الصور التي نشرها حساب "War Noir" البحثي في "تويتر" أتت بعد أسابيع من تهنئة وجهتها "تحرير الشام" لـ"طالبان" بعد "اتفاق سلام" مع الولايات المتحدة الأميركية، في مشهد مثير للاهتمام يظهر طبيعة التقارب بين الحركات الجهادية التي تختلف في ولاءاتها وتتشارك قيماً واحدة تتعلق بالوصول إلى الخلافة الإسلامية.
#Taliban fighter sent their greetings to #HTS fighters in #Syria.
— War Noir (@war_noir) October 22, 2020
An M4 Carbine with UTG handguards is also in the background. pic.twitter.com/fZpJkBgAOZ
ويهتم الحساب الذي نشر الصور بشؤون الجماعات المسلحة والأسلحة التي تستخدمها ومصدرها. ورغم الاختلافات فإن المعلقين قارنوا بين سوريا وأفغانستان وتحدثوا عن إمكانية تحول "تحرير الشام" إلى نموذج "طالبان"، لكن الفرق بين الحركتين كبير، خصوصاً من ناحية السيطرة على الأرض والقوة الفعلية وتعدد اللاعبين العسكريين والسياسيين.
وتأتي الصور بعد أكثر من شهر من بيان نشرته قنوات مقربة من "هيئة تحرير الشام" عبر تطبيق "تيليغرام"، وحمل توقيع رئيس المجلس الشرعي لـ"الهيئة" عبد الرحيم عطون الملقب بـ"أبو عبد الله الشامي"، اعتبر توقيع الاتفاق بين "طالبان" والولايات المتحدة "نصراً كبيراً أحرزه المسلمون في أفغانستان".
بعد رسائل التهنئة من رئيس المجلس الشرعي في هيئة تحرير الشام "عبد الرحيم عطون" لحركة طالبان، عقب توقيعها اتفاق سلام مع الولايات المتحدة، مقاتلو #طالبان يبعثون برسائل سلام للهيئة في #إدلب السورية.
— عبدالقادر ضويحي abdulkader dwehe (@Abood_Dwehe) October 23, 2020
وبحسب دراسة نشرها "مركز عمران للدراسات" مطلع الشهر الجاري، فإن الهيئة تحاول استنساخ نموذج حركة "طالبان" لناحية صراعها كقوة جهادية محليّة مع القاعدة كتنظيم عالمي، وانفتاحها على المفاوضات مع الولايات المتحدة، وفرض نفسها كطرف رئيس ضمن التسوية السياسية في أفغانستان، وذلك بعد تحركات الهيئة ضد أطراف أخرى في شمال غربي سوريا.
وعلى ما يبدو، فإن تصرفات "تحرير الشام" وتصريحات قادتها خلال الأشهر الماضية، تعتبر جزءاً من جهود أوسع لتحويل الحركة إلى "طالبان سوريا" وذلك بعد نحو أربع سنوات من فك ارتباط الحركة بتنظيم "القاعدة". ويتضمن ذلك اللقاءات الإعلامية التي أجراها قائد التنظيم "أبو محمد الجولاني" مع صحف أجنبية وجولاته الدعائية في شوارع إدلب.
ورغم ذلك، يبقى تحويل حركات مثل "طالبان" أو "تحرير الشام" إلى شركاء محليين يحاربون الإرهاب المتمثل بـ"القاعدة" حصراً، طرحاً سوريالياً في أفضل تقدير. وشكك تقرير للأمم المتحدة في حزيران/يونيو الماضي بإمكانية تحقيق مثل هذه الشراكة مع "طالبان" التي تصنف أصلاً كحركة جهادية. ونفس الأمر يمكن تعميمه على "هيئة تحرير الشام".
وبحسب التقرير نفسه فإنه رغم الخلافات اللوجستية والمرحلية، فإن الجهاد أو الحرب المقدسة والتاريخ المشترك، يلزمان "طالبان" و"القاعدة" ومجموعات متطرفة أخرى، ما يضعهم جميعاً في خانة واحدة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها