الحريري يطفئ شاشة "المستقبل": أتعهد بمتابعة حقوق العاملين

وقال الحريري، في بيان رسمي صدر عنه بعد ظهر اليوم: "يعز عليّ أن أعلن اليوم قراراً بتعليق العمل في "تلفزيون المستقبل" وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت الى اقفال جريدة "المستقبل". وأضاف: "القرار ليس سهلاًُ عليّ وعلى جمهور تيار المستقبل، ولا على جيل المؤسسين والعاملين والعاملات وملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب، ممن واكبوا المحطة لأكثر من ربع قرن وشهدوا لتجربة اعلامية مميزة كرست الجهد والامكانات والكفاءات لخدمة لبنان والقضايا العربية". 

وجاء الاعلان عن قرار التعليق بعد خمسة إيام على الاعلان عن انطلاق التلفزيون بتنفيذ خطة اعادة هيكلة تتضمن تقليص عدد الموظفين، استعداداً لانطلاقة جديدة لم تحدد الإدارة موعدها، مُطَمئنة الموظفين الى انهم سينالون حقوقهم بالكامل عملاً بقرار وزارة العمل. 

وفي ظل الاضراب الذي ينفذه موظفو التلفزيون منذ الشهر الماضي، طالب مجلس ادارة التلفزيون، الموظفين، خلال فترة الإنذار، بإتمام المهام المكلفة من قبل إدارتهم. 

وفي مذكرة إدارية، موقعة باسم المدير العام رمزي الجبيلي، أعلن مجلس إدارة تلفزيون "المستقبل" قراره بإعادة هيكلة كل دوائر التلفزيون، استعداداً لإنطلاقة جديدة في المرحلة المقبلة، لافتاً الى أنه سيتوجب تقليص حجم اليد العاملة بشكل ملحوظ.

وأبلغ مجلس الإدارة، العاملين في التلفزيون، "بأننا سنضطر الى إنهاء خدمات بعض الزملاء مع دفع كل المستحقات والتعويضات تطبيقا للمادة 50 من قانون العمل اللبناني، بالاضافة الى مهل الإنذار القانونية وذلك لجميع الموظفين المعنيين وعلى عدة دفعات". 

والحال ان الاحتمالات بقيت مفتوحة، بعد الاعلان عن تعليق العمل بالشاشة. وقالت مصادر مواكبة لـ"المدن" انه من ضمن الاقتراحات، اعادة انطلاق المحطة بعدد قليل من الموظفين، على ان تتولى شركة إنتاجَ البرامج، ويتوقف التلفزيون عن الانتاج لتقليص النفقات.

وحتى بلورة الاحتمالات التي قد تشبه خطة إعادة إطلاق الجريدة في موقع الكتروني وإعادة الهيكلة، يتحسّر الحريري على مصير "المستقبل". 

وقال في بيانه اليوم: "لقد أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري شاشة المستقبل، على صورة اللبنانيين وتنوعهم وعيشهم المشترك وعشقهم للثقافة والحرية والانفتاح والفرح، وأراد لتسمية المستقبل أن تكون جسر عبور الى الوجدان العربي بكل ما يعني من مفاهيم قومية وحضارية واجتماعية وثقافية". 

وأضاف: "ما كان لـ"المستقبل" ان تسجل تلك الحلقات المتصلة من النجاح والتطور والانتشار، وأن تتخطى مسلسل المخاطر الأمنية والسياسية والصعوبات المالية والإدارية، لو لم تكن هناك أسرة حقيقية تضامنت على توفير مقومات الصمود والاستمرار في أصعب الظروف، وكانت عنواناً للوفاء والأصالة وحسن الأداء والتضحية والولاء النبيل، وهي أمور ستبقى مدى الحياة أمانة غالية في قلبي، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينني على الوفاء بموجباتها، رغم الأوضاع القاسية المعروفة لدى الجميع". 

وقال: "من المهم أن يعلم أهل "المستقبل" وعموم اللبنانيين والأشقاء العرب، أن الشاشة لن تنطفىء والمحطة لا تتخذ قراراً بوقف العمل لتصبح جزءاً من الماضي، بل هي تعلن نهاية مرحلة من مسيرتها لتتمكن من معالجة الأعباء المادية المتراكمة، وتستعد لمرحلة جديدة تتطلع فيها الى العودة في غضون الأشهر المقبلة، بوجه يشرق على لبنان والعرب بحلة اعلامية وإخبارية تتلاءم مع الامكانات المتاحة وتحاكي اللبنانيين واللبنانيات باهتماماتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية". 

وقال: "إنني اذ أتوجه بتحية تقدير ورسالة اعتذار وامتنان الى كل العاملين والعاملات في "تلفزيون المستقبل"، والى زملائهم وزميلاتهم في "جريدة المستقبل" الذين أمضوا عمراً في ولادتها صباح كل يوم، قبل أن تضعنا الظروف معاً في مواجهة القرار الصعب بتعليق العمل، أتعهد بمتابعة الحقوق العائدة لهم والمتوجبة على إدارة المستقبل، متمنياً للجميع التوفيق في ما يختارونه ويتوافر لهم من فرص العمل. والله دائماً وليّ التوفيق".