الإثنين 2020/01/27

آخر تحديث: 19:16 (بيروت)

رحيل "بنيّة تونسية".. أيقونة الثورة ضد بن علي

الإثنين 2020/01/27
رحيل "بنيّة تونسية".. أيقونة الثورة ضد بن علي
increase حجم الخط decrease
توفيت المدوِنة التونسية، لينا بن مهني، التي كانت في طليعة الانتفاضة ضد نظام زين العابدين بن علي، العام 2011، عن 36 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلن مقربون منها.

وعانت الشابة الناشطة في مجال الدفاع على حقوق الإنسان، مرضاً مزمناً لازمها أعواماً. وطُرح اسم بن مهني، نهاية العام 2011، كمرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام عقب الثورة التي أطاحت الرئيس الأسبق بن علي.

وكتبت لأعوام حول تجاوزات نظام بن علي قبل سقوطه، رغم الأخطار التي كانت تواجهها. وكانت تتنقل بين مدن مهمشة داخل البلاد لتكتب عن معاناتها في مدونتها "بنيّة تونسية".

ونقلت بن مهني الاحتجاجات الأولى ضد السلطة من خلال تصويرها ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت لينا أول المدونين الذين وصلوا إلى ولاية سيدي بوزيد نقطة انطلاق الثورة، عقب إضرام البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده احتجاجاً على احتجاز السلطات المحلية بضاعته في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010.

ومثلت يومياتها حول الثورة، التي نشرتها بالعربية والفرنسية والإنكليزية، تتويجاً لالتزامها بالنضال ضد الديكتاتورية. ونشرت الشابة الراحلة في 2011 كتاباً بالفرنسية بعنوان "بنيّة تونسية: مدونة من أجل ربيع عربي".

وواصلت بعد ذلك نضالها من أجل الحقوق الأساسية في تونس، وشاركت، رغم هشاشة وضعها الصحي، في تظاهرات عديدة كانت أبرزها مبادرة لتحسين وضع المكتبات في السجون.

وعاشت بن مهني التي عملت في تدريس الإنكليزية في جامعة تونس، معاناة، خلال الأشهر الأخيرة من حياتها، نددت خلالها بأوضاع مستشفيات العاصمة. وظلت تقاوم حتى الرمق الأخير، إذ نشرت آخر مقالاتها حول الوضع السياسي في البلاد، ليلة السبت-الأحد، أي قبل يوم من وفاتها.

منذ إعلان وفاتها، عبّر نشطاء في الانترنت، ونواب، ودبلوماسيون وممثلون عن المجتمع المدني، عن حزنهم. وأشاد رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، ببن مهني التي اعتبرها "أيقونة الحراك المدني".

وقال رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة: "فقدت تونس اليوم حرة من حرائرها (...) امرأة حرة عاشت قوية لآخر أيامها". أما منظمة "البوصلة" غير الحكومية فقالت أن "لينا بن مهني من أعلى أصوات المقاومة ضد الديكتاتورية بإنخراطها في حركة التدوين قبل ثورة 2011 ودفاعها عن الحريات وحقوق الانسان". وأضافت أن نضالها استمر بعد سقوط نظام بن علي "من أجل الحرية والقضايا العادلة".

وقالت حملة "مانيش مسامح"، التي تأسست رفضاً لقانون - سُنّ العام 2016 - ويعفو عن مسؤولين في الدولة تورطوا في قضايا فساد زمن بن علي، إن لينا "كانت دائماً في الصفوف الأولى في كل معركة ضد الظلم والتهميش والفساد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها