الإثنين 2019/09/23

آخر تحديث: 12:59 (بيروت)

الكاريكاتير يكذب: السوري هو المعنيّ بهجوم OTV

الإثنين 2019/09/23
الكاريكاتير يكذب: السوري هو المعنيّ بهجوم OTV
التمويه "يحفز" الدولة على تقديم دعم اضافي للمدارس الخاصة، على قاعدة أن المدارس الرسمية ليست للبنانيين!
increase حجم الخط decrease
ليست الجنسيات المشمولة بالرسم الكاريكاتوري الذي نشرته قناة "او تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" هي المعنية بالانتقاد، باستثناء مواطني جنسيّة واحدة: السورية. ذلك أن أعداد طلاب المدارس من العراقيين والبنغلادشيين والهنود وغيرهم، لا يمكن احتسابها ضمن عداد الطلاب الأجانب في المدارس الرسمية اللبنانية، لنُدرتهم، وهو ما تثبته الأرقام. 

وتداول مغردون في مواقع التواصل الاجتماعي رسماً كاريكاتورياً نشرته قناة "او تي في"، يظهر طفلين لبنانيين "لا يجدان مكاناً" لهما في المدارس الرسمية، إثر موجة النزوح الكبيرة من المدارس الخاصة الى الرسمية، مع بداية العام الدراسي الحالي، بسبب ضيق الاوضاع الاقتصادية. ويظهر في الكاريكاتير إعلان اعتذار من المدرسة الرسمية عن استقبال اللبنانيين، بذريعة ان "المدرسة مفوّلة" (ممتلئة) بالطلاب "السوريين والفلسطينيين والعراقيين والهنود والزنوج والأحباش والبنغلادشيين"، بحسب ما ورد في الرسم. 

وفيما أثارت كلمة "زنوج" الكثير من ردود الأفعال في مواقع التواصل، كونها عبارة عنصرية توقّف العالم عن تداولها منذ أكثر من 50 عاماً، لا تقل سائر عبارات الكاريكاتير عنصرية، رغم ان راسمه، حاول التعمية عن حقيقة استهداف السوريين بشكل خاص، فصنع هذه "التشكيلة" من الجنسيات والأعراق في رسم واحد، لصرف النظر عن المقصود منها، وهو ما يندرج ضمن سياق "الدعاية الغبية"، فضلاً عن أن هذا التمويه، يهدف الى تحفيز الدولة على تقديم دعم اضافي للمدارس الخاصة، على قاعدة أن المدارس الرسمية ليست اللبنانيين. 

وتثبت الوقائع والأرقام أن السوريين حصراً هم المعنيون بكاريكاتير "او تي في". ذلك أن اللاجئين العراقيين، لم يبقَ منهم أخيراً في لبنان سوى عدد قليل جداً، بعد موجة التوطين الثالثة التي تعرضوا لها الى موطن ثالث بدءاً من 2004 وصولاً الى اليوم. 

أما الفلسطينيون، فهم نادراً ما يرتادون مدارس رسمية، بالنظر الى ان اللاجئين منهم يرتادون مدارس الأونروا، فيما ميسورو الحال يرتادون مدارس خاصة. 

ولا يبلغ الطلاب من الجنسيات الأخرى التي تحدث عنها الكاريكاتير، العشرات، وهي لم تُضَف الا للتمويه عن ذكر الطلاب السوريين على وجه التخصيص، المعنيين بالرسم، ذلك أن تخصيصهم بالرسم ينطوي على مخاطر هجوم اعلامي كبير، كانت تعرضت له "ام تي في" في تقرير سابق عرض في 2014، وأثار أزمة كبيرة واتُّهمت القناة والمستصرحون في التقرير، بالعنصرية. 

تغيب عن "أو تي في" حقيقتان: الأولى أن مدارس اللاجئين، في معظمها، هي مدارس بعد الظهر التي لا يختلط فيها اللبنانيون مع السوريين، خصوصاً في المدن والبلدات الكبيرة. أما الثانية، فأن تلك المدارس تمولها الأمم المتحدة عبر الدول المانحة، وأهمها بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها، التي تنفق ملايين الدولارات وتوفر فرص عمل لأكثر من 1600 لبناني يصنفون على أنهم "مستعان بهم" في السلم الوظيفي، لتعليم السوريين. 

لذلك، ما نشرته "او تي في"، فضلاً عن أنه عنصري، يعتبر تحريضاً على حق الاطفال من مختلف الجنسيات بالتعليم، وهو حضّ على الكراهية، يجب على القناة أن تعتذر عنه، أسوة بالإجراءات العقابية التي تعرض لها محازب في "التيار الوطني الحر" وصف الشعب اللبناني بالـ"رتش"، تقليلاً من قدره، وتقريعاً لمنتقدي عدد الوفد المرافق للرئيس اللبناني الى نيويورك. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها