وتعد هذه المرة الأولى التي يُسمح فيها بدخول كاميرا تلفزيونية إلى داخل السجن، بعد تقارير إعلامية غربية نشرتها صحف كبرى، عن أوضاع السجون في وقت سابق من العام الجاري، من دون تقديم صور مباشرة من تلك السجون، التي تضم الآلاف من مقاتلي التنظيم من جنسيات مختلفة إثر إلقاء القبض عليهم مع سقوط دولة الخلافة المزعومة التي أنشأها التنظيم في سوريا والعراق.
ويضم السجن الذي دخلته القناة بإشراف مراسلتها هولي ويليامز قرابة 5000 سجين من عناصر وقياديي تنظيم "داعش" المحليين والأجانب، وأجرت المراسلة حواراً مع السجناء وسط إجراءات أمنية مشددة، ومن بينهم داعشيون من بلجيكا وهولندا وألمانيا، ودول أوروبية أخرى ترفض إعادة المتهمين بالانتماء للتنظيم من حملة جنسياتها إلى بلادهم الأصلية، وكانت المفاجأة بوجود سجناء أميركيين، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يطالب الحلفاء الأوروبيين بتحمل مسؤولياتهم بشأن إعادة مواطنيهم الدواعش إلى بلادهم الأصلية.
وقالت ويليامز: "قابلني شخص قال أنه أميركي، غادر منزله في شيكاغو للعيش تحت حكم داعش العام 2015، وهو غير نادم على هذه الخطوة التي من الممكن أن تكون خطأ من وجهة نظر أشخاص أخرين".
وكشف التقرير صوراً صادمة، من الناحية البصرية، من دون تقديم معلومات جديدة فعلاً، وأظهرت معتقلين مصابين من دون تلقي العلاج اللازم وآخرين ظهرت عليهم علامات الهزال الشديد بينما بدا آخرون شبه عراة، فيما تضم الزنزانات المغلقة، التي شهدت محاولة تمرد قبل أيام من تصوير التقرير وأبرزته كاميرات المراقبة في المكان، أعداداً كبيرة من المعتقلين في مساحة صغيرة.
وكان زعيم التنظيم المتواري عن الأنظار أبو بكر البغدادي، ظهر مؤخراً في تسجيل صوتي جديد، دعا فيه ماتبقى من مقاتليه إلى إنقاذ عناصره وعائلاتهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي في السجون والمخيمات.
وتحذر قوات سوريا الديموقراطية منذ شهور، من أزمة معسكرات الاعتقال الداعشية، من ناحية عدم قدرتها على معالجة الوضع الأمني فيها على المدى الطويل، مع عدم رغبة الدول الأجنبية في استعادة مواطنيها من تلك المعتقلات التي تحولت من ناحية أخرى إلى مصدر يقوي دعاية التنظيم التي تبث عبر تطبيقات المراسلة المغلقة، وتحاول تجنيد أشخاص بناء على دافع الانتقام من المشاهد الصادمة بحق "المسلمين".
يذكر أن "قوات سوريا الديموقراطية" تدير معسكرين كبيرين للاعتقال وسجنين يحتجزان أكثر من 130 ألفاً من المشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم "داعش" أو من أنصار التنظيم. وعلى الرغم من أن "داعش" لم يعد يسيطر على الأراضي، إلا أن هناك مخاوف قوية ومتنامية من أن التنظيم يستخدم المخيمات لإعادة تجميع صفوفه وتجديده.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها