بو صعب، سنكشف قريباً عن حملة ممنهجة يتعرض لها".

هكذا، يبدو التلفزيون الذي يدعي انه ناطق باسم غالبية اللبنانيين، منحازاً لسياسيين! يدعي أنه تلفزيون الثورة التي رفضت الطبقة السياسية وأرادت إسقاطها. وإذا لم يذهب المتلقي إلى آخر الخط باتهام المحطة الوليدة حديثاً بتلميع صورة السياسيين، فمن الحياد، في أقل تقدير، أن توصف بأنها تتعاطى مع الأمور بخفّة وتفتقر الى الموضوعية.

فطالما هناك ملف قضائي، فإن الرجل ليس بريئاً كلياً حتى تثبت براءته، كما انه ليس متهماً حتى تثبت إدانته. وعليه، فإن الموضوعية تقتضي القول بأن هناك شبهات فساد تدور حوله، على القضاء أن يبت فيها. وبالتالي، فإن الحديث عن "حملة ممنهجة يتعرض لها بو صعب"، هو انحياز، يخالف مشاعر اللبنانيين ورؤيتهم للواقع السياسي وتصوراتهم عن الطبقة السياسية بل ومعرفتهم بفسادها عموماً، خصوصاً أن بحث في "غوغل" قد يقود التلفزيون والمعدين والمذيعة الى ملفات ووثائق ترسم شبهات حول دوره في ما يخص ملفات تحدث عنها رياض قبيسي، أو آخرين عن سوء إدارة أموال اللاجئين السوريين في وزارة التربية، وعن محسوبيات قادت الى تعيين قريبة له في موقع تابع للوزارة.

لا يمكن الجزم بأن بو صعب فاسد، لكن هناك ملفاً قضائياً، ما يعني أن شبهات تحوم حوله، وهذا يكفي كل لا ينبري "إعلام الثورة" أو أي إعلام متزن، للدفاع عنه باعتباره يتعرض لحملة، وذلك، على الأقل، إلى أن يبتّ القضاء في موضوعه.

من هذا المنطلق، خرجت الانتقادات لتلفزيون الثورة. كتب المحاتمي نزار صاغية: "اول إنجازات الثورة إسقاط المجاملة والتبجيل عن الذين نعرف سلفاً أنهم استغلوا السلطة لتحقيق مصالح خاصة ونقلنا من زمن المجاملة إلى زمن المحاسبة. هل من يخبر أصحاب هذا التلفزيون الذي يتكنى بالثورة بأهم مبادئها؟"

وكتبت الزميلة صبحية نجار: "تبييض تبجيل ومجاملة الطبقة السياسية عبارات وأفعال لا تمت بصلة الى مهنة الصحافة والاعلام، مهنة الصحافة أولاً وأخيراً هي المواجهة وإظهار الحقائق والمحاسبة". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها