الأربعاء 2020/10/21

آخر تحديث: 14:09 (بيروت)

خنق طفل سوري في لبنان.. الإنهيار أيضاً أخلاقي ونفسي

الأربعاء 2020/10/21
خنق طفل سوري في لبنان.. الإنهيار أيضاً أخلاقي ونفسي
الموقوفان في جريمة خنق الطفل السوري في حي السلم بسبب تعنيف كلب (قوى الامن الداخلي)
increase حجم الخط decrease
الانهيارات الاقتصادية طاولت العديد من الدول العربية، إن بفعل سوء إدارة الدولة والموارد، أو بفعل الحروب المشتعلة منذ سنوات، أو بفعل فيروس "كورونا" الذي أدى إلى ركود إقتصادي عالمي.

تلك الانهيارات لم يطاول تأثيرها فقط رفاهية الإنسان ولقمة عيشه وأسلوب حياته، بل أفضى أيضاً إلى انهيارات أخرى عديدة، قيميّة وأخلاقية، القيم الإنسانية ككل باتت مقوضة وتحولت هذه الدول إلى جحيم بالنسبة لقاطنيها. ولا يمكن لمتابعي مواقع التواصل الإجتماعي أو الأخبار اليومية سوى أن يلمسوا هذه الانهيارات التي تنذر بمستقبل مرعب.

فالانحدار الإقليمي، هو الدافع حكماً للجريمة التي ارتكبها مراهقون وراشدون في مقتبل العمر في حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية، بحق طفل سوري، لأجل كلب. فقد أعلنت قوى الأمن الداخلي أنه في قضية السوري البالغ من العمر 16 عاماً، والذي وصل الى مستشفى الرسول الأعظم، بذريعة سقوطه عن سطح مبنى في محلة حي السلم ثم ما لبث أن فارق الحياة، تبين انه لم يحصل أي سقوط عن سطح مبنى في المحلة المذكورة. وبنتيجة التحقيقات المكثفة والمتابعة، تبين أنه كان برفقة المتوفى على سطح المبنى، خمسة لبنانيين، وقد حصلت مشادة كلامية بين أحدهم وبين المتوفى بسبب سوء معاملة الأخير لكلب، تطور الى عراك بالأيدي، تدخل على أثره الثاني، ما أدى الى وفاة (ي.م.) خنقاً نتيجة الضغط على رقبته من قبل المذكورين.

الحادثة تلت حوادث أخرى، تنم عن الانعدام الاخلاقي وفقدان التوازن النفسي لدى بعض اللبنانيين. 


ففي لبنان، يكاد يكون خبر إحراق فتاة في عمر 14 عاماً في شقة في برج البراجنة، عادياً. الجرائم تحدث كل يوم، بأبشع الطرق، ويبدو أن وجود دولة لا يكفي للردع، إذ أن انهيار القيم الاجتماعية الذي يسببه الفقر والبؤس والتطرف لا يمكن ردعه بقوة السلاح ولا حتى القانون.. إن طُبّق فعلاً.  وفي شمال لبنان في شهر تموز، عُثر على شابين مقتولين داخل سيارة في عكار إثر خلاف تافه داخل مطعم. وفي تموز أيضاً قُتل شاب بسبب لعبة جواكر.
"بي بي سي" العربية نشرت تحقيقاً استقصائياً تناول إحدى المدارس الإسلامية في السودان حيث تتم معاملة أطفال بعضهم في الخامسة من العمر، معاملة الحيوانات: يُجلَدون، يُكبّلون بالسلاسل، يُضربون، يعيشون في غرف مظلمة، في أوضاع لا تمت للإنسانية بصلة ويتعرضون لمختلف أنواع الإعتداءات. 
في العراق، أمّ ترمي أطفالها عن جسر نهر دجلة في العراق، شبان يبترون أيدي مراهق في الأردن، أطفال مكبلون بالسلاسل الحديدة في مدراس السودان وفي محافظة البحيرة في مصر، رجل اغتصب ابنته وأجهضها، وفي لبنان أحرقت مراهقة وهي حيّة ومكبلة بالسلاسل. وفي الأردن، وقعت جريمة لا تقل وحشية عن جريمة العراق، حيث أقدمت مجموعة من الشبان على الثأر من رجل سجين عبر خطف ابنه إلى منطقة معزولة وبتروا يديه الإثنتين وفقأوا عينيه.

أخبار باتت تتواتر كل يوم عبر مواقع التواصل، وتُظهر بشكل واضح الجحيم الذي وصلت إليه الدول العربية، خصوصاً تلك التي تعاني متاعب اقتصادية، يرصدها رواد مواقع التواصل ويتفاعلون معها متسائلين عن نهاية هذا النفق. ويبدو أن انتشار الحروب والفقر والتطرف في المنطقة، نزع قناع المدنية الهش عن وجوه الناس وعاد بهم إلى حياتهم البدائية والتي لن تكون نهايتها سوى انهيار الأمم بشكل كامل كما يرى العديد من الناشطين الذين بدأوا يلمسون عمق الأزمة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها