الجمعة 2020/01/17

آخر تحديث: 20:55 (بيروت)

حملة علاقات عامة "للداخلية" تحتوي الأزمة مع الأمم المتحدة

الجمعة 2020/01/17
حملة علاقات عامة "للداخلية" تحتوي الأزمة مع الأمم المتحدة
"عسكر على مين؟".. هكذا تداول اللبنانيون هذه الصورة في مواقع التواصل
increase حجم الخط decrease
نجحت حملة العلاقات العامة التي نفذتها السلطات الأمنية في طمأنة الامم المتحدة، مرة أخرى، الى إجراءاتها، لكنها لم تعفها من الانتقاد الذي تواصل منذ يومين، وأظهر اليوم أن الدعم الدولي للقوى الأمنية اللبنانية، مشروط. 

فمنذ بدء السلطات اللنبانية الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين والصحافيين والناشطين، أمام مصرف لبنان، وبعدها أمام ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة، تلقت السلطات اللبنانية انتقاداً قوياً من الأمم المتحدة التي توقفت عند هذا السلوك، وتحدثت عنه بغضب وحزم، قبل أن تبدأ حملة العلاقات العامة اللبنانية لإيضاح الموضوع.

تصريحات الأمم المتحدة، عبّر عنها المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، فيليب لازاريني، الذي غرّد قائلاً إن ما حصل مع طلاب المدارس في جونيه كان صادماً، ويجب أن يتوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين والطلاب، فهو لا يعكس صورة لبنان الذي نريده. كما أكد في تغريدة ثانية على ضرورة حماية الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات.

تغريدتا لازاريني، دفعتا السلطات اللبنانية للتحرك لاحتواء الأزمة، خصوصاً أن الأمم المتحدة تعتبر من أهم الجهات التي تسلّح القوى الأمنية اللنبانية، وتدرّبها، ومن ضمنها التدريب على عدم التعامل بعنف مع المتظاهرين السلميين ومراعاة حقوق الإنسان.


بدأت الحملة، وزيرة الداخلية ريا الحسن، لاحتواء الأزمة، عبر سلسلة تصريحات، من بينها ما قالته في لقائها الخميس مع الصحافيين. وتلاها مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان.


واليوم، التقت الحسن بالممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة، يان كوبيتش، الذي أعاد التذكير بالمبادئ، لكنه جدد تأكيده على دعم واحترام القوى الأمنية. وقال كوبيتش، بعد لقائه الحسن، في تغريدتين ان "الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين غير مقبول، ويجب اتخاذ إجراءات لمنع التجاوزات في المستقبل، ويجب أن يكون الصحافيون تحت حماية خاصة، وكذلك القصر". وقال في تغريدة ثانية: "غضب الناس مفهوم، خلافاً للتخريب الذي مارسه السياسيون، وهو الأمر الذي يجب إيقافه. عدا ذلك، فإن قوات الأمن تستحق احترامنا ودعمنا".

واللافت أن لازاريني وكوبيتش، كمراقبين دوليين من خارج البلد، قالا ما لم يقله نقيبا الصحافة والمحررين اللبنانيين، ولا وزير الإعلام اللبناني. بل بدا هؤلاء الثلاثة، وهم المفترض أنهم حريصون على سلامة الإعلاميين والحريات بشكل عام في لبنان، مصطفين إلى جانب السلطة، يبررون لها أفعالها، ويلقون باللائمة على "المشاغبين" الذين تسببوا في إيقاع إصابات وجرحي في صفوف الإعلاميين وعناصر قوى الأمن معاً! وهذا ما دفع الصحافيين اللبنانيين إلى التبرؤ من نقيبهم جوزيف القصيفي، وتقريع نقيب الصحافة عوني الكعكي، قائلين إنها لا يمثلانهم، ناهيك عن كمّ السخرية الهائل من وزير الإعلام جمال الجراح، الذي أساء الأمانة وغلّب انتماءه السياسي والحزبي على موقعه الذي يفترض أن يكون حامياً لمهنة الصحافة والمشتغلين فيها في لبنان، شأنه شأن أقطاب السلطة اللبنانية التي ينتفض عليها اللبنانيون اليوم.

و
يذكر أن تصريحات كوبيتش لم تكن في الأساس قاسية بحق القوى الأمنية، فهو كان من أبرز داعي المحتجين للابتعاد عن العنف خلال تحركاتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها