الإثنين 2020/01/20

آخر تحديث: 17:42 (بيروت)

"بدنا نعيش" ترنيمة السويداء.. عهد مراد: نغنّي سردية الشارع

الإثنين 2020/01/20
"بدنا نعيش" ترنيمة السويداء.. عهد مراد: نغنّي سردية الشارع
increase حجم الخط decrease
لا تشكل عبارة "بدنا نعيش" فقط، الشعار الذي رفعه أهالي مدينة السويداء الذين نزلوا إلى الشوارع متظاهرين ضد الوضع الاقتصادي والمعيشي الكارثي في مناطق سيطرة النظام، بل هي أيضاً عنوان أغنية قدمتها المغنية السورية آية مهنا، متحدية بها سردية النظام السوري عن الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد.

الأغنية التي باتت متوافرة عبر "يويتوب"، منذ الأحد، ويتناقلها سوريون في مواقع التواصل، من كلمات عهد مراد، وألحان مهنا، تحيل الاحتجاجات الحالية في السويداء إلى أسبابها المباشرة، المتمثلة في سياسات نظام الأسد الذي بات واجهة لقوى محلية وأخرى أجنبية تتحكم بالبلاد، وهو ما أشارت إليه تقارير وسائل إعلام كبرى مؤخراً من بينها مجلة "فورين أفيرز".


وأوضح مراد في حديث لـ"المدن" أن الأغنية "في الحقيقة هي مشروع قديم بيننا كنا اقترحنا العمل عليه سابقاً وبطريقة اكثر احترافية وتقنية، إلا أن آية اتصلت عند بداية الحركة الاحتحاجية في السويداء وقالت أن هذا وقت مناسب للأغنية واتفقنا أن تسجلها بطريقة بسيطة وبتقنيات عادية في منزلها".

وأضاف مراد أن رسالة الأغنية واضحة ومباشرة في كلماتها، موضحاً أن "إحالة الإشكالية الاقتصادية الراهنة للمضاربات واحتكار التجار هو كذبة كبيرة" وأن "هناك عجزاً اقتصادياً واضحاً ومنظومة حكم غير قادرة على تلبية متطلبات الشارع، لكنها تكذب عليه في محاولة لإعطاء نفسها شرعية ما، من خلال قبوله لسلوكها، أو دعوتها لمساعدته ضد الوهم المسمى تاجر الأزمة".

وهكذا تكرر الأغنية عبارة: "بس البلد انباع واللي ماسك حقو عم يتحكم فيه"، ويعتبر أصحابها أن تقديم السردية المعاكسة لسردية النظام أمر ضروري، ليس فقط في التوقيت الحالي بل في كل وقت! وقال مراد: "لكل صراع سرديات عديدة، وهذه ليست سرديتنا نحن، بل هي سردية معروفة لشارع عريض ونحن نغنيها".

ورغم تقديم الأغنية للسردية المعارضة من زاوية سياسية، قال مراد أن التظاهرات الحالية مطلبية فقط. في وقت يقارن فيه ناشطون بين التظاهرات في السويداء والتظاهرات التي تنتشر في دول الجوار، كلبنان والعراق وحتى إيران، بينما يقول محللون ووسائل إعلام أن النظام أعاد حاجز الخوف في البلاد بفعل العنف الممهج الذي قمع به الثورة السورية العام 2011، رغم سلميتها.

وأضاف مراد: "هي لحظة تاريخية في سوريا، مرتبطة بمحرك غير سياسي للشارع. عبر التاريخ يحرك رغيف الخبز والصراع الطبقي العجلات، وغالباً لا يرتبط ذلك الجذر السياسي للمشكلة! ويحمل الإعلام المتظاهرين أكثر من طاقتهم في هذه الآونة. إن مجرد الاحتجاج هو تعبير عن الإحساس بالظلم، وهو فعل سياسي حتى لو لم يرد فاعله منه ذلك. لا أستطيع توقع شيء في سوريا، لكنني مؤمن بأن الشعوب في منطقتنا ستقود التاريخ بعدما قادها طويلاً"، متوقعاً ان تتوسع المظاهرات نحو بقية البلاد، في توقيت ما من المستقبل.

وتشكل الأغنية عودة للإنتاجات الفنية المعارضة للنظام، بعدما شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في الإنتاجات الفنية، ونشاطات السوشيال ميديا، المعارضة عموماً، بعكس السنوات الأولى للثورة. وعمّا إذا كان ذلك مرتبطاً بالأحداث السياسية والميدانية التي كانت فقدت زخمها إلى حد ما وتراجع الخبر السوري في سلم أولوية وسائل الإعلام، يقول مراد أن "ركود العمل الفني ناتج عن غياب هوية واضحة للثورة السورية بعدما اختلط الحابل بالنابل فيها!".

وأضاف مراد: "لا يتفق الثوار على شيء واحد في بلدي. هذا جعل الفنان عاجزاً او شاعراً باللاجدوى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها