ولطالما أحاط باسيل نفسه بهالة من الحصانة، وفرض إيقاعه على محاوريه أو من يتوجه إليهم بالكلام، سواء في مقابلاته المتلفزة أو في الحوارات التي استضافته. فيما بدت المقابلة التي أجرتها معه هادلي غامبل، مباغتة بالنسبة إليه تماماً، حيث اعتبر مغردون أنّ الصحافية استطاعت "نتف ريشه وإعادته لحجمه الطبيعي"، إذ إنه اعتاد على الظهور في المنابر الإعلامية في لبنان كالطاووس المزهو بصورته وانتفاخ حجمه.
وحملت الجلسة التي أدراتها غامبل عنوان "عودة عدم الاستقرار العربي"، واستهلتها بسؤال لجميع الحاضرين في القاعة حول فرص نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، قبل أن تتوجه إلى باسيل بالسؤال: "كيف وصلت إلى دافوس"، ليجيبها: "جئت على نفقتي الخاصة. أعلم أن الشائعات والأكاذيب تنتشر حول هذه القضايا، وأنا اعتدت على ذلك، لكن هذه هي الحقيقة، على نفقتي الخاصة".
لكن غامبل عاودت السؤال: "رواتب الوزراء اللبنانيين تقارب 5 آلاف دولار، كيف أمكنك استئجار طائرة (خاصة)؟"، فأجاب باسيل أن "الرحلة لم تكلف الخزانة اللبنانية ليرة واحدة"، وأضاف: "مُنح لي (المبلغ)، دُعيت إلى هنا...". فقاطعته غامبل متهكمة: "ليتني أتمتع أنا أيضاً بهذا النوع من الأصدقاء". وتابع باسيل: "أكدتُ لهم أنني لن أكون وزيراً للخارجية في تاريخ انعقاد المنتدى، لكنّهم أصرّوا على الدعوة"، و"أنا سعيد لكوني هنا، ولم أرد تفويت فرصة الحضور وتمثيل بلدي والفرص التي يقدمها". وقد قاطعته غامبل لاحقاً أيضاً، حين قال طلب مني رئيس الجمهورية تمثيله، فأوضحت: "أي والد زوجتك".
بدت غامبل، إضافة إلى معرفتها العميقة بالوضع الاقتصادي والسياسي اللبناني، ومعنى حكومة "حزب الله" في ميزان العلاقة مع الولايات المتحدة والدول العربية، بدت جاهزة للدفع قدماً بوجهة نظر معارضي باسيل، وتحميله، مع الحكومات المتتالية مسؤولية الأزمة اللبنانية الراهنة. وقد فعلت غامبل ذلك، من دون أن تكسر معايير مهنتها كصحافية ومحاوِرة، علاوة على الكثير من خفة الدم والحضور على الشاشة.. الخفّة التي من الواضح أنها انعكست على باسيل عبئاً ثقيلاً مع كل سؤال، خصوصاً لدى إشراكها ضيوفها الآخرين من خبراء ومسؤولين.
لم يُعفَ باسيل من كل الملفات، تدمير البيئة والكهرباء والفساد والسياسات المالية.. ولما لجأ باسيل إلى حجته المعروفة "لم نكن موافقين على السياسات المالية ولم نستطع تغيير شيء.."، عاجلته غامبل: "ظللتم عاجزين ورافضين لوقت طويل كمسؤولين". ولم تغب غامبل عن مقولة باسيل الجوفاء العام الماضي بأنه يستطيع تعليم بريطانيا وأميركا كيف يديرون بلداً من دون موازنة، فذكّرته بها كطشت ماء بارد سكبته على رأس الرجل: "بوريس جونسون انتُخب بشكل لافت، ودونالد ترامب، إن وافقته أم خالفته، خلق اقتصاداً رهيباً في الولايات المتحدة.. فماذا لديك أنت لتعلمهما؟!". إنها المعلّمة، تعظ تلميذاً أخطأ، وهي تستحق، وهو لم يجد مفراً من هذا الدور الذي وضعته فيه، فاستحقه عن جدارة.
— Hisham Lotfi (@HishamLotfi11) January 23, 2020
How did you get here? #جبران_باسيل_لا_يمثل_لبنان #جبران_باسيل_لا_يمثلني pic.twitter.com/86mwyMLTUJ
— doüha- ثورة ١٧ تشرين الأول♥️🇱🇧 (@douhafn1) January 23, 2020
On his own expenses 😂😂😂😂 #جبران_باسيل_يتبهدل pic.twitter.com/4m3FNKojdZ
وأتى سؤال غامبل، بعدما أثار حضور باسيل منتدى دافوس غضباً واسعاً بين اللبنانيين، الذين أعلنوا أن "باسيل لا يمثلهم"، الأمر الذي استدعى رداً من باسيل قائلاً إنه "يرفض تعميم تهم الفساد عليه"، وأنه "السياسي الوحيد في لبنان الذي كشف بيانات حسابه، ولم يجرؤ أحد على فعل هذا".
وكانت غامبل قد أعلنت عشية انعقاد المنتدى أنها ستواجه باسيل وستحمله مسؤولية ما يحصل في لبنان، مشيرة إلى أنها تلقت عدداً كبيراً من الرسائل الرافضة لأن يمثّل باسيل لبنان في مؤتمر دافوس، باعتباره "جزءاً من الحكومة التي عزّزت الفساد في ظلّ استمرار الإحتجاجات ومسلسل العنف ضدّ المتظاهرين، والذي لم تتم الإضاءة عليه في الإعلام الدولي".
وقالت وقتها "أطمئن اللبنانيين أنّه في هذا الوقت الحساس بالنسبة لهم، وكوني صحافية في شبكة CNBC، أنّني سأفعل ذلك، وأنا أحب لبنان ولديّ أصدقاء هناك، إنّني سأحمل جبران باسيل مسؤولية الكثير مما يحدث اليوم في لبنان".
ونالت أسئلة غامبل لباسيل تأييداً واسعاً في مواقع التواصل، حيث وصفها كثيرون بـ"البطلة" و"الملكة"، فيما تناقل آخرون لقطات لتعابير وجهها حديث باسيل وإجابته على أسئلتها، مرفقين إياها بتعليق "الصور تقول كل شيء"، إذ بدت غامبل ممتعضة حيناً وهازئة في أحيان أخرى.
وقام مغردون بإعادة التذكير بتصريحات سابقة لباسيل خلال المؤتمر نفسه العام الماضي، حين ذهب بصفته وزيراً لخارجية لبنان، وقال وقتها: "يجب على لندن وواشنطن أن يتعلموا من لبنان كيفية إدارة البلد من دون موازنة"، في حين أنه ناشد اليوم قادة العالم المساعدة في إنقاذ لبنان كي لا يتحوّل إلى "دولة فاشلة" وسط أزمة مالية متصاعدة.
Are you allowed to have friends like that #gebranbassil ? Because you shouldn't.
— Jennifer Chamoun (@JenniferChamou1) January 23, 2020
You made us really happy by going to #Davos2020 against our will and making a complete fool of yourself as you showed your true colours .#كلن_يعني_كلن #دافوس #جبران_باسيل_لا_يمثل_لبنان #باسيل pic.twitter.com/hefdANiKTZ
— Sarah SFEIR (@Sarah_Sfeir) January 23, 2020
Honestly, seeing him getting roasted like this, is PRICELESS... I don’t care anymore if he paid or WE paid (which we eventually directly ot indirectly did) 🤣😂 #gebranbassil #WEF20 #Davos2020 #باسيل #يا_مبهدلنا pic.twitter.com/bdqlelQVQU
— Elie AlRahi (@eliearahi) January 23, 2020
Bassil, Davos 2019: Washington and London should maybe learn from Lebanon how to run the country without a budget.
Bassil, Davos 2020: Help and save Lebanon from becoming a “failed state” amid a financial crisis. #Davos2020 #باسيل
— Firas Hatoum (@ferashatoum) January 23, 2020
السياسي بلبنان بيعمل ديك على الصحافيين بس برة بيتقبل اي سؤال ولو بابتسامة صفرا،يعني عم فكر لو شي صحافي لبناني سأل هيك سؤال للجمهور بحضور #جبران_باسيل او مطلق شخصية سياسية ثانية شو كان صار؟!؟! pic.twitter.com/FYXVbcqyTl
— Lea Al Assad (@AssadLea) January 23, 2020
Her face expressions say it all 😆 #باسيل #Davos2020@_HadleyGamble pic.twitter.com/ugWI5Gga9l
— Dona-Maria Souhaid ♛ (@donitsaa) January 23, 2020
That look though 😅#Davos2020 #باسيل pic.twitter.com/IJtm7L1YTy
— Jad Aizarani (@JadAizarani) January 23, 2020
A new word in the English Dictionary “Independest” #Davos20
#باسيل pic.twitter.com/bHUs0L63o3
— Fahed AD (@FahedA1D) January 23, 2020
The problem with Lebanon summed up in today’s interview with Basil, #Davos2020 he came to represent Lebanon, and ended up representing only himself and his party. #باسيل
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها