"أساطير في قادم الزمان": سلسلة "أنمي" سعودية تروج لـ"الإصلاح"

وتدور أحداث السلسلة الموجهة إلى الجمهور السعودي والعربي، حول مستقبل المملكة، في ظل شرخ اجتماعي واضح بين المحافظين دينياً والمرحبين بالإصلاحات الاجتماعية التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان منذ وصوله لولاية العرش العام 2017، بما في ذلك السماح بالحفلات الموسيقية وإعطاء مزيد من الحريات للنساء والحد من سطوة السلطة الدينية التقليدية.

وتقدم السلسلة الحكايات التراثية من السعودية والجزيرة العربية التي تناقلها الناس منذ القدم، عبر شخصية الجدة أسماء لأحفادها وقطهم الآلي أنيس، مقدمة لهم النصائح وحكم الماضي عبر أحداث ومحطات زمنية، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.


والحال أن السلسلة هي أول إنتاج "أنمي" من قبل شركة "مانجا" للإنتاج، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك"، وجرى تنفيذها بالتعاون مع استوديو "توئي أنيميشن" أحد أعرق الاستوديوهات اليابانية في مجال "الأنمي" والرسوم المتحركة.

ومن المقرر إطلاق الحلقة الأولى من السلسلة المكونة من 13 حلقة، الجمعة، عبر قناة "إم بي سي 1" بشكل أسبوعي، وقالت وكالة الأنباء السعودية أن السلسلة تعد "نافذة على التاريخ يربط أطفالنا بالقيم والأخلاق والعراقة العربية، وتعرف الأطفال على تقنيات المستقبل، وتحتفي باللغة العربية وجمال ألحانها بمحتوى إبداعي ملهم" حسب تعبيرها.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "مانجا" عصام بخاري: "نهدف من خلال أعمالنا إلى إيجاد بيئة متكاملة في المملكة والعالم العربي تعنى بتطوير المحتوى الإبداعي والإيجابي الهادف للأجيال القادمة، إضافة إلى تصدير الثقافة السعودية إلى العالم في قالب جذاب ومبتكر".

وكان بن سلمان، دفع إلى تبني نهج إسلامي معتدل، وتعزيز الشعور القومي في إطار استراتيجته الإصلاحية، التي تهدف إلى انفتاح المجتمع، وجذب الاستثمار الأجنبي من أجل تنويع مصادر الاقتصاد المعتمد حالياً على النفط، حيث خفف القيود الاجتماعية، وبدأ بالسماح بمنح تأشيرات سياحية للأجانب، كما أخذت الرياض تبتعد عن نظام الولاية على المرأة بالسماح للنساء بالسفر. وتستعد السعودية لتولي رئاسة مجموعة الدول الـ20 هذا العام.

وأحدثت هذه الإصلاحات، التي تتضمن السماح بإقامة حفلات موسيقية وافتتاح دور السينما ومنح بعض الحريات للنساء، انتقادات من محافظين في المملكة، فيما تنفي السلطات حدوث تجاوزات تنتقص من المكانة الدينية للمملكة التي توجد فيها أكثر الأماكن قدسية للمسلمين، وتحديداً في مدينتي مكة والمدينة المنورة. وتواجه تلك التحولات غضباً مكتوماً ونداءات تحذيرية وانتقادات ومخاوف من طمس الهوية الثقافية والمساس بالقيم والتقاليد والعادات في المملكة، وفق معارضين.